المقالات

الكيان يسير بخط النهاية… والأقصى وغزة هي البداية … كتب الاعلامي الدكتور باسم عساف

  
حقاً كما قيل : إن للباطل ساعة.. وإن للحق إلى قيام الساعة... وأيضاً لقد قيل  : حبل الكذب قصير...
*فمنذ مؤتمر بازل اليهودي العالمي في سويسرا سنة 1897 بقيادة تيودور هرتزل وما نتج عنه من تآمر على السلطنة العثمانية وضغوطات على السلطان عبد الحميد بالذات... لأجل تحقيق آمال المؤتمر بإقامة الوطن القومي اليهودي لهم على أرض فلسطين مقابل عروضات مالية ومادية مغرية جداً...*
قد واجهها السلطان بالرفض المطلق، وكانت كلمته الشهيرة : *بأن أي أرض إسلامية قد حررت بدماء الشهداء لا تباع بمال الدنيا وفلسطين والقدس أغلاها...*
وبدأت الألاعيب والمؤآمرات عليه وعلى السلطنة بإستخدام الخونة وضعاف النفوس التي تركع للمال وتعبده، وتسجد للسلطة ولو على قن دجاج، أو بيتٍ للعنكبوت...
*فأدخلت عبرهم فتنة التفرقة والتشتيت الفئوي بدعوة القوميات والعرقيات التي تفصل الشعوب عن بعضها وبإثارة الغرائز والضغائن والتقاليد الجاهلية على حساب العقائد والمبادئ التي إنتهجها خلفاء وسلاطين الأمة الإسلامية الواحدة...*
    لقد أمعن الخونة بأساليب النفاق الشيطاني من داخل إدارة الدولة ومن خارجها ،  ومن خلال الحركات السرية التي إنتمى إليها عبدة السلطة والمال، ليزيدوا الشرخ القومي والعرقي بين أبناء وهيئآت الأمة.. وإستخدام الأساليب التي تعزز الرفض والقرف من الدولة العثمانية..
*تجسد ذلك بعد نتائج المؤتمر الذي دعا إليه  كامبرلن في لندن سنة  ١٩٠٦.. حيث تم الإتفاق على تقسيم الدولة والمنطقة وتفتيت شعوبها بالقوميات وزرع الكيان اليهودي بالمنطقة... حيث ظهرت تركيا الفتاة والعربية الفتاة وبقية القوميات في أطراف أراضيها...*              وتمكنوا من السيطرة على البلاط وإدارة الدولة وإعتقال السلطان عبد الحميد ونفيه خارج البلاد وإستلام القائد الخائن أتاتورك زمام الأمور الذي أدخلها بصراعات قومية ودولية إنتهت السلطنة مع الحرب العالمية الأولى، حيث وزعت تركتها على الحلفاء المنتصرين وقتها، *وأبرزهم فرنسا وبريطانيا التي إقتسمت البلاد العربية والتي جسَّدت الكيان اليهودي على أرض فلسطين بالتعاون مع الخونة والأتباع من عبدة السلطة والمال، الذين زرعوا على عروش الكيانات المصطنعة  حول فلسطين ، ليكونوا حماة الديار للوطن القومي اليهودي والذي تجسد بشكل دويلة من خلال التآمر الدولي عبر الأمم المتحدة التي أنشأووها لإعطاء الشرعية الدولية لقراراتها التي تصب لمصالح اليهود وأتباعهم في العالم...*
وعليه فقد سميت الدول الكبرى الخمس وأعطيت لها صك الڤيتو لأي قرار دولي ، وخاصة الذي يمس بالكيان اليهودي، والدليل عليه أنه لم يتخذ أي إجراء دولي بحق هذا الكيان منذ نشأته حتى اليوم رغم كل التعديات والمجازر وإغتصاب الأرض العربية في فلسطين ودول الطوق... *وذلك بالتفاهم مع الخونة وعبدة المال والسلطة... حيث  أنشأوا لهم نادي الزعماء العرب تحت تسمية (جامعة الدول العربية..)* 
وكانت أهم أهداف إنشائها : تمرير وتمكين الإحتلال اليهودي.. وتسويف أي مواجهة أو إحتجاج عربي من شعوب المنطقة، حيث أشبعوهم دروساً في الحرب النفسية التي قضت على المعنويات والحميَّة بالجهاد لطرد المعتدين الغاصبين ٠٠
*وذلك بنشر مقولة : الجيش الذي لا يقهر... وأن الجندي اليهودي لا يموت...ولا مجال لمواجهتهم حيث تقف قوة العالم معهم...*
وقد إستخدم مايسمى بقادة الدول العربية عقود السلام معهم.. وقوة الحرب مع شعوبهم... وبات السلاح الذي يصرف عليه مليارات الدولارات ونفط الأمة سنوياً بإستعراضات اليوم الوطني... وحماية القصور والمراكز الحكومية... أو لمواجهة إحتجاجات الشعوب العربية... وباتوا جميعاً يحرسون الحصن اليهودي داخل فلسطين وما حولها بسلطات القمع التي أبرمت معظمها معاهدات السلام لإسرائيل.. والتوقيع على عقود الإستسلام وضبط الحدود معها.. وفتح أسواقها ومشاريعها للتمويل والدعم عبر التطبيع الشامل في صفقة القرن...
*لتجسيد مؤآمرة تكريس الشرق الأوسط الجديد، والذي سيحكم الكيان اليهودي العالم من خلاله لما يتمتع بإستراتيجية جيوسياسية ومفاصل بحرية وبرية وجوية.. تربط ثلاث قارات أساسية في الكرة الأرضية.. إضافة لما تكتنزه هذه لمنطقة من : إرث ديني وتاريخي ... وكنوزٍ هائلةٍ من المعادن والمواد الأولية لمجمل الصناعات العالمية... إضافة إلى النفط والغاز بنسبة غالبة على كل المناطق الأخرى... إضافة إلى سوق إستهلاكي كبير جداً لما يملكه سكانه وصرف عملاتهم...*
عوض عن ذلك، فإن هذه المنطقة هي مرجع كل الرسالات السماوية والأديان وتوجه العالم كله إليها وما تحدثه من أهمية دينية وسياحة ومالية وإقتصادية وعلمية... وهذا جميعه تحت السيطرة لمن يهيمن على الشرق الأوسط الجديد.. ليقود العالم بأجمعه.. وليعيش الأمجاد من جديد كما يسميها اليهود بأنهم يستحقون الحياة وحدهم لأنهم (شعب الله المختار...)
*كما أطلق جحا كذبته على الأولاد فصدقوه ثم صدقها هو ... وهكذا يعيش بنو إسرائيل على أنقاض تصديق عبدة السلطة والمال لكذبهم وإفتراءآتهم وألاعيبهم عليهم بأنهم : الجيش الذي لا يقهر... وقد نسوا أن حبل الكذب قصير.. وأن المثل الواقعي يقول : بأن الماء يكذب الغطاس... وأن المرء يكرَم أو يُهان.. عند الإمتحان..*
لقد حان وقت الإمتحان.. وتدفق الماء الذي يصب من أيدي أطفال الحجارة ومن رجال الإنتفاضة.. في عقر توطين اليهود على أرض مغتصبة بالكذب والرياء والإحتيال...
*حيث تنازل الخونة عن إجراء هذا الإمتحان ، مقابل إملاء الكروش عبر العروش.. والتغلط عبر التسلط... وكسب الماديات.. لإماتة المعنويات... وإنتصرت الإرادة على البلادة...وظهرت الريادة مع نشأة القيادة... التي أعطت دروساً بالسيادة... وأكدت النصر.. على خونة صفقة العصر... وإنكشفت الأسرار.. على أيدي الأحرار... وخاصة حجارة الأطفال الصغار... وصدور الأبطال الأبرار...*
لأن المكسب حاصل على جميع الجهات... حين تكون الإرادة موصولة برب القوة والعرش، حيث لا نصر إلا من عنده.. فتكون المواجهة بمبدأ : *إما النصر أو الشهادة وفي الإثنتين الربح الدائم... وهذا وجه سلاح الحق الذي لا يهزم... والحق الذي لايموت... وهنا تكمن الحقيقة التي تدحض كل إفتراء...*
لذا رأينا بالمواجهات الأخيرة في القدس، والأقصى، وغزة، واللد، والخليل، وغيرها من مدن الإنتفاضة الحقيقية...
*التي تقودها الإرادة وليس الإدارة، كما كانت تمثل على الشعوب العربية داخل وخارج فلسطين... الحبيبة لكل المخلصين... وليس المتربصين... ولا للمحتلين الغاصبين... وليس للحاقدين والحاسدين... وليس للمفسدين والفاسدين... الذين تربعوا على العروش لمدى السنين... وهم يسمعون الصراخ والأنين... من شعوب قد أذلوها بتعسفهم المهين...كرمى لعدوهم اللعين... وقد جاء دورهم بالحساب المبين... لتتحرر من سطوتهم فلسطين... وتعود لأبنائها بالحنين... فيكسبوا النصر الحصين... ورضا رب العالمين...*
هؤلاء يرونه بعيداً... والمجاهدون يرونه قريباً.. لأن القناع قد زال وبانت الوجوه على حقيقتها.. وظهرت الصورة جلية بهشاشة هذا العدو الذي عاش على أحلام السيطرة المبنية على الخيانة والكذب والرياء... *وجميعها كالملح الذي يذوب بماء الطهارة.. في القلوب والعقول النضّارة التي حددت طريقها وغايتها وسارت على الدرب الصحيح.. ومن سار على الدرب وصل..*
وما هي إلا أوقات معلومة لتأكيد التغيير الذي ظهر من خلال المواجهات وتخاذل الجنود المدججين بالسلاح الذي لا يجرح... أمام الصدور الفولاذية التي لا تبرح... والمهم معها أن الإرادة القوية هي التي تنتصر بالنهاية...
*وما هذه المشاهد في المواجهات الميدانية والصاروخية المحلية.. إلا الدليل الساطع على أن النصر آت... لأن من يقصف بهذه الحدة وهذا الجبروت على المدنيين والأطفال والنساء العزل.. لهو دليل على الهزيمة النفسية.. التي هي مقدمة للهزيمة العسكرية...*
كما ورد في القرآن الكريم : ... إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون.. وترجون من الله ما لا يرجون...(النساء، ١٠٤) وأيضاً : لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى، ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.. (الحشر، ١٤)
*إن معاني الآيات القرآنية هي عديدة جداً عن صلف اليهود وقتلهم الأنبياء والصالحين وقد وصفهم الباري عز وجل في فاتحة الكتاب التي تقرأ في كل ركعة ومع كل صلاة بأنهم : المغضوب عليهم... وليسوا شعب الله المختار.. كماإخترعوها في تلمودهم الزائف..*
وهذا من واجبات من يدَّعي الإسلام مع لحيته... والعروبة بلبس الكوفية والدشداشة وهي رمز للعرب.. أن يستمع لقوله تعالى : لتجدنَّ أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا ، اليهود ، والذين أشركوا.. (المائدة، ٨٢)...
*إن آياتِ اللهِ عزَّ وجلّ.. ومشاهد مواجهات الأبطال من الرجال.. وصمود النساء والأطفال... أمام جبروت قوى الإحتلال... أليست كافية لخروجكم من الإعتلال... وإنتقالكم من الحرام إلى الحلال.. وأنتم تعلمون أن إسرائيل إلى زوال... وقد ظهر عجزها بكل الأحوال... وجاء أمر الله ذو الجلال... وبأن النصر مع بزوغ الهلال.... ليتم القضاء على الطغيان والضلال...*
إن تباشير النهاية تتجسد مع خطوات البداية  وإسرائيل تخطو في مسيرة بداية النهاية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى