الأخبار اللبنانية

عودة سعد الحريري المفاجئة ماهي ابعادها وغاياتها

الاطلالة التلفزيونية للرئيس سعد الحريري كانت بعد غياب، وقد حرص على الود مع الجميع رغم انه قارب بعض الخلافات مع اخصامه ومؤيديه، ولكنه كان واضحا في اسقاط اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة من عشرين وزيرا، واعترف ان رؤساء الوزراء السابقين شكلوا حكومة من اخصائيين ولكن الاحزاب هي التي اختارت الوزراء، وبرغم انه قال في البلد مشروعين الاول يحمله حزب الله وحركة امل مرتبط بالخارج، ومشروع يريد ان يخرج البلد من الازمة، وشدد على ان الثنائي الشيعي هو الذي عطل المبادرة الفرنسية وهو يوافق على اعطاء حقيبة المالية للثنائي الشيعي، وقال ان اي حكومة يدعمها حزب الله ومن لون واحد فلا احد سيعطينا فرنك، وأيّد مطالبة البطرك الماروني بالحياد لكن ذلك يحتاج الى موافقة جميع الاطراف وهل هذا ممكن. وختم انه سيجري الاتصالات اللازمة مع المعنيين وانه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة من دون جميلة احد.
ما يمكن استخلاصه من كلام الشيخ سعد انه حاضر لتشكيل الحكومة برغم الاتهامات التي وجهها الى الاخرين، وهذا يمكن تجاوزه بالسياسة وهو ما يُرجح حصوله.
وايا كانت هذه التفاصيل، فالحركة بركة، لان الواجب الوطني يفرض استنهاضا وطنيا لتدارك المخاطر الناتجة عن الفراغ الحكومي، واستدارك ما يمكن استدراكه على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي والنقدي والدستوري!! ولا يعقل ان تستمر اللامبالاة والاستخفاف بادارة شؤون البلاد والعباد، وما الاحداث التي شهدتها بعلبك الا نتيجة لغياب الدولة وتقصيرها في الامن والانماء، ولا يجوز بالتالي ان يصبح امن الناس في قبضة السلاح المتفلت ليسرح ويمرح يروّع الامنين في غفلة عن الدولة!!
فيما تتضح التسريبات التي تحدثت عن دعوة رئيس الجمهورية الى اجتماع يعقده مع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، ونتمنى ان يحصل ذلك، لا بل هو ضروري لاستمزاج الاراء ومدى جديتها لاختيار رئيس الحكومة المرشح والتفاهم بالحد الادنى على ما تبقى من المبادرة الفرنسية التي تبقى المفتاح السري المؤدي الى استدرار المساعدات المالية من سيدر او غيره بشرط القيام بالاصلاحات الضرورية المطلوبة والتي من شأنها تأجيل الانهيار الحالي بالحد الادنى ووقف اجراءات رفع الدعم عن السلع الغذائية والدواء والمشتقات النفطية لان معالجة مثل هذه الاخطار الداهمة، توفر على اللبنانيين الخيارات المرة والمحظور قبل فوات الاوان.
ومما لا شك فيه، ان تحرك سعد الحريري لم يأت من فراغ، وربما نجحت الوساطة الفرنسية مع السعودية لرفع الحظر عن سعد الحريري وربما ايضا عن الحظر الاميركي. ما يهمنا ان تلحظ الحكومة الجديدة المرتقبة التي ستلد بعد مشاورات مع كافة الافرقاء ان تنجح في لجم الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، وتُوفق الى الحلول التي ترفع عن كاهل المواطن بعض متاعبه وخاصة في موجبات الغذاء والدواء والاستشفاء والتعليم وهي استحقاقات تتقدم على كافة التعقيدات السياسية ولا احد يدري اذا كانت العودة الحريرية بعد طول انكفاء لها علاقة بالتحضيرات لجولة المفاوضات لترسيم الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال في فلسطين برعاية الامم المتحدة.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى