إجتماعيات

رجل مسن

بقلم الدكتورة::هبة مهتدي

يجلس فى منزله بالروب والبيچاما ثم يذهب إلى مخزن المنزل ويبحث فى محتوياته حتى يجد كرة حديدية ثقيلة ويحاول رفعها فلا يتمكن ، وهنا يضطر إلى سحبها على الأرض نحو حجرته
ثم نراه يحاول ويحاول رفع هذه الكرة فلا يتمكن ولكنه يستمر فى محاولاته بإصرار فيرفعها قدر صغير ولا يمكنه رفعها أكثر .
تمر الأيام ونراه كل يوم وهو يتدرب على رفعها لفترات طويلة واضعا أمامه برواز به صورة شخص ما ( لا نراه ) و يستمر حتى أنه يستيقظ فى السادسة و يرتدى ملابس رياضية و يخرج فى البرد ليتدرب و يشاهده الجيران ويتساءلون ما الذى يفعله هذا الرجل !
وكلما مرت الأيام كلما تملكهم الفضول أكثر ماذا يدفع هذا الرجل إلى التمرن ساعات طويلة على رفع هذه الكرة الثقيلة؟ وما سر إصراره على رفعها لأعلى ؟
تمر الأيام ويأتى يوم محدد فنجده يستعد للخروج وكأنه ذاهب إلى حفلة رسمية ويبدو وسيما يرتدى بذلة أنيقة و پيپيون و ينظر إلى نفسه فى المرآة وكأنه يشد من أزر نفسه ثم يحمل معه علبة هدية مغلفة بأناقة ثم نجده يرن جرس البيت على أسرة صغيرة فتفرح الأم الشابة لرؤيته و لكنه هو يتجول بنظره كمن يبحث عن هدفه ويتجه مباشرة نحو طفلة صغيرة جميلة كالأميرات ويقدم لها العلبة المغلفة، تفتحها الفتاة لتجد نجمة جميلة وهنا ينحنى الجد ليحمل الفتاة ويرفعها بقوة وثقة لأعلى حتى تتمكن من وضع النجمة فى أعلى شجرة عيد الميلاد وتضحك الصغيرة فى سعادة
و هنا فقط يشرق وجهه بإبتسامة النصر
وهنا فقط نفهم نحن ماذا كان هدفه الذى تمرن عليه أيامًا وشهور ومن هى صاحبة الصورةً التى ألهمته لبذل كل هذا الجهد
إنها حفيدته الصغيرة التى تمنى أن يكون قويا ويحملها بيديه ليمكنها من الوصول إلى أعلى الشجرة ووضع النجمة بأمان
منتهى الرقة فى المشاعر
ڤيديو قصير شاهدته ولكنه ترك أثرا عميقا فى ولمس قلبى بما يحمل من رسائل رائعة:
مشاعر الأجداد للأحفاد
وضع الهدف أيا كان والاصرار على تحقيقه
السعادة قد تكون فى أشياء بسيطة
وأخيرا كنت أتمنى عمل شير لهذا الڤيديو الإنسانى من الطراز الأول و لكنى للأسف شاهدته صدفة ولم أتمكن من إيجاده ثانية وشعرت أنه يحمل رسائل قد لا يدركها سوى أصحاب القلوب الجميلة مثلكم جميعا لذا قررت سرد القصة لعلها تعجبكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى