قصص وعبر

فشل النظام\عزام حدبا\فيلم الفتوة

يَقدِم هريدي (فريد شوقي) من الصعيد إلى سوق الخضار في القاهرة مُعدما فتتعاطف معه المَعلّمة حسنية (تحية كاريوكا). أول عمل يكلف به كان جرّ عربة الخضار بدل حمار مريض!! يلحظ هريدي بأنَّ من يحتكر السوق هو المَعلّم “أبو زيد” (زكي رستم). بعد تكليفه بعدة أعمال متواضعة استطاع هريدي الظفر بفرصة عمل عنده بمساعدة من حسنية فيحرص على التقرب منه ليعرف كل طرقه الملتوية للإستحواذ على مزادات السوق بالإستعانة بذوي النفوذ كثريا هانم (ميمي شكيب). حالما تسنح له الفرصة يتركه ويتزوج من حسنية أول من تعاطف معه ويُمسي من كبار التجار بمساعدة من زوجته ومنافسي أبو زيد الذين أعانوه نكاية بالأخير. يدبر هريدي مكيدة في الخفاء لغريمه ويبلّغ عنه بتهمة التهرب الضريبي فيساق الى السجن. تخلو الساحة لهريدي وسرعان ما ينقلب لوحش كاسر اكثر طغياناً من سلفه فيسوم الآخرين- وأولهم من ساعدوه- سوء العذاب.
التفسير
ما الذي اراد صنّاع الفيلم قوله؟؟ ارادوا القول بأنْ الوضع سيبقى على ما هو عليه من ظلم وطغيان ما دام النظام (السيستم) الذي يحكم السوق هو نظام فاسد قائم على الإحتكار والإستغلال!! قطعا سيُنتج ويُفرز لنا ألف “أبو زيد”.. وألف “هريدي” من بعده..
صندوق التفاح
لو كان لدينا صندوق فيه تفاح واخترنا تفاحة بصورة عشوائية ستكون صالحة للأكل. إن عدنا للتفاحة نفسها بعد فترة زمنية سنجدها هذه المرة قد فسدت! هناك ثلاث طرق كي نفهم التحول الذي حصل للتفاحة:
1- قد نتهمها أنها أصلًا فاسدة من البداية، ولكن الفساد لم يكن ظاهرًا وظهر مع أول فرصة.
2- قد نوسع الصورة التي ننظر منها ونجد أن هناك تفاحًا فاسدًا حولها هو السبب في فسادها.
3- قد نوسع الصورة أكثر بأن ننظر للصندوق نفسه والنظام الذي يصنع الصناديق في بيئة ملوثة؛ فكل التفاح سيكون عرضة للإصابة بالمرض. التفاح الفاسد هم الأشخاص الذين يرتكبون الشر، التفاح المجاور المصاب هي العوامل الخارجية المحيطة، أما صانعو الصناديق فهم أركان النظام الذي يتسبب بهذه الظروف المأساوية.
نصيحة
في هذا البلد لن نستطيع تغيير البلد إلى وضع أفضل حتى لو تغيرت بعض الوجوه في الانتخابات النيابية، لن يسمح النظام الطائفي وسيطرة قوى المال والسلطة لأصحاب الخبرة بالوصول إلى المركز المناسب الذي يستحقونه.. علما أن التجارب تشهد بأنهم حتى لو وصلوا سيغرقون في دوامة النظام (السيستم) الفاسد ومتاهاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى