الأخبار اللبنانية

إحتفال برعاية ميقاتي للشبكة اللبنانية للتنمية

إحتفال برعاية ميقاتي للشبكة اللبنانية للتنمية
ميقاتي: مرتكزات الحضارة هي الإيمان والعلم والعمل جمالي: الإستثمار في التعليم لا زال دون المستوى

رعى الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا ً بالدكتور عبد الاله ميقاتي حفل الهيئة الادارية في الشبكة اللبنانية للتنمية “اطار” لتجمع هيئات المجتمع المدني لمناسبة اطلاق الشبكة وبدء العمل بكبرى مؤسساتها: “أكاديمية طرابلس للتدريب المهاري والقيادي” وتوزيع الشهادات على واحد وتسعين متدربا ً شاركوا في الدورات التي اعدتها الشبكة بحضور ممثل عن النائب سمير الجسر المحامي وليد الجسر وممثل عن وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، العميد سمير شعراني، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد جمالي، وحشد من المشاركين وذلك على مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس.
بداية النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيبية لعريفة الحفل نورا نجيب ثم القى الزميل غسان حلواني كلمة ترحيبية بالمناسبة.
بعد ذلك القى باسم المتدربين محمد ديب كلمة شكر فيها الهيئة الادراية للشبكة والقيمين الراعين لهذا الحفل ثم القى رئيس حركة رشد الدكتور عمر الشامي كلمة قال فيها: لقد عاهدنا انفسنا في حركة رشد ان نرفع شعار الوسطية السياسية في احلك الظروف ودفعنا اثمان غالية لقاء هذا الموقف وعندما كان ابناء الوطن الواحد، يطلقون الرصاص على صدور بعضهم البعض، كنا نحن نحمل القلم لنعلم ونربي وندرب ونثقف ما استطعنا لانه خيارنا الاستراتيجي، وفي الوقت الذي كان فيه بعض زعماء لبنان، يهددون بعضهم البعض بالويل والثبور واحراق الاخضر واليابس كنا نحن نرفع لواء الوسطية يا ليتهم فهموه حينها لما زهقت ارواح الكثيرين من ابناء وطننا الغالي لبنان في حروب داخلية عبثية، كادت ان تعيد لبنان الى نفق مظلم، لا يعلم نهايته الا الله.
بعد ذلك القى رئيس الشبكة اللبنانية للتنمية عامر ارناؤوط كلمة رأى فيها ان طرابلس اليوم تحتاج الى عقول نيرة منفتحة لا تحتاج الى زنود مفتولة وعضلات ملوحة وان طرابلس تحتاج الى ابراز مواهبها وليس قمعها وقبرها وهي حية وتحتاج ان ترى الشباب الممتلئ عنفوانا ً ونشاطا ً وحيوية يملأ الدنيا ضجيجا ً وفعلا ً وتقدما ً.
وتحدث رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي بأن التربية والتعليم بصفتهما من عداد الحقوق الاساسية للمواطن والاستثمار في هذا الميدان هو الاجدى والاعلى مردودا ً كما اثبتت كل التجارب العالمية وثروة لبنان الاهم والاكبر هو الانسان وبقدر ما يملك ثقافة ومعرفة بقدر ما يشرق المستقبل اللبناني او يظلم.
واضاف جمالي: ان قضية التعليم في بلدنا ما برحت تعيش صعوبات وتعثر، فالاستثمار في التعليم ما زال دون مستوى احتياجات هذا القطاع وشمول التعليم ما زال دون المستوى المطلوب والمناهج التعليمية لا تزال تنتمي الى المرحلة الغابرة في التخطيط التربوي، كل هذه الصعوبات تجعل من القضية التربوية في وطننا خيارا ً يتقدم على سواه. ومن هنا يشكل حدث اليوم حدثا ً بالغ الاهمية.
وكانت كلمة ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي الذي نقل بداية تحيات الرئيس ميقاتي الى الحاضرين وتحدث عن: إن نظرة تأمل في تاريخنا الماضي المشرق، وما حققه أجدادنا من حضارة ورقي، وتطوير للعلوم على اختلاف أنواعها، ونظرة تمحيص في حاضرنا وواقعنا الأليم وما يشوبه من تأخر وتخلّف عن ركب الحضارة والعلم والإبداع، يجعلنا ندرك حجم المسؤولية الملقاة على كاهلنا، نحن وإياكم معاً خصوصاً وقد أخذنا على عاتقنا، العمل بجدٍ في مجالات التربية والتعليم وإعداد الكوادر البشرية، بما يتناسب مع روح العصر، ومتطلبات الحداثة والإبتكار. وبما يندرج أساساً وقبل كل شيئ ضمن الإطار الإيماني الصحيح.
وأضاف: أن مرتكزات الحضارة كانت ولاتزال، وستبقى برأينا، ثلاثة، وهي الايمان والعلم والعمل. فالايمان بالله هو الأساس والمنطلق، لأنه يأتي أولاً، وهو الذي يقود إلى علوم الدنيا، من خلال دعوته إلى التفكر في خلق السماوات والأرض، وإلى إعمال العقل في عمارة الأرض، واستخراج مكنوناتها، وبناء حضارتها. والإيمان بالله هو الضابط والإطار، الذي يضبط تطوّر العلم، والعمل به حتى لا يخرج عن الإطار الشرعي، وليكون دائماً في خدمة الناس ومنفعتهم. والإيمان بالله هو الذي يدعو إلى الاخلاص والإتقان في العمل، وصدق المعاملة، والأمانة والوفاء بالعقود والعهود. كما أن علوم الدين أيضاً تنهى عن العلم بدون عمل، حيث يقول تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ﴾ ، ومعلوم بداهة أن العمل بدون علم يقود إلى ما لا تحمد عقباه.يقول الإمام الغزالي “العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون”. ولذلك فإن هذا الترابط الوثيق بين هذه المرتكزات الثلاثة هو الذي أوصل الحضارة الإسلامية إلى أرفع المستويات وبسرعة أدهشت العالم.
وتابع قائلا ً: ليس هذا وحسب، بل إن اسلامنا الحنيف هو أول من دعا إلى العلم،بل وربطه ربطا” مباشرا” بخلق الإنسان،فأول الأيات ﴿ إقرأ بإسم ربك الذي خلق،خلق الإنسان من علق ﴾ وفي سورة الرحمن ﴿ الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ﴾ بل إن أمر الله عز وجل في قوله ﴿ وقل ربي زدني علما ﴾ وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ” طلب العلم من المهد إلى اللحد” وقول علمائنا من السلف الصالح ” مع المحبرة إلى المقبرة “، يدل دلالة واضحة وأكيدة على اهمية طلب العلم المستمر،وهو ما وصل إليه علماء اليوم في أبحاثهم حول “التربية العلمية المستدامة”.
وأشار ميقاتي إلى أن ما يعمل عليه الباحثون، وتعقد له المؤتمرات الدولية في أيامنا الحاضرة حول أهمية ربط مخرجات التعليم بمتطلبات وحاجات سوق العمل،ليس إلا كما جاء في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم”اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما”وتعوّذه من ” علم لا ينفع ” فالنفع المباشر للإنسان هو الهدف الأسمى والغاية المرجوة لكل علم وعمل. وهذا يعني الإرتباط المباشر بحاجات سوق العمل ومتطلبات الحضارة الإنسانية السليمة.
ومثل ذلك كثير، ذلك أن قواعد التربية والتعليم في الإسلام كثيرة وهي ولا شك صالحة لكل عصر وزمان، وبل أكثر من ذلك، فنحن بحاجة ماسة إليها اليوم، مع دخول تكنولوجيا المعلومات وتسارع استعمالاتها في شتى المجالات وحتمية ذلك، وهذا ما يدعونا لأن نسلّح أبناءنا بروح إيمانية قوية، حتى يكونوا قادرين على مجابهة الإنفتاح غير المنضبط لجميع التقنيات الحديثة. وإنني على يقين بأن غرس الروح الإيمانية في نفوس الناشئة، يكون دائما” اسرع وأجدى وأفعل، من نمو العقل وسلامة التفكير عندهم.
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على المتدربين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى