الأخبار اللبنانية

كمال شاتيلا يهنئ الطوائف المسيحية الغربية بعيد الفصح المجيد

لمناسبة عيد الفصح المجيد عند الطوائف المسيحية الغربية، وجّه رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا رسالة تهنئة للبنانيين والعرب عامة والمسيحيين خاصة جاء فيها:

إننا من موقع التيار الوطني العروبي المستقل نوجه الى اللبنانيين والعرب عامة والاخوة في الطوائف المسيحية الغربية خاصة، خالص التهاني وأجمل التحيات، سائلين الله سبحانه رفع البلاء والبلاء، وحفظ لبنان والامة العربية من كل الأخطار َالتحديات.
ان المنطقة تتعرض كلها الى ضغوط وتدخلات أجنبية، ومشروع الأوسط الكبير لا يزال يعمل بغاية تقسيم سبعة دول عربية. انهم يستخدمون الدين والعصبيات المذهبية لتفكيك الوحدات الوطنية خدمة لمشروع اسرائيل الكبرى، ومن بين عناصر التآمر تهديد الوجود المسيحي في المشرق وتشويه رسالة الاسلام الحضارية بالتطرف الذي يخالف جوهر الإسلام.
لقد عاش المسيحيون في المنطقة متمتعين بحرية المعتقد جنباً الى جنب مع المسلمين، وان حدثت اشكالات طائفية أحياناً، الاّ انها كانت استثناءات على امتداد مئات السنين عاش فيها المسلمون والمسيحيون حياة ومصالح واهداف مشتركة.
ان حركات التعصب الطائفي المتواجدة في أكثر من بقعة عربية ليست تعبيراً عن الاغلبية الاسلامية التي تحترم المسيحية من منطلق القواعد الدينية والعروبة الحضارية التي تشكل الرابطة الاساسية بين المواطنين العرب بدون تمييز، كما أن الدوائر الغربية العنصرية والاستعمارية لا تعبر عن رسالة السيد المسيح عليه السلام، وكذلك فإن أصحاب دعوات الفيدرالية والتقسيم والانفصال في لبنان لا يمتّون إلى المسيحية الحقة بصلة.

ان المسيحيين متجذرون في الأرض العربية، هذه الارض التي باركها الله تعالى بان خصّها بالدعوة للرسالات السماوية الخالدة كلها، ولا ننسى مساهمات المسيحيين في تقدم ونهضة العرب في القرون الماضية، ولا وقوفهم إلى جانب المسلمين في التصدي للغزوات الافرنجية والاستعمار الأوروبي والعدو الصهيوني، وليس آخرهم المسيحي البطل السوري جول جمال الذي فجر بارجة جان دارك الفرنسية خلال عدوانها على مصر عام 1956، ولا قائد عبور خط بارليف في حرب تشرين التحررية عام 1973 القائد البطل فؤاد عزيز غالي.

ان التمسك بالولاء للامة وبوحدة المجتمع العربي وبأساسات الوحدة الوطنية في كل بلد عربي، هي ضمانة المسيحيين والمسلمين في العيش بكرامة على هذه الارض العربية وردع المعتدين الذين يعملون للانقسامات الطائفية وللعصبيات المذهبية، وإن التمسك بوحدة لبنان وعروبته واستقلاله والتمس باتفاق الطائف وتطبيقه، هو الخلاص لكل الللبنانيين مسلمين ومسيحيين.
ان ولاءنا لامتنا العربية يشكّل صمام الامان لحياتنا المشتركة وصون استقلالنا وتقدمنا، ولا أمن ولا أمان بالارتهان لأي دولة أو جهة أجنبية لا تريد الخير للعرب ولا العروبة.
اننا نؤكد وحدة المصير بين المسلمين والمسيحيين، ونتمسك بوجود المسيحيين على هذه الارض، ملتزمين بالمواطنة المتساوية وبحرية المعتقد وبالعيش الواحد. فلبنان لكل اللبنانيين، ولا يمكن ان يحكم بطائفة او حزب، أو ثنائيات او ثلاثيات. الدستور وتطبيقه هو الضمان والحل لكل الأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى