المقالات

طلاب أحرار حول العالم يكشفون اللثام عن وجوه اللئام!!* بقلم: د. ربيع حروق

تحية إكبارٍ وتقديرٍ لطلاب الجامعات في أميركا وأوروبا وأستراليا وصولاً إلى كندا واليابان، المتظاهرين منهم والمعتصمين والمعتقلين ظلماً بسبب حملات التضامن الشجاعة التي ينظمونها والتي لم نشهد لها مثيلاً في المجتمعات الغربية كوسيل تعبيرٍ ديمقراطيةٍ داعمةٍ للقضية الفلسطينية، وقد عبروا فيها عن شجبهم لحرب الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة وفلسطين الجريحة بدعمٍ كاملٍ وغطاءٍ غير محدود من الصهيونية العالمية التي تحكم فعلياً في دولٍ عديدة.
لقد أدرك هؤلاء الطلاب الأحرار مع العديد من أساتذتهم كما أدركت الشعوب التي احتلتها أميركا من قبل كذب وخداع هذه الإدارة السياسية..هذه الإدارة التي تضحي بالقيم الإنسانية ومبادىء الديمقراطية والحريات عندما تكون هنالك مصلحة فضلى للطفل المدلل “الكيان الصهيوني الغاصب”..وكذلك تتخطى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومواثيق الشرف عندما تتم عملية اتخاذ القرار السياسي، فإذا بالمصلحة تكون سيدة الوقف..أما عن مصير عملاء هذه الإدارة فالحديث يطول ولا يتسع بين هذه الأسطر، من فيتنام وعملية الإجلاء المعروفة عام 1975، إلى افغانستان حيث صور العملاء في مطار كابل ما زالت في الأذهان بعد سيطرة “طالبان” عام 2021، وفي كلا المشهديتين يظهر جلياً تخلي الإدارة الأميريكية عن أتباعها… والأمثلة من الواقع كثيرة في هذا المجال..
يقول الأستاذ مجدي كامل في كتابه “كيف تبيع أمريكا أصدقاءها”:”لا صداقة مع أحد تدوم ولا وفاء لأحدٍ يستمر، هذا هو المنطق السياسي الأمريكي في التعامل مع الأنظمة الحاكمة في كل زمان ومكان، منطق الغدر هذا لا يستثني أحدا، ليس فيه مكان لحليفٍ أو صديق، الجميع سواسية، المعيار الوحيد هو المصلحة”، ولقد وصل الأمر إلى التضحية بأمن الدول مقابل تأمين المصلحة من خلال اللعب على التناقضات والاختلافات العرقية والإثنية والعرقية فتشجع على بناء الدويلات والكانتونات الطائفية والمذهبية في الوقت الذي يسعى فيه العالم المتحضر إلى الوحدة والاندماج ضمن منظماتٍ واتحاداتٍ إقليمية تهدف إلى تحقق التنمية المستدامة ومعالجة مشاكل العصر الأمنية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية.
فعلاً إنّ دماء الشهداء وأنين الجرحى والثكالى في غزة وبكاء الأطفال كشفت اللثام عن وجوه اللئام وأوضحت للأحرار في العالم أن المحرقة الحقيقية هي مجازر غزة وتجويع أهلها وقصف مستشفياتها وإعدام جرحاها، وليست الهولوكوست المشكوك بصدقيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى