الأخبار اللبنانية

حديث العماد ميشال عون في بنشعي

نعلن استنكارنا الجريمة في بصرما ونقدم واجب التعزية إلى آل فرنجية من خلال معالي الوزير سليمان فرنجية

الذي نقدر موقفه، والذي احتكم إلى القضاء وأعلن أكبر خطاب تهدئة في منطقة لم تستقر بعد نفسيًّا جرَّاء الأحداث. 
وفي المناسبة، يحكى كثيرًا عن المصالحة بين المسيحيين والمجتمع المسيحي، بينما ثقافة بعض الهامشيين في المجتمع المسيحي هي التي تسبب كل المشاكل.
لا يمكن أن نقوم بتربية تقوم على العنف وفي النهاية نتكلّم بالمصالحة. يجب تغيير الخطاب العنفي وتثقيف الناس للترقي، لأن أي تنافس سياسي يقوم على الإستفزاز لا شك سيؤدي إلى صدامات وقتل ومشاكل.
نطلب من كل الفئات وخصوصًا فئة الهامشيين الذين لا يقنتعون الا بوسائل العنف، أنّ هذا ليس الأسلوب. ومبدأ “يا حبّونا يا خافونا” لن يحبِّب أحدًا ولن يخيف أحدًا.
يجب الإقلاع عن هذه العقلية التي مورست خلال عقود عدة على الناس.
وفي المناسبة أكرر تعازيّ لآل فرنجية ولأهالي زغرتا ونحن متضامنون معهم لوضع حد لهذه الجرائم، لأن الاستفزاز الذي صار في بصرما تعمّم على كل مناطق جبل لبنان وزحلة، في سبيل ماذا؟ لم نعرف.
من يريد أن يصلي على أرواح شهدائه لا يستفز الآخرين ولا يقوم بحفلة إعلانية تتحول تجارة بالشهادة لمعركة انتخابية.
هذا الموضوع لن يغري أحدًا ولن يأخذ به أحد، لا بل على العكس سيقوم بشعور معاكس للغاية التي فيها ادعاء أن هذا الجناز سيحققه.
كنا نتمنى أن تكون دعوة إلى الصلاة فيها نوع من التقوى والتأمل كي لا تتكرر الحوادث، وليس دعوة لكي تتكر الحوادث ويبقى مسلسل العنف مستمرًا.

 

س: هناك تخوف من أن تتحول الإشكالات نحو الساحة المسيحية. ما ردكم على المتخوفين وماذا تقولون لهم؟
ج: فليطمئنوا، عندهم قيادات واعية ولا مشكل سيحصل إلا وسنضع له حدودًا.
نأمل الا تحصل حوادث كالتي حصلت في بصرما ويكون هناك قتل. وتعرّضنا لحادث كان فيه نوع من التعبئة الطائفية في جبيل وتجاوزناه. وأيضًا في الجنوب حصل حادث قتل وتخطيناه.
لن نجعل أي حادث فيه أذى ليس فقط للمجتمع المسيحي بل للمجتمع اللبناني ككل، الا وسنضع له حدودًا، إما أن نمنعه وإما أن نحدّ من نتائجه. أيضًا حصل الأمر نفسه في بيصور وقتل الشهيد صالح العريضي.
فإذًا كل هذه الأحداث سنضع لها حدودًا وسنمنع هذه الشبكة التي تترسّخ في مختلف المناطق من أن تشعل لبنان.
أكثر من قوة أذى لا يوجد، لا أحد يستطيع أن يقوم بحرب أهلية ولا أن يشعل حربًا.

س: في طريقك من الرابية الى بنشعي، رأيت المزيد من الصور والأعلام التي علّقت في هذه اليومين، أي بعد الحادث. ما تعليقك؟ هل يريدون الاستفزاز أكثر؟
ج: أعتقد أنها ليست طريقة صالحة ولا أعتقد أنها ستوصل الى البعيد.
الشيء الأهم أن نقابلها باللامبالاة. “ورق، يشيلوا ويحطوا ورق قد ما بدّن. ناس من ورق في كتير”.

س: بالتوازي مع المصطلحات السياسية والحوادث الأمنية على الأرض، هل مرد ما حدث، عدم تضامن قوى 14 آذار وهذه المصالحات. أم هي مصالحات شكلية تترافق مع بعض التوتيرات قبيل الانتخابات النيابية؟
ج: هناك حالتان، اما خطاب المصالحة فيه كذب، وإما أنّ هذه القوى التي تتصالح بعضها مع بعض لا تسيطر على الواقع على الأرض.
فإذًا صار هناك خلايا يتم أمرها من الخارج.

س: هل هناك مسعى إلى مصالحة مسيحية – مسيحية، هل أنتم في هذه الأجواء وهل تتجاوبون؟
ج: أنا شخصيًا لست على خلاف مع أحد والتنافس السياسي سيحصل لأننا في مجتمع ديمقراطي.
إذا كان هذا يحتاج الى مصالحة إذًا فلنلغ النظام الديمقراطي ونعد الى الديكتاتورية، وهذا شيء غير مقبول.

س: كنت مع الوزير فرنجية من السباقين إلى توقيع وثيقة الثوابت المسيحية. لو تبنّت الكنيسة هذا التوقيع، الم يكن في الإمكان تجنّب الحوادث الأمنية بين المسيحيين مثل حادث بصرما الأخير؟
ج: نحن أظهرنا مع الوزير فرنجية كل ايجابية ليس فقط في ورقة الثوابت بل وفي كل المواضيع التي طرحت علينا، ولكن كان هناك رفض من جهة معينة. وأنا تأسفت، لأن لم يعلن عن هذه الجهة وظلّت تعابير الرفض ترد على لسان المسؤولين الكنسيين. كنت أفضل أن يحددوا من هي الفئة الرافضة ومن الذي يحضر دائمًا للصدام.

س: الوزير فرنجية عوّل على القضاء ولكن حضرتك كنت دائمًا تعطي ملاحظات على القضاء منذ أيام مارك حويك والأحداث التي حصلت في اعتصام المعارضة.
ماذا تقول، في ضوء هذا الحادث، في القضاء؟
ج: أطلب منهم كل الدعم حتى يكونوا جديين، إذا تقاعسوا هذه المرة، أيضًا، فهذه مشكلة كبيرة.
وفي المناسبة، ذكرت مارك حويك وعرفنا أن من أطلقوه بكفالة من السجن، أي بطرس فرام، سافر إلى خارج البلاد وتنزّه وعاد وأيضًا قام بمشاكل جديدة.
آسف أن يكون القضاء بليدًا ولا يحدد يومًا لمحاكمته.

س: كيف تنظر الى المسعى الذي بدأت به اليوم الرابطة المارونية بزيارتها بنشعي لإتمام مصالحة مسيحية أو الحديث مجددًا عن مصالحة مسيحية؟
ج: عندما نتحدث عن مصالحة نحدد ما هي أسباب الخلاف حتى نتفاهم عليها.
المصالحة ليست فقط مصافحة، إذا كانت مصافحة فلا معنى لها. نريد أن نعرف ما هو الخلاف ومن يعتدي على الثاني حتى يوقف اعتداءاته؟ من يفرض على الثاني شيئًا غير مرغوب فيه حتى نقول له أنت تتجاوز حقوقك.
الكلام العام لا يشفي غليل أحد. نريد أن نعرف ما هو المطلوب منا. إذا طلبوا مني أن أصالح أحدًا، بماذا أذيته حتى أرد له حقوقه وكيف أعتدي عليه؟
هنا حتى تأخذ المصالحة معناها، يجب أن نعرف على أي شيء سترتكز وماذا يراد منها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى