*الحرب العالمية الثانية، بدء العمليات العسكرية (2): يكتبها: د . زياد منصور

بعد التوقيع على ميثاق مولوتوف-ريبنتروب ونقل السوديت إلى ألمانيا، اعتقد هتلر أنه قد أمّن نفسه ضد تدخل الاتحاد السوفيتي في الحرب ضد بولندا، وكذلك فرنسا وبريطانيا العظمى.
في 31 آب 1939، وقع هتلر أمرأ سرياً يحمل الرقم (1)،”بشأن البدء بالحرب”، وجاء فيه: “في الغرب ، من المهم أن تقع مسؤولية اندلاع الأعمال العدائية بالكامل على عاتق فرنسا وإنجلترا …”
كان السبب المزعوم لانطلاق العمليات العسكرية هو الاستفزازات التي نظمتها القوات الخاصة الألمانية SS على الحدود البولندية الألمانية. هكذا في الأول من أيلول عند الساعة الرابعة و 45 دقيقة فجراً، شنت القوات الألمانية هجوما دون سابق إنذار وإعلان للحرب. في 3 أيلول، أعلنت بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا. هكذا بدأت الحرب العالمية الثانية.
الحرب في الشرق الأقصى :
يسود الرأي في التاريخ المعاصر، أنَّ بداية الحرب العالمية الثانية لم تبدأ في الأول من أيلول 1939، ولكن في 7 أيلول1937.
في هذا اليوم، أثارت القوات اليابانية المتمركزة بالقرب من بكين صدامًا مع الوحدات الصينية. بدأت حرب اليابان غير المعلنة ضد الصين في عام 1931. بحلول عام 1937، لم تكن منشوريا فحسب، بل كانت أيضًا مقاطعات شمال الصين تحت سيطرة الجيش الإمبراطوري.
مباشرة وبعد هذا الاستفزاز في 7 أيلول، شنت القوات اليابانية هجومًا صاعقاً، فاستولت على بكين وتيانجين بحلول نهاية أيلول. هبّ الاتحاد السوفياتي لمساعدة الصين، وتجاهل الغرب العدوان الياباني. كلياً.
في السنوات الأربع الأولى من الحرب، تلقت الصين من الاتحاد السوفياتي أكثر من ألف قطعة حربية بينها طائرات ومدفعية، وعشرات من أحدث الدبابات T-26، وما يقرب من 10 آلاف رشاش، و110 آلاف بندقية وأسلحة أخرى.
في ربيع عام 1938 بدأت المشاركة المباشرة للخبراء والمدربين العسكريين السوفييت في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية إلى جانب الجيش الصيني. إذ قاتل ألفي طيار متطوع سوفيتي الطيارين اليابانيين في معارك جوية، حيث قتل كل عاشر منهم في المعارك.
بنتيجة العمليات العسكرية حصل 14 جنديًا سوفيتيًا على لقب بطل الاتحاد السوفيتي. قدمت عمليات الجيش الأحمر في عام 1938 على الحدود السوفيتية-المنشورية في منطقة بحيرة خاسان والمعارك على الحدود منغوليا-مانشوريا في منطقة نهر خالخين-جول في عام 1939 دعمًا كبيرًا للصين. في الوقت نفسه، كانت المقاومة المستمرة للقوات الصينية لليابانيين، أحد العوامل التي جعلت اليابان لا تتجرأ على شن الأعمال العدائية ضد الاتحاد السوفيتي، على الرغم من ضغوط برلين بضرورة ذلك.
معاهدة برلين في 27 أيلول 1940، وقعت ألمانيا وإيطاليا واليابان معاهدة برلين (الثلاثية)، التي نصت على تحديد مناطق النفوذ بين دول “المحور” عند إقامة نظام عالمي جديد. تم تكليف ألمانيا وإيطاليا بالدور الرائد في أوروبا، واليابان في آسيا. بالإضافة إلى ذلك، نصت الاتفاقية على الالتزامات المتبادلة للطرفين في تقديم المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية. بشكل عام، أكملت هذه الوثيقة تشكيل الكتلة الفاشية. في 1940-1941. وانضم إليها كل من المجر ورومانيا وبلغاريا وفنلندا وإسبانيا وتايلاند والحكومات الدمية لكرواتيا ومانشوكو والحكومة الموالية لليابان برئاسة وانغ جينغوي في الصين. في 22 حزيران 1941، بعد الهجوم الألماني، دخل الاتحاد السوفياتي الحرب رسميًا، وفي 7 كانون الأول، بعد الهجوم على بيرل هاربور بالولايات المتحدة الأمريكية. أيضًا، منذ تلك اللحظة فصاعدًا، تعتبر الحرب الصينية اليابانية جزءًا من الحرب العالمية الثانية.
أهم المعارك:
خلال ست سنوات الحرب ، ظهرت خمسة مسارح للعمليات العسكرية:

• أوروبا الغربية: ألمانيا الغربية، الدنمارك، النرويج، بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا، فرنسا، بريطانيا العظمى (قصف جوي).
• أوروبا الشرقية: اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (الجزء الغربي)، بولندا، فنلندا، شمال النرويج، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، المجر، بلغاريا، يوغوسلافيا، النمسا (الجزء الشرقي)، ألمانيا الشرقية.
• البحر الأبيض المتوسط: يوغوسلافيا، اليونان، ألبانيا، إيطاليا، جزر البحر الأبيض المتوسط ​​(مالطا ، قبرص ، إلخ) ، مصر ، ليبيا ، شمال إفريقيا الفرنسية ، سوريا ، لبنان ، العراق ، إيران
• . إفريقيا: إثيوبيا، الصومال الإيطالي، الصومال البريطاني، كينيا، السودان، غرب إفريقيا الفرنسية، إفريقيا الاستوائية الفرنسية، مدغشقر.
• المحيط الهادئ: الصين، اليابان (كوريا، جنوب سخالين، جزر كوريل)، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (الشرق الأقصى)، جزر ألوتيان، منغوليا، هونغ كونغ، الهند الصينية الفرنسية، بورما، جزر أندامان، مالايا، سنغافورة، ساراواك، جزر الهند الشرقية الهولندية، صباح، بروناي، غينيا الجديدة، بابوا، جزر سليمان، الفلبين، هاواي، غوام، ويك، ميدواي، جزر ماريانا، جزر كارولين، جزر مارشال، جزر جيلبرت.
  استسلام ألمانيا:
  في 30 نيسان 1945 في برلين، وفي ملجأ تحت مستشارية الرايخ، انتحر أدولف هتلر. تم اتخاذ قرار الانتحار من قبله شخصيا في ليلة 28-29 نيسان، عندما كان وسط برلين بالفعل مطوقاً بشكل محكم من قبل القوات السوفيتية. في 8 أيار 1945 في كارلسهورست (إحدى ضواحي برلين) تم التوقيع على قرار الاستسلام غير المشروط للقوات المسلحة الألمانية.
  حدث ذلك بالضبط في منتصف الليل بتوقيت موسكو، كما تم الاتفاق على ذلك مسبقًا، ، حيث تم ترتيب دخول دخل المشاركين الى قاعة التوقيع على الاستسلام وفق التالي:
  1- يدخل أولاً ممثلو الدول المنتصرة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وفرنسا القاعة.
  هناك افتتح قائد الجبهة البيلاروسية الأولى مشير الاتحاد السوفيتي جورجي جوكوف الاجتماع بعبارة: “نحن، ممثلي القيادة العليا للقوات المسلحة السوفيتية والقيادة العليا لقوات الحلفاء، مفوضين من قبل حكومات دول التحالف المناهض لهتلر بقبول استسلام ألمانيا غير المشروط من لدن قيادتها العسكرية “.
  2- يدخل ثانية ممثلي القيادة الألمانية إلى القاعة بعد دعوتهم
  استسلام اليابان:
  تم تحديد شروط استسلام اليابان في إعلان بوتسدام، الذي تم التوقيع عليه في 26 تموز 1945 من قبل حكومات بريطانيا العظمى والولايات المتحدة والصين. ومع ذلك، رفضت الحكومة اليابانية قبوله. تغير الوضع بعد القصف الذري لهيروشيما وناغازاكي، وكذلك الدخول في الحرب ضد اليابان من قبل الاتحاد السوفياتي (9 آب 1945). ومع ذلك، كان أعضاء المجلس العسكري الأعلى الياباني مترددين في قبول شروط الاستسلام.
  لقد اعتقد البعض منهم أن استمرار الأعمال العدائية سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القوات السوفيتية والأمريكية، مما يجعل من الممكن إبرام هدنة بشروط مواتية لليابان. في 9 أب 1945، طلب رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي وعدد من أعضاء الحكومة اليابانية من الإمبراطور التدخل من أجل القبول السريع لشروط إعلان بوتسدام.
  في ليلة 10 أب، أمر الإمبراطور هيروهيتو، الذي شارك الحكومة اليابانية مخاوفها من التدمير الكامل للأمة اليابانية، المجلس العسكري الأعلى بالموافقة على الاستسلام غير المشروط.
  في 14 أب، تم تسجيل خطاب الإمبراطور، أعلن فيه الاستسلام غير المشروط لليابان وانتهاء الحرب. في ليلة 15 أب، حاول عدد من ضباط وزارة الجيش وموظفي الحرس الإمبراطوري الاستيلاء على القصر الإمبراطوري، ووضع الإمبراطور تحت الإقامة الجبرية، وإتلاف تسجيل خطابه من أجل منع استسلام اليابان. تم قمع التمرد، وبعد ظهر يوم 15 أب، تم بث خطاب هيروهيتو. كان هذا أول خطاب من إمبراطور اليابان إلى الناس العاديين. لاحقاً تم التوقيع على اتفاقية الاستسلام الياباني في 2 أيلول 1945 على متن البارجة الأمريكية ميسوري. وضع هذا نهاية للحرب الأكثر دموية في القرن العشرين. (الحلقة الثانية) .. يتبع..
• استاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث