حقوق الإنسان

بيان صادر عن المركز اللبناني لحقوق الانسان والقانون المقارن

إثر التظاهرة الأرمنية أمام السفارة التركية في منطقة الرابية لبنان

إلى عقلاء الأرمن.. لا تستوردوا فتنة جديدة إلى لبنان

في قلب المحنة الكبرى التي يعيشها لبنان الكبير في ذكراه المئوية الأولى ، وأمام مشاهد الانهيارات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والنقدية والأحداث الأمنية المتكاثرة والحرائق السياسية والعجز الحكومي والتخلي الدولي ، وزحف كثير من اللبنانيين للهجرة من بلادهم ، وتعطش الكيان الاسرائيلي الغاصب لاستنزاف لبنان وما تبقى من مناعته

وبدلا من تعزيز كل ما من شأنه تغليب المصلحة العليا وترسيخ معاني السلم الأهلي والتعايش والحوار بين اللبنانيين

تصر بعض الجهات الأرمنية على تأجيج مشاعر الكراهية وإيقاظ الفتن وإقحام اللبنانيين في الصراع الأرميني الأذربيجاني عبر رفع شعارات ونصب إعلانات ويافطات على الطرقات العامة والاوتوسترادات الدولية والتي هي ملك عام لجميع اللبنانيين بغية التضامن مع القوات الأرمينية الغازية لإقليم ناغورني قراباخ في أذربيجان والتحريض العلني ضد الجمهورية التركية وصولا إلى القيام بالتظاهر أمام السفارة التركية وحرق علمها وصورة رئيسها ، وذلك في تزامن مريب جدا مع الموقف التركي الحاسم في مواجهة جريمة الإساءة الرئاسية الفرنسية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم !!

ويهمنا في المركز اللبناني لحقوق الانسان والقانون المقارن أن نؤكد على ما يأتي :

أولا : رفض توريط الشعب اللبناني المنهك بانقساماته وكوارثه في صراعات جديدة تترك آثارا سلبية كبرى على ما تبقى من بنية المجتمع اللبناني .

ثانيا ؛ الدعوة إلى نبذ الخطابات العنصرية والطائفية والمذهبية المقيتة والتي تفضي إلى توريط بعض المواطنين اللبنانيين من الأرمن إلى التورط بالقتال في الاقليم المحتل من الأرمن منذ ثلاثة عقود، وما يتركه ذلك من آثار خطيرة لا تخفى على أحد من العقلاء في لبنان .

ثالثا : واستطرادا ، التذكير بالقرارات الأربعة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة والتي تدعو بموجبها أرمينيا إلى الانسحاب الفوري من الأراضي الأذربيجانية المحتلة في إقليم قراباخ والمحتل منذ ثلاثين عاما حيث تم تهجير مليون مسلم أذري من السنة والشيعة على السواء واغتصاب أرضهم التي تزيد على مساحة لبنان وقتل النساء والأطفال والشيوخ وتهديم المساجد ومصادرة الممتلكات .

رابعا : دعوة القضاء المختص والقوى الأمنية إلى اتخاذ الإجراءات الفورية لنزع كل الإعلانات العدوانية التي تشكل لونا من الإرهاب والتطرف الأرمني والذي لا يعبر بالضرورة عن كل مشاعر الجماهير الأرمنية التي يحرص كثير منها على حسن العلاقة مع المسلمين في لبنان وتركيا الشقيقة ، ولا نحسب أنه يرضى باستيراد فتنة جديدة إلى الساحة اللبنانية ولا بالتمادي في تعكير العلاقات بين اللبنانيين أنفسهم ولا بين اللبنانيين وبعض الدول الصديقة التي وقفت مع لبنان في محنته وفي كارثته الأخيرة يوم تفجير مرفأ بيروت وفي طليعتها الجمهورية التركية الصديقة .

بيروت في ٨ ربيع الأول ١٤٤٢هجرية
الموافق ٢٠٢٠/١٠/٢٦

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى