المجتمع المدني

تمكين إقتصادي واجتماعي لسكان حارات طرابلس بمبادرة من “مؤسسة الصفدي”

تستمر “مؤسسة الصفدي”، من خلال مركزها الاجتماعي “أكاديمية المرأة” في ضهر المغر، بتنفيذ العديد من المشاريع الهادفة إلى تمكين نساء وسكان المنطقة وجوارها، على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والشخصية والبيئية، وذلك من خلال إشراكهم في مبادرات تنظمها المؤسسة بالتعاون مع المؤسسات المعنية.
وفي إطار التمكين الاقتصادي للنساء وبناء قدرات العاملات في مشغل طارة وخيط الحرفي، الذي أطلقته اللجنة النسائية المنبثقة عن “الأكاديمية” بدعم من “مؤسسة الصفدي”، تم تنظيم دورة تدريبية لست حرفيات على مهارات استخدام الكمبيوتر والإنترنت ليصبحن قادرات على الاستفادة من التكنولوجيا في مهنتهن،… وتندرج هذه الدورة ضمن الخطة التي تنفذها “مؤسسة الصفدي” لضمان استقلالية المشغل ذاتياً وإدارياً وتقنياً ومالياً.
وضمن برنامج المهارات الحياتية، شاركت 6 حرفيات من مشغل طارة وخيط في الدورة التي نظمها المعهد العربي لإنماء المدن وبلدية طرابلس وجمعية الشبان المسيحيين والمجلس الأعلى للطفولة، حيث تم تنفيذ مشروع شبكة أمان لتدريب مجموعة من الشبان والشابات على مهارات البيع والتسويق و”شيف” مطبخ. وقد تدربت النساء على كيفية بناء علاقة مع الزبائن وتطويرها، كما تعرفن على الأنماط المختلفة للزبائن، وكيفية التعاطي مع كل منها، حيث استكملت الدورة بمشروع “بدنا” بالشراكة مع “مؤسسة الصفدي”، وهو مشروع تدريبي حول المهارات الحياتية “جواز سفر للنجاح”، كجزء من مشروع شبكة أمان، بهدف ضمان نجاح المتدربات في مهنتهن، فيصبحن قادرات على تحمل المسؤولية وضبط الإنعفالات والتعامل مع الحالات الإجتماعية المحرجة، إضافة إلى الثقة بالنفس وبالآخرين، واحترام الذات والغير…
وبهدف تعليم الفتيات والنساء حرفة تساهم في تحسين أوضاعهن الإقتصادية، بدأت في الأكاديمية دورة تدريبية على تزيين الحجاب مع مصمم الأزياء خالد طه، الذي بدأ مع مجموعة مؤلفة من 15 إمرأة لتعليمهن 10 تصاميم مختلفة عن كيفية إرتداء الحجاب وتزيينه لكافة المناسبات، على أن تتسلم المتدربات شهادة في نهاية الدورة التي تستمر على فترة شهرين.
وفي إطار سعيها المتواصل إلى تفعيل مشاركة النساء ليس فقط في دورات التمكين، بل في منازلهن ومحيطهن عبر تأسيس لجنة نساء الحي المنبثقة عن “أكاديمية المرأة”، التي عملت بعد تدريبها، على رصد المشكلات وتحديد الأولويات وكتابة المشاريع للتنمية المحلية وتنفيذها، فقد توقفت اللجنة عند انتشار ظاهرة العنف داخل المدرسة، عبر سلسلة من العقوبات الجسدية والمعنوية، دون الأخذ في الاعتبار تأثيراتها السلبية على شخصية الطالب تعليمياً واجتماعياً… لذلك فقد أعدت اللجنة عريضة موقعة من قبل الاهالي في المنطقة وجوارها، ترفض العنف داخل المدرسة، ليصار إلى تقديمها إلى الجهات المعنية في وزارة التربية، باعتبار أن المساهمة في حل هذه المشكلة ستؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع نسب التعليم وتخفف من حدة ظاهرة التسرب المدرسي في منطقة ضهر المغر – السويقة.  كما تلفت المسؤولة الاجتماعية في “أكاديمية المرأة” إلى أنه نظراً لانتشار ظاهرة الزواج المبكر لفتيات المنطقة(قبل سن الثامنة عشرة)، وما له من انعكاسات سلبية على المستويين الجسدي والنفسي للفتيات، اللاتي ليس بمقدورهن تحمل مسؤولية تكوين أسرة وتربيتها بطريقة سليمة، فقد أطلقت المؤسسة مشروع “بعدني زغيرة” بهدف الحد من ظاهرة الزواج المبكر، والذي يستهدف 10 فتيات من منطقة ضهر المغر كمرحلة أولى، بحيث يعمل على توعيتهن وأسرهن إلى الآثار الاجتماعية والصحية المترتبة عن ذلك.
ونظراً لما تعانيه منطقة ضهر المغر من تردٍ بيئي على مستوى النظافة العامة وتراكم النفايات في الأحياء في ظل غياب الوعي لدى الأهالي وتأثير ذلك على الصحة العامة، فقد بدأت في الأكاديمية ورشة تنفيذ مشروع بيئي بعنوان “جمع ورقة… بتحمي شجرة”، مع مجموعة من أطفال الشرطي البيئي من المنطقة (15 طفلا)، تهدف إلى التوعية إلى أن فرز النفايات وإعادة تدويرها هي الطريقة المثلى للتخلص من النفايات وما تشكله من مخاطر بيئية، ومن ثم العمل على تجسيد هذا الوعي في سلوكيات صديقة للبيئة متبناة من قبل الأطفال والسكان. وتلفت بخاري إلى أنه، في المرحلة الأولى من المشروع، تم تدريب الأطفال على مفهوم فرز النفابات/تدوير الورق وكيفية تأثيره على البيئة، وتقوم مجموعة الشرطي البيئي حالياً، بتنفيذ سلسلة لقاءات توعية مع أطفال وأهالي المنطقة حول أهمية التدوير في المنازل، علماً أنه سيتم تنفيذ مسابقة “مين وزنو أكتر” بين المنازل لتشجيع الأهالي على فرز الورق وجمعه وبالتالي تعزيز حس المسؤولية البيئية لديهم تجاه منطقتهم. وقد أبدت إعجابها بمستوى مشاركة أهالي المنطقة الذين يبدون تجاوباً وحماساً مع المشروع، خاصة أن العديد من المنازل في المنطقة تقوم بفرز الأوراق وجمعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى