الأخبار اللبنانية

الجسر في حديث الى مجلة الشراع

اعتبر عضو كتلة تيار “المستقبل” النائب سمير الجسر في حديث الى مجلة “الشراع” أنّ قوى 14 اذار حققت الشعارات التي حملتها منذ اكثر من خمس سنوات وعليها الآن الحفاظ عليها والعبور الى الدولة، مؤكداً أنّ ” ما 14 آذار ما زالت موجودة، صحيح أنها ظهرت بشكل عفوي وهي حققت أموراً كثيرة كالحرية والسيادة والإستقلال، واليوم في السياسة القطار يتوقف في محطة حيث ينزل ناس ويطلع ناس، وحتى الذين ترجلوا من هذا القطار أؤكد ان قلوبهم وعقولهم مع هذا القطار، لكن ربما وجدوا ان الترجل في هذه المحطة أفضل، ولكن سيرجع ويركب في هذا القطار”. 
وقال :”نحن لسنا على عداء مع سوريا، ولسنا على عداء مع الشعب السوري، ربما كانت هناك مشاكل، وهذا كلام كان في الماضي، نأمل ان شاء الله ان تنتهي هذه المشكلات.أما الكلام عن ان سوريا راجعة، فهذا كلام ليس بريئاً ومن يثيره لا أعتقد انه يخدم لبنان ولا يخدم سوريا، ومن يفكر بطريقة عقلانية يقول ان مصلحتنا هي مصلحة سوريا وكيف سنبني علاقة لا يكون أي طرف خائفاً من الآخر، لا سوريا خائفة من أن يكون لبنان مركز تآمر عليها، ولا أن يكون لبنان دائماً خائفاً من الهاجس السوري. وفي النهاية التعاون بين البلدين هو لمصلحة لبنان وسوريا”.
اما بشأن المحكمة الدولية، أكدّ الجسر انها لا يمكن ان تكون سبب الأزمة في لبنان بعد ان قبل بها الجميع، بالتأكيد هي ستطال أحداً ما، ولكن سياسياً ليس من المفترض أن تكون سبب أزمة طالما انه تم التفاهم حولها على طاولة الحوار، وكانت موضوع اجماع، وطالما ان السيد حسن نصرالله دائماً يقول انه يُطالب بالحقيقة، وهو قال ذلك في أكثر من خطاب، بالتالي لماذا ستكون المحكمة مصدر أزمة، هناك طروحات إفتراضية حول المحكمة وإنها مسيّسة، ولكن حتى الآن لم نر إشارات على تسييسها. 
وأشار الى أنّ إستدعاء عناصر من قبل حزب الله لا يعني تورط الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكن الناس اليوم تستنتج نتيجة الإستدعاءات التي تمت للبعض من حزب الله، ولكن استدعاء هؤلاء الناس له عدّة حالات فيمكن أن يكون لدى هؤلاء بعض المعلومات، وممكن أن يكونوا مشتبهاً فيهم، أي تدور الشبهات حولهم، ولكن هذا لا يعني بالضرورة انهم متورّطون، وربما بنتيجة التحقيق مع مشتبهين يتم إطلاق سراحهم لعدم ثبوت أي تهمة عليهم، وممكن أن يكونوا متورّطين. لنفترض انهم وجدوا بين هؤلاء اشخاصاً متورّطين، فأنا أسأل من يستطيع أن يدافع عن المتورّطين، فإذا كان هناك من يقول انه يريد المحكمة ويريد الحقيقة فهل يمكن أن يدافع عن متورّطين؟.

وأضاف:”يجب أن نميّز بين أن تتجه الشبهة نحو حزب الله أو نحو عناصر فالفرق كبير جدًا، لأنه عندما تتجه الشبهة نحو حزب الله فهذا يعني ان هناك قراراً بالإغتيال وأنا أشك في ذلك. أما إذا كانت متجهة نحو بعض العناصر فيمكن ذلك لأنه في كل التنظيمات هناك عناصر مخترقة”.

ورداً على سؤال بأن سوريا سرّبت معلومات لمجلة “دير شبيغل” الأمانية لكي تنأى بنفسها عن المحكمة، قال:”بصريح العبارة منذ استشهاد الرئيس الحريري حتى اليوم، لم اتحدث عن هكذا أمور، أنا لا أؤمن بعملية توزيع الإتهامات وتركيب السيناريوهات، أنا دائماً أقول ان هناك محكمة وتحقيق وضع يده على هذه القضية، فلنتركه يذهب الى النهاية في تحقيقاته. أما القول بأن القرار عند فلان أو عند فلان فهذا لا يصح”.
ورأى الجسر أنّ الحملة ضد المحكمة لم تتوقف، بل أخذت بعض الإستراحة، وبالتالي ما حصل هو ان العيار خفّ قليلاً، في الفترة الأخيرة لم نسمع كلام ضد المحكمة، بل حُكي عن الموضوع في الإعلام، ولكن في النهاية المهم في القول والقصد كان عند السيد حسن نصرالله حيث قال انه مستعد للتعاون مع المحكمة وهذه خطوة إيجابية جداً، وهو طالب بعدم تسييس المحكمة، ونحن لا نريد بطبيعة الحال أن تسيّس، وبالتالي لا يوجد خلاف حول هذا الموضوع”.
وأكدّ الجسر أنه لا يحق لا للحكومة ولا لمجلس النواب مراجعة النظام الأساسي للمحكمة، لأن القرار أصبح قراراً دولياً، والمحكمة أُنشئت بقرار من مجلس الأمن، وبالتالي لا يستطيع أحد لا الرجوع عنها ولا إعادة مناقشتها والكلام عن مراجعة الإجراءات أو غير ذلك مسألة تتعلق بالمنظمة الدولية”.
وحول عدم تسييس المحكمة الدولية، قال “هناك مجتمع دولي وهناك شخصيات داخل هذه المحكمة معروفة بتاريخها وأنها ليست المرة الأولى التي ينظرون فيها في قضايا من هذا النوع، ان كان كاسيزي أو بلمار المعروفان بحياديتهما وبسمعتهما المهنية العالية، وفي النهاية لو أخذنا الوضع الداخلي في أي محكمة داخلية، هناك من يتحدث عن تسييس القضاء، ولكن أنا أقول من يستطيع التأثير على القاضي المستقل، وبالتالي لا تستطيع السياسة أن تفعل أي شيء معه، وأعتقد انه لا يمكن لأحد أن يفعل شيء، وهناك شواهد مهمة جداً في القضاء اللبناني حيث لم يستطع أحد التأثير عليه لا بالأمن ولا بالسياسة.

ورأى الجسر أن هناك تطوّر في العلاقات اللبنانية –السورية، ولا شك ان مناخاً ضبابياً ساد هذه العلاقات خلال الخمس سنوات الماضية، مع قسم كبير من اللبنانيين، وهذا انعكس حتى على العلاقات مع الحكومة، ولكن أريد أن أقول اننا في تيار المستقبل وكأداء سياسي للتيار هو اننا منذ اللحظات الأولى لتأليف الرئيس فؤاد السنيورة لحكومته كانت أول خطوة قام بها وفي أول زيارة للخارج كانت لدمشق، طبعاً سبق هذه الزيارة في 14 آذار خطاب السيدة بهية الحريري عندما قالت “لن نقول وداعاً سوريا بل الى اللقاء”، وبالتالي لا يمكن أن نتنكر أو نخرج أو ننسى واقعنا التاريخي ولا الجغرافي بحيث ان أي إنسان عاقل بمجرد أن يطّلع على الخارطة الجغرافية والخارطة السياسية يعرف تماماً، ان لبنان ليس له إلا جارة واحدة، فإذا كنا بوابة الشرق فسوريا طريقنا الى الشرق، وبطبيعة الحال أن تكون لنا علاقة جيدة مع سوريا هذا أمر محتم.

.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى