كلمة الرئيس الحريري إلى اللبنانيين

إذ أعبر عن شكرت وامتناني لكل مواطن حر التزام مسارنا وقرر رفع الصوت مندداً بمحاولة الهيمنة على قرارنا الوطني ومدينة طرابلس تحديداً، أرى من واجبي في الوقت نفسه إعلان رفضي الكامل لكل مظاهر الشغب والخروج عن القانون التي شوهت الأهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات.

علينا أن نقتدي بيوم 14 آذار 2005 وبسيرة الشهيد رفيق الحريري وأعبر عن استنكاري لما تعرضت له سيارة “الجزيرة” وأناشد أخواني وأخواتي في كل المناطق اللبنانية التزام أعلى دراجات الهدوء والحذر.

الغضب لا يكون بقطع الطرقات والإعتداء على حريات الآخرين مهما كانت الدوافع لذلك.

طرابلس وكل الشمال قال كلمته، كونوا حذرين من الوقوع فيما نحذر منه دائماً، فليس هدفنا ولاى هدفكم أن نكون في السلطة أو العودة الى رئاسة الحكومة وقد سبق أن قلت أن كرامة الوطن والمواطنين هي عندي أغلى من كل مواقع السلطة وهدفنا دائماً أن نحمي الدولة من محاولات الهيمنة على قراراتها وخطنا السياسي من المؤامرات التي تحاك ضده.

ندائي إليكم وطني بامتياز، الخطاب الوطني يجب أن يعلو فوق كل خطاب خصوصاً عندما تصل مشاعر الغضب الى الذروة، وأنتم اليوم شعب غاضب ولكنكم شعب مسؤول عن سلامة لبنان وسلامة الحياة المشتركة بين اللبنانيين. انني أتفهم مشاعركم، وصرخات الغضب التي انطلقت من صدور عامرة بالألم والكرامة معاً، ولكن لا يجوز لهذا الغضب أن يقودنا الى ما يخالف قيمنا وتربيتنا وعقيدتنا.

الديمقراطية لا غنى عنها في التعبير السياسي لدينا. أنتم خط الدفاع الأول. ارفعوا الأعلام اللبنانية فوق بيوتكم، وسأكون معكم في السراء والضراء، وسندافع معاً عن سيادة وكرامة أهله مهما كانت التضحيات ولا تعطوا أي كان ذريعة اللجوء الى الشارع لأخذ مكاسب سياسية.

لا تنقادوا لهذا الغضب مهما عملوا على استدراجكم إليه، معكم سنواصل الطريق وسنبقى تحت راية النظام الديمقراطي لحماية لبنان.