الأخبار اللبنانية

كل شيء وارد في الايام المتبقية من ولاية ترامب

سماحة السيد نصر الله يؤكد قدرة وجهوزية المقاومة للرد على اي عدوان
التطبيع مع العدو اسقط الاقنعة وانهى سوق الكذب والنفاق

قبل اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة توقع الباحث الفلسطيني المرموق طلال ابو غزالة فوز الرئيس ترامب وقال ان الاميركيين امام اختيارين لا ثالث لهما، الاول انتخاب ترامب والثاني اختيار ترامب!! والاكيد ان الباحث طلال ابو غزالة ليس متيما بترامب ولا يعدائيته للقضية الفلسطينية، ولكن يجد فيه ترجمة للحالة الاميركية الانلكوساكسونية المتحالفة مع الحركة الصهيونية المتزمتة.
صحيح ان نبوءة طلال ابو غزالة لم تتحقق، ولكنه اصاب في تصوير “الحالة الترامبية” الرافضة لنتيجة الانتخاب والمحاولات اليائسة لإبطالها عبر الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى بلغ بالرئيس المهزوم الاعلان عن رفضه تسليم السلطة ومغادرة البيت الابيض، وهو بحالة هياج وتصرفات مرفوضة حتى من حزبه الجمهوري!! وهو لا شك كان يفضل الموت على خسارته للانتخابات.
ويتنبأ المتابعون والمراقبون ان يُقدم ترامب على خطوات متهورة تعيق انتقال السلطة وتضع الرئيس المنتخب امام وقائع جديدة ومنها توريط الولايات المتحدة بحرب مع جهات اقليمية وخاصة في الشرق الاوسط، وهي التي تواجه اضخم ركود اقتصادي وهو الاسوأ في زمن جائحة الكورونا التي اودت بحياة 320 الف اميركي وملايين المصابين غيرهم.
والا ما هو تفسير ارسال اكبر غواصة اميركية الى مياه الخليج بمرافقة الطرادة يو اس اس المزودة بصواريخ موجهة في ضوء ما سربته الاقمار الصناعية ان ايران بدأت في انشاء بناء جديد في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الارض بالقرب من مدينة قم، اضافة الى معلومات اخرى تشي بأن ايران اعدت قوات هجومية رادعة في الخليج في سياق تخطيطها لضربات انتقامية لاستشهاد العالم النووي فخري زادة.
وربما هي المرة الاولى التي تظهر فيها الغواصة الاميركية تطفو على وجه الماء في اضخم استعراض للقوة، الى جانب نقل قاذفات B52 اضافة الى ارسال غواصة توما هوك الصاروخية. وتحدثت مجلة نيوزويك الاميركية عن مخاوف داخل المؤسسة العسكرية الاميركية عن خطوات قد يتخذها ترامب لتعطيل انتقال السلطة الى الرئيس بايدن وان كبار الضباط ناقشوا ما سيفعلونه في حال اقدام المهزوم ترامب على اعلان الاحكام العرفية في ما تبقى له من ايامه في البيت الابيض. ويقول احد المدعين العامين المتقاعدين انه بسبب الكورونا يمتلك الرئيس سلطات طارئة محدودة وفوق القانون وقد يحشد ميليشيات خاصة به وقوات شبه عسكرية موالية له لتعطيل الانتقال ونشر العنف في واشنطن، ويبدي العديد من الضباط قلقهم من انخراط الجيش في ازمة قد يطلقها ترامب لقلب نتائج الانتخابات. وكان قائد سلاح البر ريان مكارثي ورئيس هيئة اركان سلاح البر اصدرا بيانا مشتركا قالا فيه لن يكون هناك اي دور للقوات المسلحة الاميركية في الجدال القائم حول نتائج الانتخابات الاميركية.

اطلالة سماحة السيد

في مثل هذه الاجواء المقلقة، وفي ضوء ما يتردد عن احتمال حدوث تطورات عسكرية في لبنان والمنطقة، اطل سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر حوار اجراه رئيس مجلس ادارة تلفزيون الميادين الاستاذ غسان بن جدو، وفُهم منه ان لا تأكيد ولا نفي لاحداث متوقعة مع رجحان كفة الهدوء واعتبر سماحته انه يجب التعامل مع الفترة المتبقية من ولاية الرئيس ترامب بحذر وانتباه لانه لا يمكن توقع شيء من شخصية من نوعية ترامب فيها جنون العظمة وفي حالة غضب لافتا الى ان كل ما قيل حتى الان حول ما يمكن ان يقوم عليه ترامب في ايامه الاخيرة لا يزال في اطار التحليلات.
وفي شأن الحالة مع “اسرائيل” قال سماحته: عندما تسمع الاسرائيليين يطلقون الضجيج الاعلامي فليس وراء ذلك افعال حقيقية. معتبرا ان زيارة مارك ميلي الى “اسرائيل” مرتبطة بالادارة الجديدة ومقاربتها للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
اما ما يتردد بشأن استهداف شخصيات معينة فقال سماحته: كلها تحليلات ولا معلومات حسية كما جرى الحديث عن انزال اسرائيلي في منطقة الجية وهو غير صحيح وما نراه ان الاسرائيلي لا يزال في حالة حذر شديد ويقف على رجل ونصف .
وقال سماحته ان استهداف قادة حزب الله هو هدف اسرائيلي اميركي سعودي مشترك وان قادة حزب الله مستهدفون ليس فقط من قبل الاسرائيلي بل من قبل الاميركي ايضا . مشيرا الى ان معطياتنا تقول ان السعودية تحرّض على اغتيالي منذ وقت طويل وبالحد الادنى منذ الحرب على اليمن معتبرا ان السعودية خصوصا في السنوات الاخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد.
وكشف سماحته ان الشهيد الكبير قاسم سليماني هو من تولى ايصال صواريخ “الكورنيت” الى المقاومة الفلسطينية.
وفي معرض حديثه عن التطبيع قال سماحته: لست متفاجئا بالخذلان العربي لان اغلب الانظمة العربية كانت تبيع الفلسطينيين كلاما وننظر الى اتفاقيات التطبيع من زاوية ان سوق النفاق انتهى والاقنعة سقطت وبانت حقيقة هذه الانظمة التي اتخذت من ايران حجة لتوقيع اتفاقيات التطبيع لان القضية الفلسطينية هي عبئ عليها، واليوم لم يعد مجال للكذب وقد خرجت هذه الانظمة من اختلاطها مع شعوبها “وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا” … بالتزكية والتطهير منتظرين نصر الله.
ولدى سؤاله عن فلسطينيي 48 قال سماحته: انهم اخواننا واهلنا ومن اكثر الناس رغبة في تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وفي اي حرب مقبلة ستكون قلوبهم وعقولهم معنا.
وكشف سماحته انه التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية خلال زيارته الاخيرة الى لبنان وتناول معه كافة قضايا المنطقة بما في ذلك سورية معتبرا ان العلاقة بين سورية وحماس يجب ان يعاد ترتيبها والاجواء ايجابية.
وقال سماحته ان واشنطن اعتقدت انها باغتيال القادة ستنهي المقاومة فيما الحقيقة ان المحور لا يقوم على شخص وان الذين امروا ونفذوا عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس يجب ان يُعاقبوا اينما كانوا وان كل من شارك في هذا الاغتيال هو هدف لكل انسان يشعر ان عليه واجب الوفاء لهما و دمهما لن يبقى على الارض.
واكد سماحته بكل وضوح ان حزب الله على حاله وقوته ومعنوياته وارادته وكل ما تسمعونه من العدو من تهديدات هو لمعرفته اننا سنرد على قتلة شهيدنا في سورية وما زلنا على وعدنا. والمقاومة اليوم بألف خير وفي افضل قدراتها ومعنوياتها ونثق بالمستقبل واقتربنا من النصر وان على الاسرائيلي ان يقلق من المقاومة في البر والبحر والجو وان اسرائيل هي المأزومة.
وعن مفاوضات الحدود البحرية والبرية قال سماحنه: ان المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية في ظل الادارة الاميركية الحالية لن تصل الى اي مكان مؤكدا ان حقنا بمنع سرقة مياهنا وقدرتنا على القيام بذلك لا نقاش حولها.
وفي الشان الحكومي اشار سماحته ال ان هناك مشكلة ثقة تؤخر تشكيل الحكومة بين الرئيسين عون والحريري.
وختم سماحته لا تسوية ايرانية اميركية على حساب ملفات المنطقة وان الجمهورية الاسلامية لا تبيع ولا تشتري في ملفات المنطقة ومخطئ من يظن ان حل بعض الملفات مرتبط بالعامل الخارجي.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 28/12/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى