المقالات

القطب الروسي الصيني يترسم…سعيدي عبدالرحمن \ كاتب جزائري- برلماني سابق وسياسي

تأكد ما كان معلوما عند الكثير من الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية العالمية أن الصين تدعم روسيا في استراتيجيتها وحقها في التنمية وتعزيز مكانتها كقوة عظمى وهذا الاعتراف ثقيل جدا عالميا وهو كلام وزير خارجية الصين أبلغه للرجل الثالث في كرملين سرغي لافروف وزير خارجية روسيا .

من دلالات هذا الدعم أن الصين حسمت كثيرا من المسائل داخل مؤتمر الحزب الشيوعي خاصة قضية النظام العالمي الجديد وقضية تايوان كجزء من الصين والحرب النووية والتعاون الاقتصادي والتنمية والعلاقات الدولية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية .

ومنها الولاية الثالثة للرئيس الصيني وكانت نقطة احراج لا تجعل الرئيس الصيني في طلاقته بالتعبير عن دعمه لروسيا وهو على عتبات نهاية عهدة ثانية وليس له تزكية الثالثة لخمس سنوات القادمة فلما تحصل عليها فهو في كامل حريته وقوته وطلاقته بعد تأييد اللجنة المركزية له وتوسيع صلاحياته وإعطائه صلاحيات جديدة.

عندها كلف وزير خارجيته بتبليغ روسيا صراحة بموقف الصين
الصين أكد دعمها للروس وفلادمير بوتين وهو يدرك أن روسيا اقتربت من حسم المعركة في اوكرانيا .

وكذلك هي رسالة لأمريكا
أن الصين تدعم روسيا وهي تشهد بوادر التدخل الأمريكي ميدانيا وهذا الدعم سيجعل امريكا تراجع خطواتها بدقة وبحكمة.

والصين عبر على امتنانه وشكره وتقديره للموقف الروسي الذي يقف مع وحدة الاراضي الصينية عبر عنه بوتين في رسالة التهنئة للرئيس الصيني اي يوافقه في أي خطوة نحو تايوان واستراجعها
الصين يعتبر نفسه مع روسيا شريك استراتيجي في التنمية في آسيا والمحيط الهادئ ولا يحق لأي أحد أن يقف في طريقهما ويقصد الصين هنا امريكا بلا تأويل
وبهذا الدعم ترسمت الخطوات الأولى لميلاد قطب يشمل إلى الآن آسيا وباسفيك ومع الوقت سيتوسع هذا الحلف إلى مناطق أخرى منها افريقيا .

وهناك نفوذ روسي وصيني بها
يبقى العالم العربي يترنح بين أمريكا ووضعه الداخلي
ولا يمكن للعالم العربي أن يبقى على جهة لا يقوى على البقاء معزولا أو في منطقة تشهد تحولات كثيرة
هناك فرصة للعالم العربي إثبات قدراته الاستقلالية والسيادية في المنطقة مع ترسيم بوادر النظام العالمي الجديد بقطبية جديدة الصين والروس أو اعتلاء منطقة بريكس الاقتصادية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى