الأخبار اللبنانية

في إحتفال العزم لتكريم الأساتذة المتقاعدين

د. ميقاتي: سياسة رئيس الحكومة نالت تأييداً عربياً ودولياً ويعالج يومياً أزمات لا يستهان بها

قال الدكتور عبد الإله ميقاتي المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية أن الرئيس نجيب ميقاتي يواجه منذ تكليفه تشكيل الحكومة أزمات خطيرة على وضع البلد وأختار سياسة النأي بالنفس للحكومة عن كل ما يجري حولنا وهي السياسة التي نالت تأييداً من الدول والمحافل العربية  والدولية.
كلمة د. ميقاتي جاءت في إحتفال أقامه القطاع التربوي في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية حفل تكريم للاساتذة المتقاعدين من موظفي الدولة في مركز العزم الثقافي –  بيت الفن  بحضور المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية الدكتور عبد الاله ميقاتي ورئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلة حاماتي ومدير دائرة التربية في الشمال حسام الدين شحادة ومسؤول منتديات العزم مقبل ملك ومنسق وأعضاء الهيئة التنفيذية للقطاع التربوي  ومشاركون.
بدا الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيبية للمربية  حسن خلف شكرت فيها القيمين على جمعية العزم والسعادة الذين اقامو هذا الحفل التكريمي، ولفتت الى ان هذا العمل ياتي في اطار  سلسلة من الاهتمامات في قطاعات ومنتديات العزم التي لا تألوا جهدا عن تقديم الافضل لمساعدة المعلمين من اجل تنمية قدراتهم والاهتمام بهم.
ثم القى المربي حسن منصور قصيدة من وحي المناسبة أشار فيها الى ان  للمربي المتقاعد دور يجب ان يرعاه المجتمع كما الدولة لانه يشكل  قيمة تربوبة يجب ان لا يستهان بها.
ثم كانت كلمة للمشرف العام على جمعية العزم الدكتور عبد الاله ميقاتي الذي قال :
أرحب بكم في هذه الأمسية الطيبة، أجمل ترحيب، ويسعدني ان أنقل إليكم تحيات دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وأهل العزم جميعاً.
نلتقي معكم اليوم لتكريم كوكبة من المدراء والأساتذة الأكاديميين والمهنيين المتقاعدين، الذين كانت لهم ايادٍ بيضاء في تربية وتنشئة وتخريج عشرات الآلاف من الطلاب، من طرابلس والشمال، على مدى الثلاثين سنة الماضية.
نلتقي معكم اليوم لشكركم على جهودكم ولنقول لكم: كنتم المثال الذي يحتذى في تربية الاجيال ذكوراً واناثاً، وقد احتل العديد من تلاميذكم مناصب قيادية في التعليم الرسمي والخاص والجامعي، كما في ادارات الدولة والقطاع الخاص، وذلك بفضل ما غرستم في نفوسهم من علمٍ ومعرفة، وأخلاقٍ وقيم.
أيها الزملاء الاكارم،
إن المرحلة الدقيقة التي نمر بها في لبنان، تتطلب منا الالتفاف جميعاً حول مبادئ ونهج دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يترأس هذه الحكومة، ويقوم بتحمل المسؤولية رغم انتقادات الحلفاء والمعارضين، وسط عواصف اقليمية وصراعات دولية، لم تشهد لها المنطقة مثيلاً أبداً.
منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس ميقاتي الحكومة وحتى يومنا هذا، يكاد لا يمر يوم واحد دون افتعال ازمة تهدّد بجر البلد الى ما لا يحمد عقباه: فمن أيام الغضب بدأت منذ أول يوم في التكليف، إلى معارك طرابلس العبثية التي تحرق إقتصاد المدينة واستقرارها يوماً بعد يوم، إلى معركة تمويل المحكمة الدولية، والاضرابات والإعتصامات النقابية والحزبية، إلى أزمات النازحين السوريين وضبط الحدود، ثم أزمة الموقوفين الإسلاميين ومحاولات جر طرابلس إلى صدام داخلي واظهارها كمدينة خارجة عن القانون، وحوادث المخيمات الفلسطينية ومحاولة فتح حرب مخيمات عبثية أخرى، وحادث مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه وماسبقها وتلاها من جر عكار إلى صدام مع الجيش اللبناني، والفلتان الأمني المستشري في البلد…كل هذه الألغام بوجه الحكومة، التي كثير منها ورثته عن الحكومات السابقة، يتم العمل على فكفكتها ومنع انفجارها وهي تعالج بحكمة وروية من الرئيس ميقاتي، كما تشاهدون وكل يوم يتم ابتداع حلول وفكفكة لهذه الأزمات.
والأمر الذي لا يقل أهمية عما سبق هو إقرار مساعدة عاجلة لطرابلس من خلال رصد 100 مليون دولار للمرحلة الأولى وقد تم إقرار السلفة المخصصة لتحسين فوري لوضع طرابلس، وسيتم الإعلان عن جدول هذه الخطة في وقت قريب إن شاء الله.
ويتزامن مع ذلك استكمال العمل بمشاريع طرابلس المتوقفة وإعادة رصد الإعتمادات اللازمة لها وتلزيمها كون الأموال التي كانت مرصدة لهذه المشاريع لا تكفي لإتمامها. وقد تم حتى الآن الإنتهاء من المرحلة الأولى من تعميق وتوسعة مرفأ طرابلس، وتمّ تلزيم المرحلة الثانية ورصد الإعتمادات اللازمة لها، كما تم  تأمين الإعتمادات اللازمة لإستكمال إنشاء المبنى الجامعي الموحّد في الشمال وقصر العدل، وتم أيضاً إعداد خطط تلزيم سكة الحديد في طرابلس.
وعلى صعيد آخر، فقد أولى رئيس الحكومة إهتماماً كبيراً للحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية وذلك في سبيل تخفيف تداعيات الإنقسام الحاصل في المجتمع اللبناني الذي تجاوز موضوع 14 و 8 آذار ليتحوّل إلى انقسام حول دعم محاور إقليميّة. فكانت ضرورة نقل المناكفات السياسية من الشارع إلى طاولة الحوار ضرورة قصوى.
كما شكّلت حماية الإستقرار في لبنان في ظل المتغيّرات الإقليمية وخصوصاً الوضع في سوريا، أهمية بالغة، فكانت سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا مع الإهتمام بالوضع الإنساني للنازحين من سوريا من خلال الهيئة العليا للإغاثة. وقد عارض الجميع في البداية هذه السياسة التي ابتدعها الرئيس نجيب ميقاتي، ثم كانت سياسة التأييد الكامل لها ومن جميع الجهات الداخلية والخارجية، والإقليمية والغربية. وكل ذلك يشكل دليلاً إضافياً على الحس الوطني وبُعد النظر الذي يتمتع به دولة الرئيس.
وأضاف: لقد حرص الرئيس نجيب ميقاتي على تجاوز المواقف المتحاملة على الحكومة وأدائها، وعدم الدخول في المهاترات التي لاطائل منها سوى المزيد من الإنقسام والتشرذم، فقد كان ينطلق دائماً من إيمانه بأن مخاطبة عقول اللبنانيين ومصارحتهم بالوقائع ودعوتهم إلى إدراك حقيقة ما يجري داخل الوطن وحوله، مسؤولية وطنية يتحملها الجميع على حدٍ سواء ثم يضيف فيقول: “إن مواقف البعض تجاه الحكومة، والتي تتصف حينا ًبالتجني، وأحياناً باللامسؤولية الوطنية تدفعنا أكثر فأكثر إلى احتواء كرة النار التي قذفت في اتجاهنا قبل سنة ونصف السنة، ولن تثنينا عن المضي في تحمّلنا المسؤولية الحملاتُ الكيديةُ والتجريحية ولا الإدعاءات الباطلة.
وإذا كنا آثرنا ألا ندخل في جدل مع الذين يتحاملون يومياً على الحكومة ويدعون عدم إنتاجيتها ويصفونها بشتّى الأوصاف التي لا تليق أحياناً بمن يطلقها، فلأننا إلتزمنا منذ اليوم الأول لنيل الحكومة الثقة، بأن تكون أفعالنا هي الرد على حملات الإنتقاد والتجريح والتشكيك.
يبقى أن نشير إلى أن معظم المشاكل والتحركات النقابية ليست سوى نتيجة تراكمات متفاقمة منذ عهود الحكومات السابقة، فمشكلة الكهرباء والماء والطرقات ومعالجة النفايات وضمان الشيخوخة والمساعدات الصحية، إضافة إلى المطالب النقابية كلها ليست وليدة اليوم، بل هي محصلة سنين طويلة بدأت مع الحرب واستمرّت بدون علاجات جذرية في أيام الحكومات السابقة على مر العهود.

وختم قائلاً: كانت هذه شجون وشؤون البلد التي نحياها يوماً بعد يوم، أردت أن أتشاركها معكم في هذه الأمسية، عن إيمان بأن دولة الرئيس يبذل قصارى جهده، ويتحمّل عبء المسؤولية، ويمسك كرة النار الملتهبة حتى يجنب سفينة الوطن كل هذه العواصف والأنواء، وكله إيمان بأن طرابلس في القلب، وأنتم القدوة والأمل.

وفي الختام جرى توزيع الدروع التكريمية على الاستاذة  المكرمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى