الأخبار اللبنانية

عصام فارس: التفاهم السوري السعودي يشكل شبكة الأمان للبنان

أمل نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس بأن تتوصل المشاورات الجارية بين سورية والمملكة العربية السعودية الى تفاهم يشكل شبكة أمان للبنان تدفع باتجاه ترسيخ التهدئة والحفاظ على الاستقرار العام وتتيح الفرصة للتوافق على جميع القضايا العالقة بعيداً من تبادل الضغوط والاتهامات والتجاذبات السياسية التي لا مصلحة لأحد فيها.

واشار فارس، في حديث الى “الحياة”، الى انه آن الأوان ليستعيد لبنان عافيته على قاعدة تفعيل التفاهم السوري – السعودي الذي كان من مفاعيله القمة اللبنانية – السورية – السعودية التي استضافتها بيروت أخيراً، لافتاً الى ضرورة توحّد اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، خصوصاً أن المنطقة تمر في ظروف صعبة وحرجة بسبب استمرار تعنت إسرائيل ومسؤوليتها في تجميد العملية السلمية في الشرق الأوسط لا سيما أن ذلك يعطي ذريعة للتطرف الذي يتعارض مع رغبتنا جميعاً في الاعتدال وفي التوجه بخطاب هادئ نؤمن من خلاله بالعيش المشترك بين اللبنانيين الذي لا بديل منه.

ولفت فارس الى “أننا أحوج الناس الى الاعتدال الذي يوفر لنا المناخات لاستمرار الحوار الذي يتطلب من الجميع الارتفاع الى مستوى المسؤولية والتصرف بحكمة لحماية الشراكة الوطنية التي يقوم عليها لبنان وركيزتها اعتراف الواحد منا بالآخر حتى لو كنا على اختلاف في شأن عدد من الأمور التي من غير الجائز أن تستعصي علينا إذا ما سلمنا أن لبنان يتسع لجميع أبنائه”.

وأعرب عن أمله بأن تتم خلال هذا العام معالجة مشكلات المنطقة بانفتاح وبروحية جديدة تضغط باتجاه تحقيق السلام العادل وتحررنا من دوامة البؤس التي تحيط بنا من كل الجهات وتحاول أن تحبط من عزائمنا.

وشدد على وحدة اللبنانيين وتنبّههم للأخطار المحدقة بهم جراء تعثر العملية السلمية في الشرق الأوسط.

وقال: “ان اللجوء الى القوة لحسم الاختلافات لا يمكن إلا أن يزيد من التأزم وهذا ما يجب أن تدركه إسرائيل ومن خلالها المجتمع الدولي الذي نعلق عليه أهمية للضغط عليها لإجبارها على التخلي عن سياستها التوسعية – الاستيطانية”.

وأكد أن لبنان وتحديداً شماله ينبذ الفتنة والتطرف ولا يحبذ التفرقة التي لا مصلحة لأحد فيها إذا ما عقدنا العزم على إنقاذ بلدنا لمواجهة التداعيات المترتبة على تعثر العملية السلمية من جهة والإصرار على تنفيذ القرارات الدولية، خصوصاً القرار 194 الذي ينص على حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم ويحول دون توطينهم. إضافة الى ضرورة قيام دولة فلسطينية سيدة مستقلة توقف معاناة التهجير والتهميش والآلام التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.

وجدد فارس تمسكه بمبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002 وتبناها جميع القادة العرب والمجتمع الدولي.

وقال: “إننا نعوّل كثيراً على الجهود الرامية أكانت عربية أم دولية لتحقيق اختراق للجدار المسدود للعملية السلمية، لا سيما أن جميع المحاولات لفرض الحلول المنفردة وصلت الى طريق مسدود وباءت بالفشل”.

ولفت فارس الى أن وثيقة الوفاق الوطني التي أنتجها مؤتمر النواب اللبنانيين في الطائف تشكل الناظم الوحيد للعلاقات بين الأطراف السياسيين في لبنان، خصوصاً أنها تنشد الحفاظ على النظام الديموقراطي وترسيخ دعائمه من دون أن يعترض أحد على تطوير مؤسساتنا السياسية لجعلها أكثر ديموقراطية لتكون قادرة على تلبية حاجات شعبنا وتوفير الحلول لمشكلاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى