الأخبار اللبنانية

توزيع الجوائز على الفائزين في حفظة الحديث النبوي الشريف باحتفال مشترك بين جمعيتي العزم والمكارم

رعت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية حفل توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة السنوية في حفظ الحديث النبوي الشريف التي تنظمها جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في كل عام  وذلك في قاعة مسجد الوفاء في طرابلس، بحضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الأعلى رئيس جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية الوزير عمر مسقاوي وممثل مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الدكتور حسام سباط وعضو المجلس الاسلامي الاعلى محمد رشيد ميقاتي وحشد من المشاركين.
بداية تلاوة عطرة من القران الكريم  للشيخ خالد ذكريا، كلمة لعريف الحفل محمد حبلص. ثم القى باسم جمعية مكارم  الاخلاق الاسلامية في طربلس الحاج بشار كجا كلمة  قال فيها لقد دأبت جمعية المكارم ومنذ ما يزيد على نصف قرن من الزمن على العمل بقول الله تعالى وجهدت لتكون منارة للمؤمنين من اهل هذه المدينة، مدينة العلم والعلماء والذين ما بخلوا يوما بالعطاء وخصوصا على طالبي العلم من اهلها.
من جهته ممثل الرئيس ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي القى كلمة استهلها قائلا: نلتقي اليوم لنحتفل سويا بثلة من ابنائنا حفظوا واحسنوا مجموعة من احاديث النبي المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم، فلهم منا التبريك والتقدير ونرجو من الله عز وجل ان يتقبل منهم هذه الطاعة الطيبة المباركة وينفعهم بها في الدنيا والاخرة، ويجعلها زادا ً لهم في عبادة الله الواحد الاحد وعمارة ارضه وزيادة لهم في ميزان حسناتهم.
واضاف: يجمع العلماء على ان بلاغة القران الكريم هي ما لا يمكن ان يرقى اليها البشر، فالقران الكريم هو كلام الله نزل به الروح الامين على سيد المرسلين ليخرج الله به الناس من الظلمات الى النور. كما انهم يجمعون على ان بلاغة الاحاديث النبوية الشريفة هي اقصى ما يمكن ان يصل اليه البشر،  فقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلام، وهو النبي الامين الذي لم يتلقى العلم قراءة وكتابة على يدي احد من البشر على الاطلاق، لتكون اميته اعجازا بيانا ظاهرا ومستمرا على مر الدهور والعصور. وحتى لا يكون لاحد من الناس فضل عليه في تعليمه وهو الذي ادبه ربه فاحسن تاديبه وعلمه من لدنه علما، وايده بالوحي السماوي فكان لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فكان بذلك خير البشرية على الاطلاق. وشهد له بذلك العرب والعجم، والشرق والغرب. وقد غير مجرى التاريخ في الكون كله علما ان حياته بعد بدء نزول الوحي لم تزد عن 23عاما، وانطلق بالرسالة السماوية فردا يدعو الناس لعبادة الرحمن، ودلهم على فضائل التوحيد والايمان، ونهاهم عن الشرك وعبادة الاوثان وحبب اليهم العدل والاحسان وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان، وسلك بهم طريق العلم والبيان وبين لهم الحلال والحرام، ودعاهم الى الوسطية والاعتدال.
كان للناس جميعا اسوة حسنة من نشأته يتيما ولكنه رغم ذلك كان مثالا في الصدق والامانة وفي الصبر والحلم والعطف والرأفة والوفاء بالعهود والتواضع والشجاعة ومكارم الاخلاق وقد شهد له رب العالمين بانه على خلق عظيم .
وتابع ميقاتي قائلا: كما كان عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة ومثالا يحتذى في بناء الدولة وصناعة القادة، فقد كان مدرسة في تربية اصحابه على ادارة شؤون المجتمع، وقد خرج من بين يديه الحفظة لكتاب الله عز وجل ورواة الحديث واهم القادة العسكريين الذين فتحوا الامصار، وكان منهم ولاة الامور, وعمال المال واصحاب الدعوة، والسفراء والعلماء، فتطورت العلوم المختلفة على يدي اتباعه وانتشرت حضارة الاسلام وعمت الافاق في مختلف ارجاء الارض .
وأضاف: ما احوجنا اليوم ان نتذكر مكارم اخلاقه وفضائل صفاته وعطر سيرته وسنته لتكون لنا مدرسة كما كانت لاصحابه في زمن حياته وهو الذي  يقول: تركت فيكم امرين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي. ما احوجنا اليوم وقد ضعفت شوكتنا امام الاعداء وتفرقت صفوفنا ،واصبح باسنا بيننا شديد، ان نتذكر القواعد والاسس والمبادئ التي ارساها عليه الصلاة والسلام في حياته والتزم بها اصحابه وطبقوها وعضوا عليها بالنواجز من بعده. فانتشرت الدعوة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ومن شمالها الى جنوبها، وتوسعت العلوم وازدهرت الحضارة واصبح العالم كله يطلب العلم عند علماء المسلمين والرسول (صلعم) يقول: من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحي به الاسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة “ومعلوم ان حياة الاسلام وقوته ومنعته لا تكون بالعلم الشرعي بل بالعلم الديني والدنيوي معا ً”.
وانتهى ميقاتي قائلا: لا اريد ان اطيل عليكم، فالايام المباركة التي نحن في ظلها تبعث في النفس الشجون لناخذ الدروس والعبر من ماضينا الحافل بالفتوحات وبالدعوة والعلوم، والحضارة والرقي والتقدم عسى ان نقتبس منها ما ينير لنا طريقنا في النهوض من هذه القبوة التي تجتاح عالمنا وعسى ان نستفيد منها لتوحيد صفوفنا ونبذ خلافاتنا، لنعود من جديد كالبنيان المرصوص اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.
واننا في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية قد آلينا على انفسنا التعاون الوثيق مع مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها جمعية المكارم الاخلاق الاسلامية في طرابلس في هذه النشاطات المباركة التي درجت عليها لعدة اعوام والله من وراء القصد.
وختاما انقل اليكم تحيات الرئيس نجيب ميقاتي وتهانينا للفائزين وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم لما يحب ويرضى وكل عام وانتم بخير.
بدوره ممثل مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الدكتور حسام سباط هنأ جمعية العزم والسعادة وجمعية المكارم على تنظيم مسابقة في حفظ الحديث النبوي الشريف الامر الذي يسد ثغرة كبيرة في القطاع التربوي  واكد ان اتباع سنة النبي تنظم حياة المسلم وترقى به الى الهدى والى الطريق الصحيح.
وشدد على اهمية سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان واصحابه اسوة حسنة للمسلمين داعيا الى تعليم اولادنا السيرة النبوية وغرس حب النبي عليه الصلاة والسلام في قلوبهم لتنطلق الامة ولتستعيد صورتها ودورها في الحياة .
وفي الختام جرى توزيع الهدايا على الفائزين.

07-12-2008

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى