قصص وعبر

الطيز رئيسا”…! قصة قصيرة من التراث الشعبي الألماني

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ: ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻗﻮﺩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﻧﺴﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.
– ﺭد ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ: وﻟﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻱ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ.
– ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ قائلة: ﻋﻠﻰ رسلكم، قد يكون ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺻﺤﻴﺤﺎً، ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺳﺘﻤﻮﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ.
– ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﺒﺪ عقيرته ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﺨﺰﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﻭﻣﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ، ﻭﻣﺼﻨﻊ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ،ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ الحاكم.
– ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻻ.. ﻻ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ النظر والرؤية، ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ.
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ المؤخرة.
ﻗﺎل الطيز: ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ.
وﻫﻨﺎ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ هرج ومرج ورفض لحكم الطيز.
غضب الطيز ﺑﻌﻨﻒ، ﻭﺍنسحب، ﻭﺑﺪأ التخطيط
ﺗﻘﻮﻝ الأسطورة: أغلق الطيز ﺍﻟﻤﻨﻔﺬ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭجلس ينتظر!…
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺗﺘﻜﻮﻡ، وﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ تتراكم، وﺍﻷﻟﻢ يزداد. ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻌﺔ… ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ كالقصف ﻭﺁﻻﻡ.. ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻢ.
بدأت الأعضاء تصاب بالشلل…
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟطيز ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎً حتى قبل أن يتم تنصيبه. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻲ ﺍﻟﻤﺨﺮﻭﻡ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺦ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ…ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺃﺷﺪ ﺿﺮﺍﻭﺓ، ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺃﺟﻬﺰﺓ الجسم ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ.
وﻫﻨﺎ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻃﺎﺭﺉ. ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻗﺮﺭ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﺃﻥ يكون ﺍﻟطيز ﺭﺋﻴﺴﺎً !! *
انتهت الأسطورة.. ولكن حكم الأطياز في الأجسام المريضة صار عادة متكررة ومُستعادة…
(منقولة عن صفحة السيد أحمد السويسي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى