إجتماعيات

الشباب والمستقبل

بقلم الدكتورة ؛ نفين ابو المعاطي

الشباب هم الحاضر والمستقبل ، وأغلى كنوز الأمة ، وبقدر ما تكون تنشئتهم سليمة وقوية، يكون البناء ناجحًا لذلك يلقى الشباب كل عناية ورعاية ، باعتبار أنهم من يحملون على عاتقهم مسئولية البناء والتعمير والتنمية؛ فالشباب هم الثروة الحقيقية للمجتمعات والمحرك الأساسي لتحقيق التقدم والرقي .
وشهد الشارع المصري في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في إنتشار ظاهرة التطرف الفكري على نحو لم يكن مألوفاً من قبل في المجتمع بما تتضمنه تلك الظاهرة من تزييف لوعي للمواطنين وتهديد صارخ لأمنهم وسلامتهم لذا أصبح من الضرورة الاهتمام بهذه الظاهرة لمحاولة الحد منها والتدخل لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة حفاظاً على أمن المجتمع وسلامة أفراده.
فانتشار التطرف الفكري ما هو إلا حرب ضد الطاقات والعقول المفكرة من شباب الأمم الذين يعدون الكنز الحقيقي لأي أمة أو دولة فهم أملها ، ومحط أنظارها ، فالشباب هم عماد أي دولة وبناة مستقبلها ، وهذا يؤكد خطورة التطرف الفكري الذي يهدف إلي تزييف الوعي الفكري للشباب بصفة خاصة وكل فئات المجتمع بصفة عامة .
ولمواجهة ظاهرة ظاهرة التطرف الفكري لابد من الاهتمام بتنمية قيم المواطنة والانتماء لأن تنمية هذه القيم ضرورة إنسانية وفريضة وطنية وعصرية ومطلباً أساسياً من متطلبات إعداد المواطن الصالح ؛ الذي يعد بدوره الهدف الأسمي لحماية الشباب من الإنزلاق في براثن التيارات الفكرية المتطرفة التي تهدف إلي تدمير عقولهم وتحولهم إلي أدوات يتم استغلالها في شتي الجوانب التي تعوق تقدم المجتمع وإزدهاره, فتنمية قيم المواطنة والانتماء يساعد الشباب علي مسايرة التقدم العلمي والتطور التكنولوحي الهائل ومواكبة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الهائلة التي اجتاحت المجتمع المصري في الأونة الأخيرة , والتي أثرت بدورها في كافة مجالات الحياة.
لذا نجد أن تنمية قيم المواطنة والانتماء مطلب حيوي ومهم من أجل إعداد أبنائنا لتحمل أدوارهم والقيام بها على خير وجه للمساهمة في بناء المجتمع وتقدمه ورقيه .إذ يقاس نمو الفرد ونضجه الاجتماعي بمستوى الوعي والفهم والمسئولية تجاه ذاته ومجتمعه. فالشباب الواعي يعمل علي تنقية الواقع الاجتماعي من الأمراض الاجتماعية والإنحرافات السلوكية والفهم الخاطئ للأمور والقضايا الاجتماعية والسياسية.
كما أن تنمية وغرس قيم الولاء والانتماء الوطني لا يمكن أن يتم إلا من خلال منظومة متكاملة تتضافر فيها الأدوار والجهود بين الجهات الرسمية وغير الرسمية والهيئات العلمية والأسرة والمسجد والكنيسة….الخ ؛ فالانتماء الوطني ليس مجرد شعاراً يقال بل هو السلوك الذي يجسد القيم الوطنية التي تتمثل في الاعتزاز بالرموز الوطنية والالتزام بالقوانين والأنظمة السائدة والمحافظة على ثروات الوطن وممتلكاته والتمسك بالعادات والتقاليد والتضحية دفاعاً عن الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى