المجتمع المدني

هيئات المجتمع المدني في طرابلس: المدينة بريئة من كل التهم التي يحاول البعض الصاقها فيها

عقدت هيئات المجتمع المدني في طرابلس إجتماعا إستثنائيا في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي بدعوة من رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال، جرى خلاله التداول في ما يحاك للمدينة من فتن ومؤامرات وشائعات تهدف للنيل من إستقرارها وأمنها وعيشها المشترك.
بداية رحب الدكتور غزال بالحضور مشددا على أن طرابلس بريئة من كل التهم التي يحاول البعض إلصاقها فيها، مؤكدا العمل على تظهير صورة المدينة الحقيقية.
وبعد سلسلة مداخلات ونقاشات أصدر المجتمعون بيانا حاء فيه:
منذ سبعينيات القرن والماضي، والتبانة عموما تعيش مع جوارها توترات أمنية متلاحقة عند اي أزمة سياسية أو إستحقاق لبناني أو إقليمي، حتى فقدت كل مقوماتها الاقتصادية والتجارية وهجرها اهلها، وتحولت من باب الذهب الى باب الفقر والحرمان والتهميش بفعل سياسة الاهمال التي أبقت جروحها مفتوحة وأبنيتها مدمرة، لتكون صندوق البريد الدائم الذي يستخدم عندما تدعو الحاجة السياسية او الامنية الى ذلك.
وها هي التبانة ومعها جبل محسن تعود اليوم الى الواجهة وتعيش على وقع الشائعات غير المسبوقة، والتي تنعكس شللا على حركتها وعلى النشاط الاقتصادي والتجاري في مدينة طرابلس عموما، خصوصا ان التبانة تعتبر بما لا يقبل الشك مفتاح الحرب والسلم في المدينة، وان امنها ينسحب على كل المناطق الطرابلسية، كما ان فلتانها الامني يؤدي الى كوارث لا يمكن لأي كان تحمل تبعاتها.
لذلك فقد تداعينا نحن الهيئات والجمعيات الاهلية في التبانة وجبل محسن وسائر مناطق طرابلس الى إجتماع عقد في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي بدعوة مشكورة من رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال وبالتعاون مع عدد من الغيورين، لنتدارس أوضاعنا ونتشاكى همومنا، في ظل ما يحاك لنا من فتن ومؤامرات تضاعف من حجم معاناة أهلنا وتزيد من مآسيهم التي لم تنته فصولا منذ اكثر من أربعة عقود، ولنؤكد مجتمعين على ما يلي:
أولا: يؤكد المجتمعون على ان التبانة وجبل محسن هما منطقة واحدة تعيش هموما مشتركة، وتعاني من مشكلات وأزمات مشابهة، وهي لم ولن تنجر الى فتنة جديدة من أي نوع كانت، وغير مستعدة لأن تكون مكسر عصا لأحد، أو صندوق بريد لأي جهة سياسية او امنية، فيكفيها ما دفعته من شهداء وخراب ودمار وتشريد على مدار سنوات طويلة، وهي تحتاج اليوم اكثر من أي وقت مضى الى رعاية الدولة وإهتمامها، والى سلسلة من المشاريع التنموية ترفع مستواها الاجتماعي والمعيشي، لا الى لعبة حديد ونار جديدة تقضي على البقية الباقية فيها.
ثانيا: إن اهالي التبانة وجبل محسن يشكلون نسيجا إجتماعيا واحدا، وتربط بينهم علاقات عائلية وشراكات تجارية وصداقات، وهم يرفعون الصوت عاليا مطالبين المسؤولين السياسيين تحييد منطقتهم عن ازماتهم وخلافاتهم، مؤكدين التعاون والتكامل من اجل تعزيز حالة السلم والاستقرار في التبانة وجوارها.
ثالثا: إن التبانة وجبل محسن يرفضان رفضا قاطعا كل المحاولات التي تسعى لاثارة الفتن فيهما، وإيجاد أرضية خصبة للقتال أو المواجهات العسكرية لا سيما من خلال إلقاء القنابل المجهولة المصدر والتي  لن تؤثر على العيش الاخوي الواحد، ومؤكدين أن محاولات المصطادين بالماء العكر والمستفيدين من العودة الى اجواء الحرب لن تجر الأهالي مرة جديدة الى تجربة مرة لن تجدي نفعا.
رابعا: إن أهالي التبانة وجبل محسن يستنكرون الاتهامات التي تسوقها بعض وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة التي تنسج من خيالها الواسع حكايا واخبار بعيدة عن الواقع ولا تمت الى الدقة او الصحة بصلة، متمنية على الاعلام اللبناني توخي الحذر وعدم كوي الجرح بالملح لان هذه المناطق لم تعد تحتمل مزيدا من الظلم والتجني.
خامسا: يهيب المجتمعون بالقوى الأمنية وفي مقدمتها الجيش اللبناني إتخاذ كل الاجراءات والتدابير التي تساهم في توفير أجواء الامن والاستقرار للتبانة وجبل محسن، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو تعريض سلامة الأهالي للخطر، وبذل الجهود في إجراء التحقيقات لكشف مروجي الشائعات ومثيري الفتن والمخلين بالأمن وتقديمهم الى المحاكمة ليكونوا عبرة لمن يعتبر.
سادسا: يؤكد المجتمعون على وقوفهم صفا واحدا لمواجهة اي فتنة قد تطل برأسها في التبانة وجبل محسن وجوارهما، مشددين على ضرورة العمل على طيّ هذه الصفحة الأليمة من تاريخ هذه المنطقة والتطلع نحو مستقبل واعد من التنمية والانماء والامن والاستقرار والعيش الاخوي الواحد الذي ينشده المواطنون، لافتين الى أن التبانة وجبل محسن وجوارهما كانوا شركاء دائما في الغرم، وهم يتطلعون ولو لمرة واحدة أن يكونوا شركاء في الغنم.       
سابعاً: يرفض المجتمعون كل تشويه يمس بصورة المدينة التي كانت وما تزال رمزاًً للوطنية وملاذاً للإخاء بين كافة أطياف مجتمعها، كما يؤكدون أن كل ما الصق فيها من اتهامات مرتبطة بالاصولية والارهاب إنما هو استهداف مذموم، لا يعبر عن واقعها، وأنه يقع ضمن باب جعل المدينة صندوق بريد الرسائل السياسية التي لا ناقة للمدينة بها ولا جمل
ثامناً: يناشد المجتمعون الإعلام بكافة وسائله سيما المرئي منه بأن يكون ساعد بناء لتطوير المدينة لا معول هدم يشارك في دكها والإفتآت عليها، وذلك عبر فسح المجال لمن يمثلها خير تمثيل في إظهار صورتها الحقيقية
تاسعاً: يحض المجتمعون السادة الفعاليات السياسية والإجتماعية والإعلامية على بذل مزيد من الجهد في الدفاع عن هذه المدينة المظلومة في كافة المنتديات والمجالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى