المقالات

إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت – بقلم: صفوان الزعبي

من مفارقات هذا الزمن , وبدل أن تتلهى أدمغة وألسنة تيار المستقبل بالرد على مضمون المؤتمرات الصحفية التي تنسف المحكمة الدولية من الناحية القانونية والتقنية والسياسية نراهم ونسمعهم يصبون جام غضبهم على الرئيس نجيب ميقاتي طالبين منه ما يعلمون يقيناً أنه لا هو ولا هم قادرون على تحقيقه . بالإضافة إلى أن زعيمهم قد اعترف بقيادته لعملية مفاوضات على أساس المقايضة بين المصالحة الشاملة وبين إبطال مفاعيل المحكمة الدولية, ونحن نقول إذا لم تكن هذه الحملة الشرسة على رئيس الحكومة مبنية على منطلقات شخصية وعلى خوف نتفهمه ونؤكد عليه من كون الرئيس نجيب ميقاتي يشكل المنافس الرئيس والأخطر لزعامة تيار المستقبل بسبب ما يتمتع به من قدرات ذاتية وعلاقات دولية وقبول عند مختلف الأطراف السياسية في لبنان.
إذا لم تكن هذه الحملة مبنية على هذه الأسس فهي إما أن تكون إستجابة لأوامر خارجية أو إحدى أنواع الجنون السياسي لأنها تتضمن ما يلي:
1- تصعيد غير مسبوق للخطاب السياسي وتوجيه ضربات تحت الحزام مما يضع لبنان على شفير الهاوية إذ أن الحرب مبدؤها الكلام.
2- شن حروب سياسية في نفس الوقت مع عدة أطراف محلية وإقليمية ودولية قوية وفي مقدمها سوريا وإيران وحزب الله الذي استطاع بمجرد ارتدائه للقمصان السود أن يحقق إنقلاب سياسي كما يقول المستقبليون.
3- تبني سياسة الحزب الواحد ومحاولة مصادرة القرار السني وتوحيد البندقية السنية تحت لواء تيار المستقبل وتقديس الأشخاص وفي مقدمهم الرئيس رفيق الحريري رحمه الله في وقت تتهاوى فيه هذه السياسات في العالم العربي وتسقط أصنامها.
4- قيام بعض الضباط المتقاعدين والنواب الحاليين لتيار المستقبل بتشكيل مجموعات مسلحة تحت ستار الدفاع عن الطائفة السنية في وجه حزب الله وسوريا بينما حقيقة المراد منها إخضاع الشارع السني لرأي تيار المستقبل ومصادرة حرية الآخرين بحجة أنهم عملاء لسوريا وحزب الله.
5- إستغلال تيار المستقبل للشعارات الدينية وبعض الحركات الأصولية عبر دعمها بالمال والسلاح من أجل استخدامها في صراعه الساسي بينما هو تيار علماني وبعض أركانه معادون للدين والمتدينين وهو يطرح نفسه في السوق السياسية كنموذج معتدل وناعم بديلاً عن التطرف والأصولية.
هذه الحقائق وغيرها التي سنضعها تباعاً بإذن الله بين يدي الرأي العام المحلي والدولي وخصوصاً السني ونضعها أيضاً بين يدي حكومات العالم العربي والإسلامي.
ليعلم الجميع أن سياسات تيار المستقبل المتكررة الفشل ستجر لبنان إلى الخراب والطائفة السنية فيه إلى الهاوية.
والمطلوب موقف تاريخي يرد الظالم عن ظلمه ويضع حداً للتهور والإنتحار السياسي.
طرابلس في 25/08/2011م                                               رئيس جمعية الأخوة للإنماء والتربية
صفوان الزعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى