الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” لا يمكننا ان نملي على احدا بأن يأخذ اللقاح او ان يمتنع عن ذلك ونرفض رفضا قاطعا فصل اي شخص من عمله لانه لم ياخذ اللقاح”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في تصريحات صحفية صباح هذا اليوم بأن الكثيرون يسألوننا عن التطعيم الخاص بوباء الكورونا واهمية الحصول عليه ، وجوابنا على ذلك بأن هذا هو قرار شخصي ولكل فرد الحرية المطلقة بأن يتخذ قرارا بالحصول على هذا التطعيم او الامتناع اذا ما رأى ان ذلك مناسبا له .
لا يمكننا ان نفرض على الناس وان نلزمهم وان نقول لهم خذوا التطعيم فهذا ليس من اختصاصنا فهذا موضوع علمي طبي بامتياز كما اننا لا يمكننا ان نحث الناس على ان تمتنع عن اخذ هذا التطعيم فهذا قرار شخصي يتخذه كل انسان وفق قناعاته ووفق المعلومات المتوفرة لديه وبعد استشارة الاطباء وذوي الاختصاص .
الكنيسة تهمها الصحة الجسدية والروحية لمؤمنيها ولكافة الناس ، وكما تهمنا الحياة الروحية الايمانية لابناءنا هكذا تهمنا الصحة البدنية ونسأل الله بأن يزول هذا الوباء غير مأسوف عليه لكي تعود الحياة الطبيعية كما كانت ولكي تزول كافة التقييدات والاجراءات التي اتخذت بسبب الكورونا .
اذن نؤكد مجددا بأن قرار الحصول على التطعيم هو قرار شخصي فلا يمكننا ان نملي على احد ذلك كما اننا لا يمكننا ان نحث الناس على الا يأخذوا التطعيم .
ما لفت انتباهنا مؤخرا ان هنالك مؤسسات تهدد اشخاصا يعملون فيها ممن لم يتلقوا التطعيم بأنهم سيفصلون من عملهم ولن يتمكنوا من العودة الى اشغالهم الا اذا ما حصلوا على هذا التطعيم .
لقد اتصل بنا عدد من الاشخاص الذين لا يريدون اخذ التطعيم وهم احرار في ذلك وهم مهددون بالفصل من اعمالهم واشغالهم واعتقد بأن هذه سياسة ظالمة مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا ، فلا يجوز معاقبة اي شخص وفصله من عمله بشكل تعسفي لانه ليس مقتنعا بالتطعيم ، وليس من العدل حرمان اسر من مدخولها الذي هو اصلا مدخولا بسيطا ومتواضعا مقارنة بالغلاء الفاحش الموجود عندنا .
نطالب المؤسسات التي قررت فصل اشخاص بسبب عدم تلقيهم اللقاح باعادة النظر في هذا القرار الذي لا نعرف مدى قانونيته .
لسنا متهورين فيما يتعلق بالصحة العامة ولسنا من اولئك الذين لا يهمهم صحة الناس لا بل العكس هو الصحيح ولكنني اعتقد بأن معاقبة اشخاص وطردهم من اشغالهم واعمالهم بسبب عدم تلقي اللقاح بأن هذا امر غير انساني وغير اخلاقي واذا ما كانت الكورونا وباء فإن معاقبة الناس لعدم تلقيها اللقاح فإن هذا وباء اكبر .
الكورونا زائلة عاجلا ام اجلا ونتمنى الا تترك هذه الحقبة المأساوية مزيدا من الكوارث والمآسي الاجتماعية في وطننا وفي ارضنا المقدسة .
كفانا ما حل بنا من ازمات اقتصادية ومعيشية حيث ان الكثيرون ليسوا قادرين على تسديد اقساط ابناءهم في المدارس والجامعات وبتنا امام جيش من العاطلين عن العمل، والذي مررنا به خلال حقبة الكورونا وما زلنا انما هي مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى