الأخبار اللبنانية

لا لترسيم الحدود البرية مع اسرائيل بل الانسحاب الى ما وراء الخط الدولي

يبدأ ماراتون المفاوضات غير المباشرة الخاصة بترسيم الحدود البرية والبحرية منتصف الشهر الجاري، ودونها عراقيل حاضرة من جانب العدو الاسرائيلي الذي يحاول فرض التلازم البري والبحري وخلط “السماوات بالقبوات” لشرعنة احتلاله للارض اللبنانية في اكثر من 13 نقطة، وبالتالي نزع ذريعة وجود سلاح المقاومة على طول الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ونعتقد ان الوفد اللبناني العسكري التقني الى المفاوضات يحمل معه من المستندات والخرائط ما يكفي لدحض الادعاءات الاسرائيلية، استنادا على القرار 1701 الذي يبين تعدي اسرائيل على الارض اللبنانية وكيف ان الخط الازرق الذي تتمسك به اسرائيل ولا يتطابق مع الخط الدولي، مع الاشارة ان الوقف السني يملك في مزارع شبعا المحتلة ما يزيد عن ثلاثة ملايين متر، ويقول رئيس هيئة ابناء العرقوب الدكتور محمد حمدان انه حصل نزاع بين الدولة اللبنانية والقاضي الشرعي المفتي محمد سليم جلال الدين بعد ان قرر ابناء العرقوب بناء مقام للنبي ابراهيم عليه السلام على مساحة من هذا الوقف فاعترضت الحكومة اللبنانية على اعتبار ان الارض هي مشاع للدولة الا ان الاوقاف الاسلامية ربحت الدعوى عام 1944-1945 كذلك للكنيسة الارثوذكسية وقف في هذه المزارع، ولذلك يجب رفض الخط الازرق ولا ضرورة لاعادة ترسيم الحدود البرية لا بل فصلها عن ترسيم الحدود البحرية، لانها موثقة وثابتة ومعترف بها دوليا في عصبة الامم المتحدة والامم المتحدة ، وان كان من نزاع فهو بين لبنان وسورية في تلك المنطقة.
اما الاستغلال السياسي الذي يلجأ اليه بعض الساسة ممن تتحكم فيهم الكراهية والحقد والترويج للتطبيع على هامش “اتفاق المفاوضات” او المطالبة بنزع سلاح المقاومة لعدم صلاحيته بعد ترسيم الحدود، وكل ذلك لا يتعدى الجعدنة والثرثرة، ولو ارادوا خيرا لبلدهم لطالبوا باصلاح ما افسدته حكومة السنيورة في 17 تشرين الثاني 2007 حين وقعت اتفاقا مع الحكومة القبرصية معتمدة على خرائط قديمة اعدتها البحرية الملكية البريطانية ودون الرجوع الى الاختصاصيين معتمدة النقطة 23 الثلاثية الابعاد بين قبرص ولبنان واسرائيل واقرتها حكومة السنيورة في 13 ايار 2009، فحصلت تل ابيب جراء هذا الاتفاق على مساحة 850 كلم وهي المساحة التي تختزن ثروة الغاز والنفط، وهو ما تتمسك به قبرص واسرائيل، وهذه مشكلة سيواجهها الوفد اللبناني على طاولة التفاوض غير المباشر.
قد يكون توقيت هذه المفاوضات مفيدا لحكومة نتنياهو المأزومة، ومناسِبة للوسيط الاميركي، وشاقة على الوفد اللبناني، ويقيننا ان هذه المفاوضات ستأتي بالنتائج المرجوة نتيجة الصلابة ووضوح الرؤية والحرص على كل نقطة ماء في مياهنا الاقليمية وكل ذرة تراب على حدودنا البرية والمطالبة بتراجع قوات الاحتلال الى ما وراء الحدود المعترف بها دوليا.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى