المقالات

لا نقول هَرِمنا بل سَئِمنا – بقلم: حسين جمعة

فهل ننتظر ربيع فلسطيني مفتعل كما جرت  العاده حين تُملى على الفصائل والسلطة الفلسطينيه الشروط الدوليه والاقليميه ,خدمة لاغراض واجندات خاصه بكل دوله…!,طبعا ,حسب المصاالح الجيوبوليتيكيه والسياسيه والاقتصاديه .
كل ذلك  بعد أن ضاقت وأغلقت النوافذ في وجه الزعيم الفلسطيني محمود عباس لا بل في وجه ما يسمى رجل الاعتدال الفلسطيني وبالأخص من بعد إصرار حركتي فتح وحماس على إنقسامهم المشين وفرض رؤية كل منهما على الآخر…!!! لا بل مع إستبدال العدو الاساس لكل منهما  أيضا واتهام بعضهما البعض وإلقاء اللوم بما يصيب هذا الشعب المحاصر والعاجز والذي ضاقت به  مساحة كل من فتح وحماس وبات يطالب بأرضيه أوسع وأشمل للصراع.   فهل ننتظر كما غيرنا في المنطقه ربيعا عربيا جديدا وهو ليس إلا حربا دينيه ومذهبيه مستورده ومخفيه,ظاهرها الانقسام الفتحاوي –الحمساوي, حيث تشير كل الدلائل الدولية والإقليميه والداخليه, الى إعداد هكذا طبخه تحت مسميات الربيع العربي “الطبيعي” والمتنقل كيفما تلاقت معه المصالح!!! إلا أنه , وفي الوسط الفلسطيني سيكون هذا الربيع العربي مفتعلا , للهروب الى الامام أو كما تفعل النعامه”لدفن رؤوسنا في الرمل”بعدما لم يعد بمقدور الطرفين الإتفاق على نهاية هذا الانقسام وكذلك  وأيضا, عندما لم يعد بين يدي كل من الحركتين,ما يقدمانه لإسكات الشارع الفلسطيني وتلبية رغباته أو حتى شؤونه اليوميه.
الشارع الفلسطيني الذي بات يسبق قياداته بأشواط كبيره,بات  الجلوس ودعوة المجلس الوطني الجامع المانع لرؤيا فلسطينيه جديده, أمرا ملحا عندما وصل ضيق الحال بهذه القيادات الى محاربة هذا الشعب المناضل ,الكادح في لقمة عيشه وخبزه!!!فهل تخفيض ضريبة القيمه المضافه على السلع في  حكومة سلام فياض او إرجاع أسعار الوقود الى ما كانت عليه في شهر آب ,تفي بالغرض؟,أو هي الحل المنتظر للمجتمع الفلسطيني؟؟.
سلام فياض والذي قامت مجموعه من الغاضبين الى محاصرته في  إذاعه فلسطينيه محليه في الضفة الغربيه حيث كانت تستضيفه مما دفع أفراد من الشرطه الفلسطينيه للتدخل وإخراج السيد سلام فياض ولكن إلى متى ؟…!!!         ليس ما يعاني منه الشعب الفلسطيني هو مسؤولية السيد سلام فياض وحده أبدا وليست هي مشكله جديده ومستجده.     إن المشكله تعود زمنا الى الوراء مع غياب الرؤيا والاستراتيجيا للقياده الفلسطينيه,والحقيقه هي مشكله تعاني منها كل الفصائل الفلسطينيه حيث أن الربيع العربي وانشغال الانظمه والدول العربيه أسقط ورقة التوت لتطفوا بقع الزيت على السطح,فهل هو عراك فتحاوي – حمساوي,أم عراك داخلي فتحاوي _فتحاوي  تلقفته حركة حماس ليكون الشكل الخارجي للازمة الفلسطينية وإظهار الضعف الذي يعاني منه السيد ابو مازن ومعه حكومة السيد سلام فياض وبالتالي سقوط السلطه او الانهيار الكامل ,الذي تشتهيه حركة حماس اليوم قبل الغد .                                                                

تشير كافة الدلائل وتؤكد بأن السلطه الفلسطينيه لا تقوى على فعل شيء إلا برضى المحتل الغاصب للارض والانسان ومن خلفه الولايات المتحده الامريكيه والمجتمع الغربي بكل تلاوينه وأكثر من ذلك لا تستطيع الإستمرار أو حتى  البقاء إلا برضى الكيان الصهيوني,حقيقه قديمه جديده ومستجده…!!!
فهل سقطت أوراق الرئيس أبو مازن حتى باتت إسرائيل تتهمه بالإرهابي والضغط عليه لعدم ذهابه الى الامم المتحده لنيل عضوية الدولة الفلسطينية والممزقة اصلا, كما فعلت مع الزعيم والرئيس الراحل ياسر عرفات بعد حصاره في المقاطعه وتخلي كل المجتمع الدولي عنه بما فيها الجامعه العربيه الموقره والمنعقده آنذاك في بيروت في 26 آذار 2002 حيث تلاقت المصالح الإسرائيليه والعربية و إبعاده عن المسرح الدولي والفلسطيني!!!.
حينها قدمت المملكه العربيه السعوديه , وتوسلت الولايات المتحده الاميركيه وإسرائيل بمبادره أسمتها “المبادره العربيه للسلام” والتي لم تلقي لها إسرائيل بال  أو حتى مجرد التوقف و التفكير فيها وكذلك إقتناصها كمدخل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي .
إن الخطاب الأخير والذي القاه الرئيس محمود عباس والذي وصفته حركة حماس بالخطاب التوتيري والتصعيدي والخاضع للإملاءات الاميركيه والاسرائيليه لنسف أي مبادره للمصالحه والتسويه طبعا من وجهة نظر حركة حماس.وأبو مازن بدوره ,والذي يتهم حركة حماس  ايضا بأنها هي الوحيده المسؤوله عن الأزمة المالية, بعد عدم توريدها مقاصة, المواد المدخله للقطاع نكاية بالسلطه…!!!
إنه لأمر مخزٍ ومحزن أن تصبح أعظم وأكبر وأعدل قضية في التاريخ  هي قضية مال ومساعدات ونصلي كي تفرج إسرائيل عن بعض الضرائب المستحقه لما يسمى بالسلطة الفلسطينية كي ننال رضى المغتصب والمحتل في هدم بيتنا الداخلي واستمرار المفاوضات,فقط من أجل المفاوضات…!!!                                                                                    
إسرائيل والتي قامت بقصف المفاعل النووي العراقي والسوري, وإنه لأمر مضحك ومبكِ,عندما تقوم إسرائيل اليوم وتتهم المجتمع الدولي باللا أخلاقيه بتصرفه وتهوانه مع الملف النووي الايراني,فهل بات  ما  ينقصنا , هو  قيام إسرائيل بمحاضره حول العفه والاخلاق.لنجد المملكه الاردنية الهاشمية وعلى لسان الملك الاردني أيضا, يصرح ويقول بأن إسرائيل هي من تقف وراء عدم إنجاح وبناء المفاعل النووي السلمي الأردني,أي ضعف وهوان نعيشه في ظل هذا الغباء والجحيم العربي.                                                 
إن المجتمع الفلسطيني لا يقول “هرمنا” كما قالها الشعب التونسي  في ظل ما يسمى بالربيع العربي!!!
الشعب الفلسطيني أيها الساده يقول لكم لقد سئمنا إضاعتكم للبوصله الفلسطينية الحقيقيه, وإنتظرناكم طويلا  من بعد هذه السنوات الخمس على إنقسامكم,سنوات تمر من عمرنا النازف ونحن نسعى للوحده والعوده لصنع أمل جديد يجمع الشعب الفلسطيني ومن خلفه الأمة العربية, وانتم العبيد والمنفذين للأجندات الخارجيه…!!!
فهل بات الضمير ميتا أيها الساده؟,أم النضال بات كما هي صوركم البالية…؟
أما آن الأوان أن نعترف بأننا لسنا إستثناء وبأننا قمنا بأخطاء جمه وكبيره ووجب علينا أن نضع كل أمورنا على الطاوله ونضع إستراتيجيا للمستقبل والأجيال القادمه.
أما آن الأوان أن نعيد التفكير بكل ألإتفاقيات المنعقده منذ أوسلو وحتي اليوم؟؟؟
فمنذ متى لم يجتمع الجلس الوطني الفلسطيني؟؟؟ الذي رحل عنه 60 عضوا بسبب الموت والمرض.
إن المجلس الوطني الفلسطيني ربما بات هو خشبة الخلاص اليوم مما تمر به القضية الفلسطينيه,ربما يكون هو ذلك الجسم المتعالِ عن إنقسامات الفصائل  وبالاخص حركتي فتح وحماس,لهذا نصلي الى الله عز وجل وندعوه بأن تعود اللحمه الى صفوف هذا الشعب قبل فوات الأوان…فهل من شافع لنا في ظل هذا الهوان والجحيم العربي؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى