الأخبار العربية والدولية

امر عمليات صهيوني للموساد الاسرائيلي:

اقتلوا المبدعين والمتفوقين العرب والمسلمين لتبقى اسرائيل
ويبقى اعداؤها جهلة لا حيلة لهم ولا قوة

دأبت دولة الاحتلال لفلسطين على اصطياد العلماء والمفكرين والمبدعين العرب والمسلمين منذ سبعين عاما، وما نشاهده اليوم من إجرام وآخره استهداف رئيس مجمع الابحاث النووية الشهيد محسن فخري زادة إلّا تتمة لمسلسل التصفيات الجسدية الذي لا نهاية له في المدى المنظور والذي مارسته الدولة اليهودية وتمكين الغرب للدولة المستحدثة حتى يومنا هذا.
ودأب الموساد الاسرائيلي على تصفية الكثير من العلماء المتخصصين الذين يشكلون تهديدا للدولة اليهودية وخصوصا في مجال التكنولوجيا النووية.
وحسب الكتاب المسمى Rise and kill first (انهض واقتل اولا) للمؤلف برغمان مراسل صحيفة يديعوت احرنوت ان اسرائيل قامت بنحو 2700 عملية اغتيال بعضها نجح وبعضها لم ينجح على مدى 70 عاما الماضية. والموساد لم ينفذ هذه الاغتيالات باجتهاد منه بل تنفيذا لأجندة دائمة تقول بضرورة قتل العلماء العرب والمسلمين والوصول اليهم في اي مكان في العالم ومراقبة جداول المتفوقين في الجامعات الاميركية والاوروبية لعدم تمكين العرب والمسلمين من اسباب القوة حماية لاسرائيل !! وفي افضل الحالات استقطاب هؤلاء المتفوقين واغرائهم بالمال وسلخهم عن بيئتهم ودينهم..
وللدلالة على هذا الواقع نشر مارك كلايتون عام 2002 في صحيفة كريستن ساينز مونيتور لائحة بعدد من علماء العراق الذين تدربوا في اميركا والذين اعتبرهم اخطر من اسلحة العراق الحربية لانهم هم الذين ينتجون هذه الاسلحة ودعا حينها كلايتون الاسرائيلين ان لا يكتفوا بالبحث عن الاسلحة فقط بل عليهم ايجاد الاشخاص الذين يعرفون تقنيات وصنع هذه الاسلحة.
ولانعاش ذاكرة العرب ولتنبيههم من خطورة هذا المخطط الجهنمي الذي سبق ونال من عشرات المبدعين الفلسطينيين والمصريين والعراقيين، نورد هذه اللائحة عن ضحايا علماء الامة وجهابذتها:

المصري مصطفى مشرفة الملقب بأنشتاين العرب الحاصل على اعلى درجة علمية في العالم من جامعة لندن، وكان من بين 11 عالما في العالم، قتله الموساد بالسم في 15 كانون الاول 1950.
العالمة المصرية سميرة موسى المتفوقة في الانشطة السينية، عرضت عليها الولايات المتحدة الجنسية الاميركية ولم توافق، وسافرت الى كاليفورنيا لزيارة محطة نووية، وفيما كانت تقطع طريقا فاجأتها سيارة آتية من اتجاه معاكس وألقت بها في منحدر سحيق فلفظت انفاسها في 15 آب 1952 وسُجلت الواقعة ضد مجهول.
المصري يحيى المشدّ خبير في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية واستدعي ذات مرة الى فرنسا لمعاينة شحنة من اليورانيوم، وفي اليوم التالي عثر عليه مذبوحا في 14 حزيران 1980 ولم تعثر الشرطة الفرنسية على القاتل وسُجلت القضية ضد مجهول!!
جمال حمدان مصري مواليد 1928 متخصص في فهم الابعاد الاستراتيجية للقضايا الكبرى في فهم التاريخ وبرز في اهتماماته بقيام اسرائيل وبرع في تفكيك بنيتها الفكرية والاصول التي بنت عليها مشروعها الظالم. وفي 17 نيسان 1993 عثر عليه محترقا في منزله، وذكرت السلطات المصرية ان حمدان كان قبل استشهاده قد انتهى من تأليف اربعة كتب، اليهودية والصهيونية، وبنو اسرائيل والعالم الاسلامي المعاصر، وعلم الجغرافيا، وقد اختفت هذه الكتب بموته!! ونُقل عن شقيق حمدان ان الاسرة علمت بسفر مفاجئ لطباخ جمال حمدان، وان رجلا وامرأة من الاجانب سكنا فوق شقته لشهرين ثم اختفيا بعد موته مباشرة!!
المصرية سلوى حبيب استاذة في معهد الدراسات الافريقية وباحثة مناهضة للحركة الصهيونية، انجزت ثلاثين بحثا عن عدوانية اسرائيل وتغلغلها في افريقيا .. وُجدت سلوى مقتولة في شقتها ووُجهت الاتهامات الى الموساد الاسرائيلي بقتلها بسبب نجاحها في تسليط الضوء على اساليب تل ابيب في اقتحام القارة الافريقية السمراء بأساليب علمية توثيقية واضحة.
وبين عامي 2010 و 2012 أُتهمت اسرائيل والولايات المتحدة بقتل اربعة من العلماء النويين الايرانيين وهم:
مسعود محمدي استاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران اغتيل بواسطة سيارة مفخخة في 12 حزيران 2012.
مجيد شهرياري عالم نووي اغتيل بقنبلة مغناطيسية الصقت بسيارته شمال طهران 29 تشرين الاول 2010.
داريوش رضا عالم نووي ومحاضر في الفيزياء النووية اطلقت عليه النار من دراجة نارية 23 حزيران 2011.
مصطفى روش استاذ محاضر في الفيزياء النووية اغتيل بقنبلة مغناطيسية الصقت بسيارته في 21 كانون الاول 2012.

كذلك تعرض علماء عراقيون نوويون للاغتيال وقالت وسائل اعلام اميركية ان فرق الموت التابعة للموساد الاسرائيلي تجهد لمنع امتلاك اي دولة عربية او اسلامية للطاقة النووية. وبعد فشل الولايات المتحدة في اقناع علماء الذرة والبيولوجيا العراقيين في التعامل معها والعمل في خدمتها تحركت عناصر الموساد لتصفية هؤلاء وهو ما تم بالفعل.
وكشف تقرير صدر عن مركز المعلومات الاميركي 2005 ان الموساد قام باغتيال 530 عالما واكثر من 200 استاذ جامعي وشخصيات اكاديمية ما بين 2003 و 2006 . وكشفت مذكرة رُفعت الى مؤتمر مدريد الدولي في نيسان 2006 ان الموساد شن 307 اعتداء على الاكادميين والاطباء العراقيين وتمكن من اغتيال 74% منهم.
لا شك ان اغتيال الشهيد العالم محسن فخري زادة في طهران يشكل اختراقا امنيا واضحا، ولا عجب لانه كان بفعل تقنيات دقيقة لابد من تعطيل مفاعيلها، وانها حصلت عبر سلاح يتم التحكم به عن بُعد، وهو ما حدا بالرئيس المهزوم ترامب ليقول في آخر تغريدة له ” اغتيال العالم الايراني النووي شكّل ضربة نفسية ومهنية كبيرة لايران”
والجمهورية الاسلامية الايرانية عرفت الكثير من المكر على مدى اكثر من اربعين عاما ولم تتأثر لا بل حققت طموحات هائلة، وستتمكن من تعطيل المكائد الاميركية والصهيونية وستواصل طريقها التصاعدي على مستوى الخبرات والعلوم العالية والاكتفاء .

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى