الأخبار اللبنانية

ارسلان: الوضع خطير ولا بد من خطوة وقائية قبل فوات الأوان

عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا في دارته في خلدة، حضره نائب رئيس الحزب النائب فادي الأعور، تناول فيه التطورات المحلية العربية والإقليمية.

وقال ارسلان “قبل الحديث عن المحكمة وقرار أشكينازي، المسمى خطأ بالقرار الظني، وقبل الحديث عن فرص الحل الإنقاذي، لا بد من الاشارة وبسرعة إلى ثلاثة أحداث هامة لأنها تؤثر مباشرة بواقعنا وبالتحديات المطروحة أمامنا، وهي: أولا، لا يمكن لأي كلام يقال إلا أن يأخذ في الاعتبار وقار هذه الأيام الحسينية الشريفة، ونحن في الثاني عشر من المحرم، ذكرى ونهج انتصار الدم على السيف والحق على الباطل والعدل على الظلم والخير على الشر والصدق على النفاق. حبذا لو تتعلم شعوبنا كلها من هذا الدرس التاريخي، فنلتزم جانب الكرامة والصدق واحترام الذات، لننقذ بلادنا ونخرج من مستنقع التبعية والانحطاط والعبودية إلى ساحات الحرية والترقي والانسانية”.

أضاف “نوجه التحية إلى جيشنا اللبناني الباسل، إلى قيادته الحكيمة المقدامة، وأجهزته الأمنية وضباطه ورتبائه وجنوده الأبطال على الإنجاز الدفاعي الكبير الذي حققوه باكتشاف وتفكيك أخطر محطتي تجسس اسرائيليتين في جبل الباروك وجبل صنين، ومرة جديدة تتأكد الاهمية الاستراتيجية للتكامل الميداني القائم بين الجيش الوطني الباسل والمقاومة المظفرة، مما يعزز، أكثر فأكثر من رسوخ منظومة الدفاع الوطني اللبناني: الشعب ـ الجيش ـ المقاومة، هذه الاقاليم الثلاثة غير قابلة للفصل ولا للتفكيك، إنها حالة ملازمة لوجودنا وأمننا وسلامتنا واستقرارنا وتقدمنا وسلمنا الاهلي ووحدة الدولة والمؤسسات، بقدر ما تحمي الوجود اللبناني والمصير. فالانجاز الامني الاخير أتى جوابا قاطعا وإضافيا على كل الحملات التي تشن، يا للأسف، عبر الداخل اللبناني ضد المقاومة وسلاحها، سواء مباشرة أو من خلال التمسك بالمحكمة السياسية الدولية”.

وتناول “الحدث التاريخي الذي شهدته اسطنبول في ذكرى عاشوراء، بحيث وقف حفيد العثمانيين رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وقفة رجل الدولة مشاركا للمرة الاولى في تاريخ الدولة التركية بهذه المناسبة الاسلامية ذات المدلولات الانسانية، ومجسدا بوقفته هذه شعاره القائل “إن ذكرى الحسين هي المناسبة لتجسيد الوحدة والسلام بين المسلمين”، ويزيد من أهمية هذا الحدث مشاركة الدكتور علي أكبر ولايتي، المستشار السياسي لسماحة الامام الخامنئي، إلى جانب الرئيس أردوغان، مما يعني أن الدولتين التركية والايرانية تعيران الأهمية القصوى لمواجهة وإفشال مخطط الفتنة الذي يحمل اسم الفوضى البناءة وينفذ في العراق ويجرى العمل على قدم وساق، إسرائيليا وغربيا وعربيا، لتنفيذه في لبنان. يعني أن الدولتين، التركية والايرانية، تقومان بعمل استباقي لاحتواء أي تداعيات للزلزال المحتمل حدوثه في لبنان. ويأتي هذا العمل التركي الايراني المشترك، والمسؤول، في سياق التنسيق الإستراتيجي مع سورية، سورية الأسد التي كانت في يوم عاشوراء اسطنبول، في اليوم نفسه، تستضيف مؤتمرا كبيرا عن العلاقات المسيحية – الاسلامية، بفعل كون سورية هي مهد الرسالة المسيحية المقدسة، ومهد الدولة الاسلامية الامبراطورية، وتحرص دولتها على إبقاء الدين في مأمن من التوظيف السياسي والاتجار بالطوائف والمذاهب”.

وتابع “أمام هذه اللوحة، للواقع في لبنان والمنطقة، تبدو الدولة اللبنانية في حالة شلل فظيع، وضياع مذهل، محشوة بالمتفجرات، وصاعق التفجير هو المحكمة الدولية، الاسرائيلية التوجه والمهمة، وهذا بات مؤكدا ولم يعد في حاجة إلى أي إثبات. أين العمل الاستباقي لقطع الطريق أمام الفتنة في لبنان؟ العمل يكون بنزع صاعق التفجير، أي بكل صراحة إعادة النظر بالمحكمة الدولية وما يمت لها بصلة”.

ورأى أن “اتفاقية التفاهم، الموقعة بين الأمم المتحدة وممثل حكومة الانقسام الوطني، بطريقة غير شرعية وغير دستورية، تعطي الدولة اللبنانية صلاحية وضع المحكمة خارج الخدمة، أي إلغاءها عمليا، كما تسمح هذه الاتفاقية بإعادة النظر في نظام المحكمة وهيكليتها. مطلوب التسلح بالارتياب المشروع وسحب القضاة اللبنانيين من هذه المحكمة السياسية، الاسرائيلية الاتجاه والمهمة. مطلوب وضع حد للتخريب الداخلي الذي يمارس بقصد تعطيل التنسيق السوري – السعودي المشكور والمقدر منا جميعا لكن السؤال المطروح ماذا نفعل نحن وماذا تفعل الحكومة اللبنانية؟”

واعتبر أن “المطلوب من الرئيس الشيخ سعد الحريري أن يلاقي اليد الممدودة من سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، في خطوة إنقاذية تلتقي مع روحية الشرق الجديد الذي ولد بالتنسيق السوري – الايراني – التركي لأن لبنان هو قلب هذا الشرق الجديد، هذا ما تقوله الجغرافيا، وحكم الجغرافيا حكم مبرم. وسبق لي أن قلت ورددت مرارا وتكرارا أن من يسقط الجغرافيا من معادلة السياسية يخرج نفسه من التاريخ. لبنان لا يستطيع أن يسقط الجغرافيا من سياسته لأنه آنذاك يتعرض للزوال، لا سمح الله، فيخرج من التاريخ. لا يمكن أن يكون لبنان جزءا لا يتجزأ من محيطه الطبيعي ـ القومي، وبالتالي من الشرق الجديد الذي يحجم قدرات قاعدة اسرائيل العسكرية وليس دولة اسرائيل)، إذا ما وضع مصيره بيد هذه المحكمة الاسرائيلية التوجه والمهمة. هذه المحكمة هي نقيض الحقيقة. هذه المحكمة هي صاعق تفجير الفتنة التي ستأخذ شكل العرقنة. ولو كان عند المحكمة الحد الأدنى من الإستقلالية والمهنية لكنت أول القابلين بما يصدر عنها”.

وقال “تصوروا ما قاله أمس بالذات، وزير خارجية العراق من أن الأميركيين يفكرون بتأجيل صدور القرار الظني، والأستاذ زيباري مطلع على الموقف الأميركي ويعرف جيدا ماذا يقول في هذا الخصوص. كل ما يفترض به أن يكون سريا، نراه ينقل بين دوائر المستشاريات الغربية، وطبعا على ألسنة المسؤولين الإسرائيلين. بالمطلق، لا صدقية لهذه المحكمة، انها محكمة سياسية وسياسية فقط”.

وتوجه إلى الرئيس سعد الحريري “صافح اليد الممدودة من سيد المقاومة. أقدم على هذه الخطوة، فالذين يحرضون، لا يريدون لك الخير ولا يريدون لبنان الواحد الموحد ولا يؤمنون بالشرق الجديد لأنه شرق التحرر من الاستعمار ولا يؤمنون بالجغرافيا. صافح اليد الممدودة من سيد المقاومة، فلا حقيقة خارج الاستقرار في لبنان. أقدم على هذه الخطوة الانقاذية، فهي من جوهر المصالحات الوطنية الحقيقية. إن كنت أطلب ذلك من الأخ الشيخ سعد الحريري فلأن أول العلاقة الشخصية بيننا بدأت يوم زارنا معزيا بأخي ورفيق دربي، شهيد المقاومة ولبنان الشيخ صالح العريضي، فصرح يومها بأنه يسير على درب المصالحات الوطنية، وأثنى على روحية 11 أيار وأقدم على خطوات مباركة لإرساء المصالحات في الشمال. نحن، في 11 أيار وضعنا مع سيد المقاومة وأخي وليد بك حجر الاساس للمصالحة الوطنية، فكان من ثمار ذلك أننا أبعدنا شبح الفتنة، ليس عن الجبل فقط وانما عن كل لبنان، ووضعنا لبنان في منآى عن العرقنة لغاية هذا التاريخ. وعندي ثقة بأن الرئيس سعد الحريري لا يريد أن يحكم دولة من مقابر لأن الفتنة موت وشلالات دماء ودموع ومآس اجتماعية وانسانية وفقر ومجاعة وكلنا سنكون من ضحاياها”.

وختم ارسلان “الذين يزينون للمحكمة، ويغالون في الزينة، يعرفون جيدا أنها لن تكشف الحقيقة بل ستدفنها، ويعرفون جيدا أنها هي صاعق تفجير الفتنة، لكنهم يجهلون أنهم قد يكونون من أول ضحايا هذه الفتنة. فلنتذكر جيدا أنه حين تصبح الغرائز بوصلة السياسات تقع الكوارث بأهل الغرائز. الوضع خطير أكثر بكثير مما يظن ولا بد من خطوة وقائية قبل فوات الأوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى