الأخبار اللبنانية

مجرد رأى

بقلم :عايدة الدرس

فى الكوميديا الأردوغانية
لا أدرى
أهى مأساة أم ملهاة؟
تلك الدراما التركية الواقعية والتى يلعب البطولة المطلقة فيها ذلك العجوز الطائش
المدعو أردوغان آملا فى تحقيق حلمه الكبير ومجده الشخصى فى حكم بلاد العرب تحت مسمى خليفة المسلمين ذلك الوهم الزائف وكأن عجلة الزمن تدور إلى الخلف
فتراه يسعى ذلك السعى المحموم وبذل كل غال ونفيس من تسخير للجاليات التركية المقيمة فى أوروبا لمساندته والهتاف بإسمه وليس بعيدا أن يدعو له على المنابر وكل هذا في سبيل التاج
ولا أدرى لم ذكرنى هذا المشهد من تلك الكوميديا السوداء المثيرة للضحك بشخصية (دون كيشوت)للروائي الاسبانى سربانتس
والتى تتلخص فى أن هذا الدون كيشوت كان رجلا قرويا ناهز الخمسين من عمره وقد أفنى حياته فى قراءة الكتب التاريخية والتى تتحدث عن الفروسية وقد بلغ الهوس عنده بهذه الكتب لدرجة أنها قطعت ما بينه وبين الحياة الواقعية
فقد تصور أنه يستطيع أن يعيد دور الفرسان وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الأرض لينشروا العدل والسعي لنصرة الضعفاء
سيطرت الفكرة علي عقله تماما وأصبح أسيرا لها فبدأ يعد العدة لمواصلة الكفاح وتقمصته روح فرسان العصور الوسطى
فدخل مخزنا في منزله واستخرج منه سلاحا قديما كان قد ورثه عن آبائه ولبس درعا وخوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا أعجفا هزيلا وانطلق على هذه الهيئة شأنه فى ذلك شأن الفرسان الذين انقرضوا
من قرون
ثم تذكر وهو سائر فى طريقه فرحا مزهوا بهيئته أنه لكى يكون فارسا لابد أن يكون له تابع مخلص
فعمد إلى فلاح ساذج من أبناء قريته يدعى سانشو بانزا وتفاوض معه بأن يكون تابعا له و حاملا لشعاره فى مقابل انه سوف يجعله حاكما لإحدى الجزر التى سوف يقوم باحتلالها. وصدق سانشو المسكين الأمر فوضع خرجه على حماره وسار خلف سيده فى مشهد مثير للضحك والدهشة والسخرية
وتبدأ معارك دون كيشوت مع قوى الظلام التى فى مخيلته والتى هى مصدر الشر فى العالم وسوف اكتفى هنا بمعركة واحدة وهى الأشهر ألا وهي محاربة طواحين الهواء
حيث توهم أن هذه الطواحين الهوائية ذات الاذرع الهائلة ماهى إلا شياطين يجب القضاء عليها حيث أنها من وجهة نظره مصدرا للشر. فهاجمها غير مصغ لصراخ تابعه وتحذيره. ورشق فيها رمحه فرفعته أذرعها فى الفضاء ودارت به ثم طرحته أرضا فتكسرت عظامه واسنانه
وظل هذا الواهم المجنون يخرج من معركة لأخرى مهزوما مدحورا متكسرة عظامه
المدهش فى الأمر أنه كان يفسر تلك الهزائم والاخفاقات تفسيرات متماشية مع أحلامه واوهامه وأن هناك قوى خفية متربصة به هى التى تقف فى طريق تحقيق آماله المنشودة
إلى أن يدرك وهو يحتضر انه كان لابد أن يتخلص من أشباح الجهل السوداء التى تقمصته بسبب تلك الكتب البغيضة عن الفروسية وتلك الأحلام الكاذبة القابعة فى عقله هو فقط
الرواية تبين كيف أن الإنسان ممكن أن يتصارع مع أوهام وخرافات هو فقط من يؤمن بها وفى النهاية لايكسب شيئا بل يخسر أشياء كثيرة أهمها نفسه وحياته
ألستم معى فى أن سربانتس حين كتب هذه الرواية فى القرن 16 كان يقصد السيد أردوغان ومن على شاكلته مع فارق الزمن والتوقيت
فقد دخل أردوغان أعماق التاريخ وانبهر بشخصية السلطان العثمانى محمد الفاتح وتقمص روحه وشكله فقام ببناء قصرا عظيما يضم أكثر من 1000 حجرة وشيد عرشا من الذهب وألبس حرسه الأردية التاريخية القديمة المزركشة وعلى رؤوسهم الخوذات الخاصة بتلك الفترة الزمنية واصطفهم يمينا ويسارا حاملين الأسلحة القديمة المندثرة من الرماح والسيوف (كما هو واضح في الصورة )
بل إنه يقود حروبا حقيقية بجيشه يمينا وشمالا محاربا كل من يقف كحجر عثرة فى طريق تحقيق حلمه المستحيل ومدعما للإرهاب وممارسا لكل ماهو مخالف للأعراف الإنسانية تحقيقا لحلم راوده داس من أجله حتى على جيشه وأهله
ومن هنا كان الربط بين دون أردوغان ودون كيشوت الذى قتله حلمه
فهل آن لنا أن نرى هذا المريض بجنون العظمة ساقطا من عليائه متحطمة عظامه وأسنانه كما حدث مع شبيهه من قبل !!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى