الأخبار اللبنانية

ميقاتي ادى صلاة العيد في طرابلس وانتقل الى دار الفتوى

أدى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي صلاة عيد الفطر السعيد صباح اليوم في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، في مشاركة وزير المال محمد الصفدي، وزير الدولة أحمد كرامي، النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، النائب السابق مصطفى علوش، الوزير السابق عمر مسقاوي ،المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وشخصيات سياسية ودينية وعسكرية واجتماعية وأهلية ووفود شعبية من مختلف مناطق طرابلس والشمال.

أم المصلين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي ألقى خطبة العيد وجاء فيها: “أيام العيد هذه أيام فرح وسرور وبهجة، ولا يكتمل ذلك إلا بالتلاقي مع بعضنا وبالتصافي بالتسامح والتحية والسلام، أقبلوا على بعضكم ودعوا الخلافات الشخصية والسياسية وراء ظهوركم واعلموا أن وحدة المدينة والبلد أعظم بكثير من أي خلاف سياسي أو شخصي… نحن مقبلون على أيام عصيبة كما يقول كثير من أرباب السياسة وآمل أن لا يكون، ونحن أحوج ما نكون الى وحدة الكلمة، وتماسك الصف والبنيان وإن أعظم قوة لدينا هي المحبة لبعضنا وشد أزر بعضنا البعض”.

وقال: “نحن مدعوون الى أن نكون سدا منيعا أمام أية فتنة تحاك أو تدبر ونحن ينبغي أن ندرك أن قوتنا الحقيقية تكمن بالحفاظ على السلم الأهلي الذي هو عماد الوطن ومدماكه، والذي لا تقوم البلاد إلا به ، والسلم الاهلي هذا لا يحافظ ويصر عليه إلا الأقوياء الذين يدركون حرمة الوطن والمواطن. أما أولئك الذين يتوعدون ويهددون ويزمجرون فهم ضعفاء المنطق والحجة، وهم الذين يدورون حول أنفسهم ومصالحهم وارتباطاتهم”.

أضاف: “الأقوياء هم الذين يقدمون مصلحة الوطن وأمنه واستقراره على إنتمائهم السياسي والحزبي والمذهبي. الأقوياء هم الذين لا يرعبون الناس ولا يتطاولون على غيرهم بألسنة حداد وعبارات نابية ومشينة، ليس مقبولا ابدا ما نراه ونشاهده على شاشات التلفزة من هذه التصاريح اليومية المتردية، الغريبة عن أدبيات السياسة وأخلاق البلد والوطن، ليس مقبولا ابدا التطاول على المقامات والرئاسات والشرفاء وليس مقبولا أبدا أولا وقبل كل شيء التطاول على الشهداء الابرار الذين علموا وعمروا وبنوا”.

وأضاف: “إن الحرية لا تعني أبدا الاعتداء على كرامات الناس ، وإن الديموقراطية لا تعني أبدا التفكير بإلغاء الآخرين أو تحجيمهم . لبنان هذا البلد العظيم بنبوغ ابنائه، بأدبياته السياسية، بنظامه التعددي وتنوعه الثقافي ونظامه الديموقراطي والبرلماني، لبنان سيبقى عظيما ونموذجا طالما أنه يقوم على المنصفة والتوازن والتعددية، ودون أن يكون هناك أي اعتبار لطائفة على طائفة، ولا لمذهب على مذهب، ولا لحزب على حزب، ولا لحزب على الدولة والوطن، فأمن الوطن مقدم على كل اعتبار وعلى كل حزب وعلى كل منطقة أو طائفة فأمن الوطن واستقراره لا يتحقق إلا بالعدل في الحقوق والواجبات وهذا كفله الدستور، وبالتعيينات وهذا من مهامكم يا دولة الرئيس . نعم من مهامكم ومسؤولياتكم أنتم، وحكومتكم التي ترأسونها هي المسؤولة عن العدل في التعيينات ولا أعني العدل في العدد وكفى، فهذا عدل الضعفاء وإنما العدل في نوعية المركز والمنصب والوظيفة. السفير يقابله سفير، والمدير العام يقابله مدير عام، واللواء يقابله لواء وهكذا، وإن أي خلل يحدث لا يضعف طائفة بعينها ولا منطقة فقط وإنما يضعف الوطن ومستقبله، نعم يعرض الوطن للخلل في التوازن ويعرض الوطن وأمنه وإستقراره، لأنه ينشىء تفاوتا واستشعارا بالقوة على الآخرين”.

وقال: “وهنا أحب أن أعلن بكل صراحة: لا نريد للسنة مراكز أكثر من الآخرين، ولا نريد لطرابلس أن يكون لها أكثر من حجمها ووزنها وإعتبارها السياسي، كما أننا لن نقبل ولن نسكت إذا أعطي الآخرون أكثر من حقهم وحجمهم ووزنهم، مطلق طائفة، مطلق منطقة، مطلق فريق، ينبغي أن يسود العدل والمساواة أرجاء الوطن، وأحب أن أعلن كذلك أن لبنان المزدهر ثقافيا وسياسيا لا يجوز أن يشعر فيه أحد بالغبن ولا بأنه أقليات، ينبغي أن يلغي العدل والمساواة الشعور بالأقليات أو أن هناك أقليات. كلنا مواطنون كلنا متساوون وهذا هو الأمن الحقيقي والأستقرار الحقيقي الذي نطالب به من اجل مصلحة الوطن وأمنه وإستقراره. وقد وعدتم انتم بتحقيقه يا دولة الرئيس”.

وتابع: “بقي علي يا دولة الرئيس، ويا معالي الوزراء والنواب، بقي علي وأنا أقدر جهدكم وحرصكم وأعلم الكثير من نواياكم، وقد سمعت ذلك من دولتكم، بقي علي أن أقول بأن عيدنا لا يكتمل وفرحتنا لا تتحقق إلا بتبنيكم للحقيقة والعدالة. فالمحكمة التي أجمع اللبنانيون عليها في طاولة الحوار لا يمكن أن تكون إسرائيلية المنشاْ والمنبت والمجمعون عليها في طاولة الحوار، وهم دهاقنة السياسة في لبنان وجلُهم يعرف النملة ذكرا أم أنثى، لا يمكن على الإطلاق أن يفوتهم ذلك. هذه المحكمة تنتظر التمويل، وقد أعلنتم بأنكم ستفعلون، وهنا لا يسعني إلا أن أكبر فيكم جرأتكم ورجولتكم وأن أسمع أهل طرابلس ولبنان بأنكم فاعلون، بل وإن دم الشهيد رفيق الحريري في ذمتكم … كما أعلنتم أكثر من مرة. هذه العهود لا يتحملها إلا الكبار يا دولة الرئيس، وانتم أهلٌ لذلك.
نحن الأحرار والشرفاء، ولن أقول لا السنة ولا أهل طرابلس أبدا، الأحرار والشرفاء والحريصون على الوطن لبنان، وعلى أمنه واستقراره، لا يكتمل عيدهم ولا يهدأ لهم بال ولن يريحهم إلا الحقيقة والعدالة. وأذكر أنكم أنتم في حكومتكم الأولى كان لكم شرف إقرار بروتوكول المحكمة. هذا عيدنا في لبنان.
بعد الصلاة تقبل الرئيس ميقاتي والمفتي الشعار التهاني بالعيد في باحة المسجد .ثم زار الرئيس ميقاتي المفتي الشعار في دارته في طرابلس مهنئا بالعيد”.

ومن طرابلس إنتقل رئيس مجلس الوزراء الى دار الفتوى في بيروت، حيث قدم التهاني الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى