الأخبار العربية والدولية

انتخاب جو بايدن اسدل الستار على عهر رئيس عنصري اضرّ بسمعة اميركا

سبق وتحدثنا في بيانات سابقة ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لن يدع الانتخابات الاميركية الاخيرة تمر على خير ملوحا باستحضار الحروب وعظائم الامور وانه لن يغادر البيت الابيض ويسلم مقاليد الحكم للرئيس المنتخب، ورفع عقيرته بألفاظ ومفردات لا تليق برئيس اعظم دولة في العالم … كسرقة الفوز والتزوير واستحضار الاصوات من خارج السياق والتزوير والغش والتشكيك، وغير ذلك من فجور وصلافة ووقاحة تعبر عن شخصية هذا الرئيس العنصري الشعبوي المتعجرف والحاقد، حتى يكاد يفضل الموت على خسارته للموقع الذي استخدمه للاساءة للاخرين واذية الشعوب وفي مقدمها شعب فلسطين الجريح…
صحيح ان اي رئيس جديد للولايات المتحدة لا يُسمح له بالتغريد خارج الاهداف الحيوية لدولة تؤكد للعالم انها الدولة الاعظم المهيمنة على الشؤون الدولية وتوسيع الاستراتيجية وتأكيد الاستثنائية العسكرية الاقوى والحروب الاستباقية والسيطرة على ثروات العالم وحماية دولة الاحتلال في فلسطين، الا انه يستطيع ان يكون حاكما بقفازات بيض يستمع الى الاخرين بتهذيب، وليس رئيس فظ فاجر كمرابي على طاولة القمار.
لذلك على الرئيس جو بايدن ان يلملم ما خرّبه سلفه في مجال الانقسامات داخل الاسرة الاميركية، وهو ما هدد بالحرب الاهلية بين السود والبيض اذا ما سقط في الانتخابات،في حين اخفق في مواجهة وباء الكورونا، وتوفير الرعاية الصحية لعامة الاميركيين وهي الرعاية التي بدأها الرئيس السابق اوباما ولم يكملها، وفي المجال الخارجي تحول الجيش الاميركي في عهد ترامب الى اداة لقمع الشعوب وافقارها عبر سلاح العقوبات والقيام بالاغتيالات، والتنكر لمواثيق واتفقايات ابرمتها الادارة السابقة.
ولذلك سمعنا الرئيس بايدن يقول في اول اطلالة جماهيرية في خطاب النصر، انه سيعيد النظر في الكثير من الاحداث الخارجية التي قادها سلفه وفي مقدمها احياء الاتفاق النووي مع ايران شرط قيام ايران بالتزاماتها السابقة وقال ان هناك طريقة ذكية للحفاظ على مصالحنا ووقف المشاركة في الحرب على اليمن، والعودة الى التحقيقات بشان قتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده في اسطنبول. ونقلت وسائل اعلامية عن الرئيس بايدن قوله: موت جمال خاشقجي لن يذهب سدى، ونحن مدينون لذكراه بالنضال من اجل عالم اكثر عدالة وحرية.
وانتقد بايدن عبر مركز ابحاث غير رسمي سياسة ترامب وقال في ذكرى مقتل خاشقجي: سأدافع عن حق النشطاء والمعارضين السياسيين والصحفيين حول العالم في التعبير عن ارائهم بحرية دون خوف.
كما وعد بايدن بمراجعة العلاقات مع السعودية وانهاء الدعم الاميركي للحملة التي تقودها الرياض ضد الحوثيين.
وفي هذا الصدد يقول المحلل الاستراتيجي ارون ديفيد ميلر في مقال نشر على موقع “فورن بوليسي” بعنوان “اسوأ كوابيس السعودية” ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لديه كل الاسباب لكي يقلق من وصول بايدن الى البيت الابيض مشيرا الى ان المملكة السعودية “دولة منبوذة” ودعا الى انهاء الحرب “الكارثية” في اليمن كما اكد ان اولويتنا في الشرق الاوسط يجب ان نحددها في واشنطن لا في الرياض.
واوردت صحيفة الواشنطن بوست الاميركية صباح اليوم الخبر التالي: على مدار اربعة اعوام هي فترة بقاء رجل الاعمال الجمهوري دونالد ترامب في البيت الابيض، تغيرت كثيرا خريطة القوى السياسية في الشرق الاوسط، و يُتوقع ان تشهد المنطقة تحولات جديدة.
ولم تكن الانتخابات الاميركية حدثا داخليا، بل تابعها سكان العالم وحكومات الشرق الاوسط التي تغيرت خريطة القوى السياسية فيها كثيرا خلال اربعة اعوام امضاها رجل الاعمال الجمهوري دونالد ترامب في البيت الابيض فما الذي يمكن ان يحدث بعد انتخاب الديمقراطي جو بايدن الرئيس السادس والاربعين للولايات المتحدة.
والان بعد ان تبينت النتائج ووصل الى البيت الابيض رئيس جديد ونظرا لاهمية الدور الاميركي، نتمنى ان يصحح الرئيس جو بايدن كل ما هو ض مع العدالة والامن وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها واعادة ما استلب منها بغير حق وفي مقدمها حقوق الفلسطينيين باسترجاع ارضهم وقيام دولتهم المستقلة.
ويبقى الرئيس الاميركي، اي رئيس كان، ان يفي بوعوده واحترامه لحقوق الاخرين وسلام على من اتبع الهدى.


عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى