خطوة غير مسبوقة للقاضي بيطار والعبرة في التنفيذ واختصار المماحكات
عمر عبد القادر غندور
اطلق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار جرعة امل غير مسبوقة على قدر امال ذوي الضحايا في انفجار مرفأ بيروت قبل نحو سنة من اليوم، عندما اصدر مضبطة اتهامية بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزراء ونواب حاليين وسابقين وأمنيين.
وتقول المعلومات المسربة ان القاضي بيطار وجه كتابا الى النيابة العامة التمييزية طالبا منها اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق القاضيين كركي ومعلوف لوجود شبهات حولهما في انفجار المرفأ، وان النيابة العامة ستطلع على طلب المحقق العدلي اليوم الاثنين للتأكد من وجود مسؤولية فعلية…
وكان اللافت في الساعات الماضية، تجاوب نقابة المحامين في بيروت مع طلب المحقق العدلي، وستعطي الاذن بملاحقة نائبين محاميين وفق الاصول، في حين اعلن وزراء ونواب متهمون استعدادهم للمثول امام المحقق تنفيذا للقانون .
ورغم ان القاضي البيطار اقدم على خطوة اتهامية لم يسبقه اليها احد، فثمة خشية من الالتفاف على المضبطة الاتهامية الجديدة، كمئات من الملفات المشابهة التي جرى لفلفتها وكأنها لم تكن !!
لذلك نشطت جماعات حقوقية، ورموز الحراك الشعبي لـ 17 تشرين 2019 ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بحماية القاضي طارق البيطار.
الخطوة الاولى اللازمة للتحقيق بجريمة انفجار المرفأ اتخذها القاضي بيطار، ونتمنى عدم وضع العراقيل في مسار التحقيق والاحتماء بالحصانات القانونية وان تستمر هذه التحقيقات لتطال جميع المتهمين ممن لم ترد اسماؤهم في الادعاء الاول وان لا تكون تصريحات اصحاب الشأن الذين اكدوا تجاوبهم واستعدادهم للمثول امام القضاء، مجرد تصريحات صحافية ؟؟
ونأمل ان لا يتكرر ما حصل مع القاضي فادي صوان، بعد مذكرة تقدم بها عدد من المتهمين الذين تكفلت بحمايتهم مراجع سياسية وطائفية ومذهبية لتفادي مقابلتهم بمتهمين كانوا على استعداد لمواجهتهم بوقائع لا يستطيعون التملص منها، ووقائع اخرى تتعلق بالجهة التي استوردت شحنات النيترات ولحساب من ؟ والى اي جهة كانت ستصل ؟ ومن المسؤول عن اعطاء امر احتجاز السفينة في المرفأ ؟ والجهة التي اصدرت امر تفريغ الشحنة في العنبر رقم 12 ؟ ومن هي الجهات التي اهملت التخلص من الشحنة ؟
وتجهيل الجهات التي عملت على استيراد الامنيوم لحساب شركة مختصة بصناعة المتفجرات في موزامبيق وتلقت النيابة العامة التمييزية في بيروت كتابا من السلطات البريطانية تؤكد ان الشركة التي تولت نقل نترات الامنيوم من جورجيا هي شركة وهمية.
كل هذه التفاصيل تجعل التحقيقات بالغة التعقيد وينبغي التركيز على كل الوقائع منذ وصلت الشحنة الى مرفأ بيروت وتفريغها في العنبر 12.
وتخشى جهات مراقبة من هدر الوقت، ومن براعة المتهمين الذين لهم امتدادات سياسية ومذهبية وحصانات وحمايات، وان الوقت ليس في صالح التحقيق بعد مضي 11 شهرا على كارثة المرفأ في ضوء ازمات قاسية يعاني منها الشعب على صعيد قوته اليومي وامنه الغذائي والصحي.
وقد سبق ان عرفت الساحة اللبنانية عددا من محاكمات سابقة لم تصل الى نهاياتها، ومعظم هذه المحاكمات يجري شحنها وتغليفها بأثوابٍ شعبوية واعلامية بنكهة سياسية بحيث لا تصل الى خواتيمها، ونتمنى ان تسلك مبادرة القاضي بيطار المسالك القضائية الخالصة.
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 05/07/2021
