المقالات

هل نقدم “فالتين” قربانا لإنقاذ لبنان ؟ كتب: عبدالله خالد

يصادف يوم الأحد ذكرى عيد الحب الذي ابتكر ليزرع الأمل في قلوب العشاق عبر تبادلهم هدايا رمزية تؤكد استمرارهم في الوفاء لمن أحبوهم وعاهدوهم على الوفاء والتصميم على إبقاء شعلة الحب التي جمعتهم إلى الأبد. وإذا كانت تلك الهدايا قد أصبحت متعذرة بعد أن فاق ثمنها قدرة أغلب مكونات الوطن شراءها بعد أن وصل سعر الوردة الواحدة عشر آلاف ليرة كحد أدنى وتجاوز ثمن الهدية الوازنة المليون والممتازة ضعف هذا الرقم إلا أن ما زرع اليأس في قلوب اللبنانيين اكتشافهم أن الشبكة الحاكمة المهيمنة على قرارهم الوطني لا تحبهم ولا تهتم بتأمين أبسط مقومات العيش الكريم لهم في حدودها الدنيا بعد أن تركتهم يواجهون الموت بعد أن أصبحوا ضحايا للجوع والمرض والبطالة والكورونا والحجر القسري دون تأمين أبسط مقومات الصمود في مواجهتها بفضل إرتفاع سعر الدولار وغلاء الأسعار ومنع إقرار كابتيل كونترول والتحقيق الجنائي المالي وميعوا التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت وتركوا ضحاياه دون مأوى ودون أي تعويض أو مساعدة… لقد أدى كل هذا الوضع المأساوي إلى ابتكار بعض اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا بحب الشبكة الحاكمة لهم إلى التفكير بتقديم أضحية في ذكرى عيد فالتين نفسه في تعبير رمزي يبادلون فيه حب السلطة لهم بحب مماثل كتعبير عن حبهم الشديد لها بعد أن تركتهم يواجهون قدرهم دون أي سلاح يحميهم بعد أن غرقوا في صراعاتهم العبثية التي دخلت شهرها الخامس نتيجة اختلافهم على توزيع المغانم وتقاسم الحقائب وفق معايير مزدوجة يسعى كل طرف فيها لضمان قدرته على التحكم مسبقا على قرار الحكومة المنوي تشكيلها تحسبا منذ اليوم لفراغ محتمل بعد عامين بعد انتهاء ولاية الرئيس عون وعدم القدرة على انتخاب رئيس جديد بحيث يصبح القرار السياسي بيد الحكومة التي يفترض أن يضمنوا منذ اليوم هيمنتهم على قرارها مع الإصرار على تبادل التهم حول المتسبب بالتعطيل غيرعابئين بأن تأخير تشكيل الحكومة يدخل الوطن في حالة موت سريري يهدد وجودها بما يعنيه من انتهاء دور الشبكة الحاكمة نفسها.
الأمر المؤكد أن المتصارعين لم يعوا بعد ان المشاريع الدولية التي بدأت تبرز مؤخرا من دعوات للحياد والفدرلة والدعوة لمؤتمر دولي يتوج بتنفيذ الفصل السابع بناء لتوصية مجلس الأمن يعيد لبنان إلى انتداب جديد قد لا يكونوا ادواته مع ما يعنيه هذا من دخول لبنان في حرب أهلية جديدة يمكن أن تشكل مدخلا لتعميمها على كامل المنطقة بكل ما تعنيه من خراب ودمار يكون لبنان بكل مكوناته أحد أبرز ضحاياه… وكل هذا بفضل صراع داخلي على السلطة سببه تضخم الأنا الذي اعمى بصيرنهم وإصرار على إلغاء الآخر مهما كانت النتائج.
بعد كل ذلك يصبح جعل فالنتين قربانا. في عيد الحب مسألة طبيعية في عالم لوثة الجنون التي أصابت الشبكة الحاكمة وجعلتها تقدم كل لبنان ضحية لإستمرار فسادها وإصرارها على تجديد شبابها في مرحلة بالغة الخطورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى