إجتماعيات

وداعًا عثمان عويضة،أحد رُسُل الإنسانية إلى المتألّمين/طرابلس تفتقدك في لياليها المُظلمات ! كتب: د . مصطفى الحلوة

25كانون الثاني 2013،كان يومًا مشهودًا في طرابلس،إذْ كُرِّمَ الطبيب البارع محمد عثمان عويضة،في رحاب مؤسسته،”مؤسسة الصفدي”،التي واكبها ،منذ ما قبل قيامها بعقدين من الزمن،وهي قد أُقيمت في العام 2001.فهو مُلازمٌ الوزير محمد الصفدي،منذ العام 1978،إلى أن أقعده المرض ،في السنوات الأخيرة من عمره.بل هو موثّق عُرى العمل الخيري بين محمد الصفدي والعديد من الشرائح الإجتماعية في طرابلس،لاسيما طلبة المدارس الرسمية.وقد كان المشرف على مستوصف الأمراض الجلدية المجاني التابع لمؤسسة الصفدي،خلال عشر سنوات،معالجًا بضعة آلاف من المرضى المعوزين.
يوم أولتني “مؤسسة الصفدي” شرف الكلام على راحلنا الكبير،لدى تكريمه،قلتُ فيه القليل من كثير،وها إنني أستلُّ من كلمتي بضعة مقاطع:
“هو صاحب ضمير مهني حتى العظم،لم يعقد شراكة مع مُنتَج دوائي،ولم يتواطأ مع صيدلاني،فكانت وصْفاتُه زهيدة الأثمان،عظيمة النتائج الشفائية.ولايزال بعد خمسين عامًا من ممارسة الطبّ مُقيمًا على هذا النهج”
“لم يتقوقع في عيادته ،بل انخرط متطوعًا،لوجه الله،في العديد من مؤسسات المجتمع الأهلي،لا يرجو جزاءًا ولا شكورًا ولا جاهًا زائلًا”
“عن المواقع التي شغلها تطوّعًا،خارج مسؤوليته عن القطاع الصحي في “مؤسسة الصفدي”،رئاسة مجلس إدارة مستشفى الحنان،حين آلت ملكيتها إلى “بيت الزكاة” . كما شغل رئاسة اللجنة الطبية لكل من “جمعية الخدمات الإجتماعية”،وللمستشفى الإسلامي الخيري.إضافة إلى عضويته في بلدية طرابلس،في عهد الرئيس المرحوم محمد ميقاتي .
“هو صادقٌ صدوق،ينضح أمانة ووفاءً بإزاء من تشارك معهم ،عملًا ومسيرة درب. وقد تبدّى ذلك جليًا في علاقته المديدة مع محمد الصفدي،التي ترقى إلى خمسة وثلاثين عامًا.فقد كان دليلهُ ودالَّهُ على مواجع طرابلس وإحتياجات بعض مرافقها الخدماتية.وقد آنس فيه محمد الصفدي إخلاصًا وإندفاعًا في خدمة المدينة”
“وهو الملتزم دينيًا من دون تشدّد ،المتسامح من دون التنازل عن الثوابت،المُعرِض عن حُطام الدنيا وبهارجها،المتواضع الذي لم يُصعّر خدّه للناس..وبكلمة فهو إنسانٌ إنسان”
رحِمكَ الله،أخانا عثمان،بل عميدنا في فريق عمل “مؤسسة الصفدي”،فقد كنتَ ضمير هذه المؤسسة الزاهرة،وجميل الصبر والسلوان لنا ولعائلتك الصُغرى والكبرى، ولجميع محبيك وقادريك ،وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى