المقالات

عهد الأقوياء… يذخر بالأشقياء… *بقلم الإعلامي الدكتور باسم عساف*

تتباين المواقف والآراء حول تشكيل الحكومة والتجاذبات بين فرقاء النزاع في المحاصصات… ليزيد كل منهم حصته من الوزارات والوزراء ، ليتمركز خلف متاريس الثلث المعطل ، أو مراكز القوى ، التي تستخدم في الإستحقاقات الإنتخابية الرئآسية والنيابية والبلدية وحتى الإختيارية…
لأنها جميعا مورد أرزاق من المال الحرام الذي يُسلب من حساب المواطنين في المشاريع الخدماتية… ومن توزيع المساعدات عليهم ، التي تأتي من هنا وهناك…وتذهب الى هذه الفئة وتلك ، من القوى المتسلطة والمهيمنة على مقدرات ومصالح الناس في مؤسسات الدولة ، التي باتت مخطوفة ومعتقلة من أسياد الساحة المستباحة على كل الصعد ، في عهد قوي على المستضعفين …
وضعيف أمام المستبدين …
الذين باعوا الكرامة والشرف والعنفوان… بمليارات الدولارات التي أضيفت الى ديون لبنان…لتزيدهم كفة الميزان…تسلطاً وتمسكاً بكرسي الإرتهان…ليكونوا لقمة سائغة لدى الخلاّن…. ولتنفيذ مآربهم في المنطقة ومنها لبنان… كرمى للأسياد من محتلّي فلسطين والجولان…
إنها الفرصة الأخيرة لإمتحان النوايا..وإظهار الحقيقة بمن يعرقل ويضع العصي في الدواليب ..أو يضع السمّ في المساكيب…ويتماهى عنوة بالألاعيب…ويخلط أمور التراكيب… بوسائل الترغيب والترهيب… حتى يصنف بأنه رهيب…وليظهر كل يوم بموقف عجيب … منه الترحيب والتغييب… والمشترك منها بعدم الترطيب… وكأنه مُراب ومُريب…بعدما أخرج المكلف الأديب… وجِبِلُّهُ ليس سعداُ ولا نجيب …فليس منهما له حبيب…وليس له فؤاد بالتمام يُصيب …إنما الذي له وهيب … أكان في الرئآسة أو المنيب… ليبقى فيها حتى يشيب… ولتبقى له هي النصيب… وتبقى للوطن والمواطن هي الأمر المعيب… ولهم في جهنم موطن مع اللهيب…ولعنة في التاريخ مع الأكاذيب…
الأهم من خوض المعارك التنافسية على المناصب والمحاصصات ..هي التنافس الإيجابي على تأمين الدواء ، والكهرباء ، والماء ، وبتر تزايد الأعباء ، وتهدئة النفوس والأجواء ، بدل التسويف والإلهاء ، وإعادة حرب الإلغاء ، وطرح فكر الإنهاء ، بكل أنفةٍ وإباء ، فالذي ينضح هو ما في الإناء… حقاً إنه الوباء ، حيث أصيب الوطن بهذا الداء ، فقط لمصلحة الأعداء الألداء…وهم عنده أعزاء ، لأنه يخدمهم بما يشاء ، دون أن تعلوا الأصداء ، بعيداً عن الأضواء ، ولأنه مشهور بالإنزواء ، حين يطلب منه ذلك الأحباء ، ولا يفعل ذلك إلا الأغبياء ،
كنا قد وجهنا منذ ثلاثة أشهر كتاباً مفتوحاً ، من باب النصيحة ، الى الرئيس المكلف الحريري ، بأن ينسحب من هذا التكليف ويخرج من هذه اللعبة المفضوحة بالتسيّب والتسويف ، لصالح أصحاب الغايات السوداء ، الذين يريدون تقويض الدولة من الداخل وتركها لمشروع التقسيم ، الذي يجتاح المنطقة تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ، وفرض يالطا جديدة ، خطوطها العريضة بخارطة الطريق ، الى كانتونات مذهبية وطائفية وعنصرية…
والنصيحة لأجل أن لا ينغمس أي من رؤساء الحكومات ولا أي سياسي سني لهذا المركز ، لينزلق في متاهات التقسيم والكانتونات لأنهم يمثلون أمة على إمتداد الوطن العربي والإسلامي ، وليسوا أقلية ترضى بما قُسِّمَ لها من حصص على مَدِّ لحافها…
فلا يسجل التاريخ لأي منهم هذه الإنتكاسة وهذه الذِّلة لتكون وصمة عارٍ على جبينهم ، حاضراً ومستقبلاً ، تدرس للأجيال على مدى العصور…
هاهي الأيام تثبت ما كنا طلبناه وها هو الموقف المطلوب على وشك الإعلان ، ولكن البلد قد خسر الكثير الكثير في تسويف الأيام والشهور ، للأخذ بمصالح خاصة ، على حساب الوطن والمواطنين …
فكم تراجع البلد الى أسفل سافلين على كل الصعد ، ولم يرتوِ الجشعون من نهب خيرات الشعب ، ولم يتعظوا من مشاهد الموت في البر والبحر ، خاصة للأبرياء من الأطفال والشيب والشباب ، لقاء غطرستهم في المؤآمرة وتنفيذ مآرب الأعداء بكل فظاظة وعناد…
إن إنفجار القرن /21 /ونتائجه ستظل وصمة عار على كل مسؤول مهما كان مستواه وفئته ومسؤولياته ، منذ دخول النيترات الى المرفأ ، حتى يوم الإنفجار الكوني الكبير…وستكون هذه المسألة هي القشة …التي قصمت ظهر البعير…وستحمل الأيام القادمة أخبار المسير…الى سوء العاقبة والمصير… لما حصل من خيانة وتقصير … وكل أمر وفعل حقير …ليزيد الشعب البلاء والتعتير … في عهود النكاية والتعيير … وستكون هذه القضية مقدمة التغيير … الى عدالة الحكم وحسن التدبير …بعيداً عن الهمرجة والتنظير…التي أدت الى التنفير … ووصمت الثورة بإخراج التظهير… وأخّرت عملية القطع والتغيير…. لأبطال النهب والفساد والتزوير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى