الأخبار اللبنانية

يوم القدس محطة تاريخية وطنية عقائدية-والقضية الفلسطينية معيار وخارطة طريق

منذ ان اطلق قائد الثورة الاسلامية المباركة في ايران الامام الخميني يوم القدس العالمي 1979 داعيا جميع المسلمين والاحرار في العالم الى رفض الاحتلال الصهيوني ودعم الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني واعتبار يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك مناسبة للتذكير بجريمة العصر، اصبح هذا اليوم مناسبة لاستنهاض الهمم تصديقا لقول الله تعالى “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ‎﴿٧﴾‏الاسراء” والتأكيد ان القضية الفلسطينية هي المعيار والنموذج والبوصلة والفيصل للرؤساء والملوك والسياسيين وقادة الرأي، وتمثل الوجهة الصحيحة والمكان الذي يُشد اليه الرحال، وان هذه القضية لن تموت بقناعة عقائدية قد لا يفهمها البعض، وان تحرير فلسطين قادم لا محال، ويرونه الناس بعيدا ونراه قريبا.
وليس عبثا ان يندفع المقدسيون والقادمون من الضفة الغربية الى القدس لاحياء ليلة القدر وبأعداد فاقت التسعين الفاً رغم التضييق والاعتقالات واخلاء حي الجراح والبطش والقوة المفرطة التي اعتمدتها سلطات الاحتلال لترهيب الفلسطينيين واودت الى اصابة اكثر من مئتي فلسطيني نُقلوا الى المستشفيات، وهو ما استنكره خطيب المسجد الاقصى عكرمة صبري واكد انه لا توجد ضغوطات حقيقية لردع اسرائيل ولا نسمع الا الادنات السخيفة وان الرد سيكون على يد الشباب الفلسطيني…
وفي يوم القدس نقول بإيمان ويقين:
سلام الله على فلسطين وعلى القدس دائماً وابداً
انه صراع ايدلوجي صهيوني عنوانه الادعاء
وامة تحاول ان تنهض من تحت رمال الخذلان
والانطباح والخيانة
ولان الامة تنطلق من قناعات عقائدية لإغناء التجربة الدينية للبشرية
كانت المؤامرة الصهيونية على فلسطين
اشد دهاءً، لعب فيها الاعلام والديبلوماسية
والعسكرة الدور المؤثر…
ولذلك، كانت الانتفاضة الشعبية على ارض
فلسطين ومازالت، من اعظم انجازات
المسيرة الجهادية لتحرير فلسطين، ووضعت الامة
امام مسؤولياتها والدور الذي يجب ان تؤديه
نصرة للقضية المقدسة التي لا تموت.
واذا كانت فلسطين قد تحولت منذ مطلع
القرن العشرين، لاسيما مع النكبة التي اصابت
كيانها الجغرافي والاجتماعي والسياسي على اثر الهزيمة
التي مُني بها النظام الاقليمي العربي من خلال
اخفاقه في منع قيام دولة الكيان الاسرائيلي عام 1948،
فنحن اليوم في وضع اسوأ واشد اخفاقاً نراه
في هرولة الانظمة الى التطبيع مع الكيان الغاصب !!
وفي ذلك بلاء كبير
ونحن اليوم في حالة اشتباك مركزي
بين مشروعين اثنين
مشروع امبريالي صهيوني اميركي لالغاء الهوية
التاريخية لفلسطين
وآخر عربي نهضوي اسلامي
مسيحي تشكل فيه فلسطين حجر
الزاوية للامساك بجغرافية المكان الذي
يضمن الغلبة للانسان الذي يعيش قلب
هذه الجغرافيا.
ولذلك، نرى الصهيونية تسعى الى حالة استرجاعية
تاريخية لما يسمونه ارض “الميعاد” لاسقاط
ابناء الجغرافيا واجتثاث اهلها
ومسح هويتهم وذاكرتهم وتاريخهم
ان اسرائيل لن تكف عن احلامها التوسعية
وخاصة في زمن التطبيع وقد اصبحت
من اهل البيت…
وان فلسطين هي ملك اهلها
لا بل ملك الامة بكل اطيافها الى ان تقوم الساعة
واملنا كبير في نهضة الاجيال الجديدة لرفض الواقع العربي الرسمي

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 10/05/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى