الجسر في حديث الى الصياد

كلام النائب الجسر، جاء في حوار مع الصياد، جاءت وقائعه على الشكل التالي نصه:
ما هي الشروط الفعلية التي تضعها ١٤ آذار لكي تشارك في الحكومة؟
– ما اعرفه ان القرار المبدئي هو في عدم المشاركة. ولا توجد اية شروط من قبلنا في هذا الموضوع، لاسباب مبدئية من ضمنها ان ما جرى في الحكومة لجهة استقالة الوزراء والاطاحة بها شكل نقضاً لمفاهيم الوفاق التي جرى التفاهم عليها في اتفاف الدوحة. هذا الاتفاق كان ينص على عدم التعطيل، وعدم الاستقالة. ما جرى انهم عطلوا في البداية عمل الحكومة، ومن ثم استقالوا واسقطوا الحكومة. لذلك فان المشاركة في الحكومة الجديدة هي بمثابة اعتراف بمشروعية الانقلاب. وعليه، قررنا عدم المشاركة.
الحوار مطلوب
في هذه الحالة، ماذا ذهب يفعل الدكتور سمير جعجع، وقبله الرئيس امين الجميل، لدى الرئىس المكلف نجيب ميقاتي؟
– قبل البحث في هذه النقطة، لا بد من الاشارة الى ان ما قدمته كتلة تيار المستقبل، واعلنه رئيسها فؤاد السنيورة، لم يكن مجموعة شروط للمشاركة في الحكومة، بل هو عبارة عن موقف سياسي. وقد طلبنا من رئيس الحكومة المكلف ان يحدد موقفه من النقاط التي عرضناها. اما بالنسبة لمحادثات الدكتور جعجع، فانا شخصيا لا اعرف ما اذا كان مكلفا بالمهمة من قبل ١٤ آذار. لكن، من حيث المبدأ، قرار عدم المشاركة لا يعني اننا سنقطع الحوار مع اي طرف. الحوار سيبقى قائما ولا اشكالية حول استمرار الحوار في كل الظروف. وباعتقادي ان الدكتور جعجع شاء ان يستمع الى وجهة نظر الرئيس المكلف وان ينقلها الى قوى ١٤ آذار. ولا اعتراض بتاتا على مثل هذا الامر.
من الواضح ان الحوار هنا يدور حول امكانية المشاركة في الحكومة. وقد سمعنا ذلك بوضوح من الرئيس الجميل، وفعاليات في حزب الكتائب؟
– الرئيس الجميل اوحى في البداية بامكانية المشاركة، لكنه عاد واوضح ان المشاركة او عدمها ستكون بناء على قرار موحد من قبل ١٤ آذار.
نقاشات داخل ١٤ آذار
هل يوجد رأيان حاليا في ١٤ آذار حول المشاركة او المقاطعة؟
– في اي تجمع سياسي يمكن ان يكون هناك اكثر من رأي. لكن في النهاية يجب ان يكون هناك قرار واحد. وحتى ضمن كل فريق من مكونات ١٤ آذار، هناك اكثر من رأي. وكل طرف يطرح وجهة نظره. لكن في النتيجة سيتم اعتماد رأي موحد لقرار واحد. وبالنتيجة، لا يوجد رأي مخطئ ورأي سليم، فكل رأي له مبرراته ويتم عرضها بوضوح. وحتى ضمن فريق المستقبل نفسه، كانت هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع، قبل ان نخرج برأي واحد حول عدم المشاركة.
اذن يوجد حوار حاليا داخل ١٤ آذار حول المشاركة او عدمها؟
– الحوار موجود. لكن المهم هو ان نخرج في النتيجة بقرار موحد. وهذا ما سنفعله.
نريد موقفا من ميقاتي
كيف تطلبون من الرئيس المكلف اتخاذ مواقف مسبقة تتجاوز صلاحياته، مثل قضية المحكمة الدولية وملف السلاح. هذه القضايا هي من اختصاص مجلس الوزراء مجتمعا، وفق الدستور؟
– نحن لم نطلب من الرئيس ميقاتي موقفا يتجاوز الدستور.
نحن طلبنا موقفا سياسيا من قضايا محددة. الموقف السياسي شيء، والقرار داخل مجلس الوزراء شيء آخر.
اذن، انتم تريدون من الرئيس ميقاتي ان يحدد موقفه الشخصي من الملفات المطروحة؟
– صحيح. نحن نريد ان نعرف موقفه. وعلى سبيل المثال، قال لنا الرئيس ميقاتي خلال المشاورات ان لا مشكلة لديه في موضوع السلاح غير الشرعي، وضرورة سحبه. لكنه لم يعطنا موقفا واضحا من ملف المحكمة، لانه اعتبر ان هذه مسألة خلافية يجب ان تحل باجماع اللبنانيين.
الموقف من المحكمة
أنتم، كيف تنظرون الى ملف المحكمة. الا تعتبرون انه ملف خلافي؟ الا يحتاج هذا الملف الى اجماع؟
– طبعا هذا الموضوع يحتاج الى اجماع في الحالتين، بمعنى اذا كنا نريد فك ارتباط لبنان بالمحكمة نحتاج الى اجماع، والعكس صحيح، اذا اردنا الابقاء على الوضع القائم. لكن، حاليا قررنا سابقا وبالاجماع دعم المحكمة. فاذا كنا نريد اليوم تغيير هذا الواقع يجب ان نؤمن اجماعا على هذا الامر.
موقع الحريري
لماذا يطلب الرئيس الحريري من الرئيس ميقاتي عدم الاقدام على خطوة كان الرئيس الحريري نفسه سيقدم عليها؟
– ما قيل عن وجود ورقة موقعة كلام غير دقيق، ولو كانت هذه الورقة موجودة لجرى ابرازها. طبعا، كان هناك مشروع لايجاد حل، لكن هذا المشروع يتضمن جزئيات عديدة، وهو ينبغي ان ينفذ كمشروع متكامل، وليس بالامكان انتقاء بعض جزئياته لتنفيذها.
هل من المسموح للرئيس ميقاتي ان يفاوض حول المشروع نفسه على امل الوصول الى تنفيذه؟
– لا احسد الرئيس ميقاتي على وضعه. واريد ان اشير الى ان ما يستطيع ان يقوم به الرئيس الحريري في هذا الموضوع بالتحديد، لا يستطيع ان يقوم به الرئيس ميقاتي.
لماذا؟ هل لان الرئيس الحريري هو ولي الدم كما قيل، ولانه يمثل تيارا سياسيا متضررا من الاغتيالات بشكل مباشر؟
– هذا صحيح. هناك جانب شخصي في هذه المسألة يستطيع ان يتنازل عنه الرئيس الحريري، ولا يستطيع احد سواه التنازل عن هذا الحق.
العلاقة مع سوريا
كيف تنظرون اليوم من موقعكم الى العلاقة مع سوريا؟
– نحن من اكثر الناس وعيا لمسألة حسن العلاقة مع سوريا. واريد ان اعيد التذكير مرة بعد، اننا في ١٤ اذار ٢٠٠٥، وفي قمة الغضب، القت السيدة بهية الحريري كلمة تيار المستقبل، وقالت يومها لن نقول وداعا سوريا، بل نقول الى اللقاء. الامر الاخر، هو ان الرئيس السنيورة، وبعد الفوز الكاسح في انتخابات العام ٢٠٠٥، اختار سوريا ليقوم باول زيارة له الى الخارج. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل حاول عبر الاتصالات ولم يكن هناك اي تجاوب. اقول هذا لأؤكد اننا مقتنعون بضرورة حسن العلاقة مع سوريا.
هل خاب ظنكم اليوم، بسبب عدم التجاوب السوري مع مساعيكم؟
– لا اريد استخدام عبارة ان ظننا خاب. نحن مقتنعون بأنه لا بد من ضمان حسن العلاقة مع سوريا، لاسباب عديدة، منها اسباب تاريخية وجغرافية. لكن، وبعد ان خطونا عدة خطوات، يبدو ان هناك خللا ما، ينبغي ان نعالجه.
بري شاطر ولكن…
ما المشكلة اذن، الرئيس بري يقول ان الحريري تلقى دلالا سوريا لم يحظ به هو طوال ثلاثين عاما من العلاقة مع دمشق، وان الحريري لم يعرف كيف يستفيد من الفرصة التي اتيحت له؟
– اعترف ان الرئيس بري شاطر. لكن اريد ان اعرف ما المقصود بالدلال في السياسة، ومع تحفظي على استخدام مفردة الدلال، في علاقات الدول، مفهومي للمقصود هنا، هو ان تكون سوريا قد تجاوبت مع الطروحات التي قدمها الرئيس الحريري، الامر الذي لم يحصل بتاتا. فأين الدلال هنا؟
امر عمليات خارجي
برأيك، من أخرج الرئيس الحريري من السلطة. الرئيس بري يتهم اميركا. الرئيس الحريري المح الى مسؤولية دمشق مستخدمة ادوات محلية؟
– الرئيس الحريري لم يتطرق الى تسمية احد، بل تحدث عن امر عمليات خارجي، وانا لا اريد ان اسمّي لان لا معلومات مؤكدة لدي. لكن ما اعرفه ان قوى ٨ اذار نفذت هذا الامر، ومن المعروف ان قيادات هذه القوى لها علاقاتها مع سوريا وايران.
السلاح موضع خلاف
هل تعتبر ان سلاح حزب الله بوضعه القائم، قد حصل اليوم على شرعية كاملة بعدما اصبحت الاكثرية النيابية الى جانبه؟
– طاولة الحوار الوطني ما زالت قائمة حسب علمي. واحد بنودها الاساسية الاستراتيجية الدفاعية.
الامر الثاني هذا الموضوع طرح على طاولة الحوار لانه يشكل مسألة خلافية، ليس بسبب بعدها المقاوم، بل بسبب استخدام السلاح في الداخل، او التهديد به. في البعد المقاوم، انا على يقين من وجود اجماع لبناني عليه. لكن هل يستطيع احد ان ينكر ان هذا السلاح، وفي مكان ما، تسبب بالقلق والخوف للبنانيين، وجرى التهديد به؟ وعلى سبيل المثال، ما سمي بظاهرة القمصان السود. الا يعتبر ذلك تهديدا؟ لذلك هناك اشكالية حول وضع هذا السلاح. وهنا اكرر ما سبق وقلته انه بمجرد موافقة حزب الله على مناقشة هذا الموضوع على طاولة الحوار فهذا يعني الاعتراف بأن هذا الموضوع هو محل خلاف. كذلك، فان موافقة حزب الله على التحاور حول السلاح خطوة ايجابية بحد ذاتها، حتى لو انني لست متفائلا بحل هذه المسألة في وقت قصير.
هل تعتبر ان وجود السلاح ساهم في انتقال الاكثرية النيابية من ضفة الى ضفة اخرى؟
– عندما يتم الانتقال من موقع الى آخر بين ليلة وضحاها، كيف نستطيع ان نفسر ذلك. من جهتي، لا اعرف وصفة سحرية تستطيع ان تنجز مثل هذا الامر.
اغتيال سياسي
تحدث الرئيس الحريري عن محاولة اغتيال سياسي. اين تكمن مؤشرات هذا الاغتيال؟ وهل تعتبر ان المحاولة نجحت في خطوتها الاولى من خلال اقصاء الحريري عن السلطة؟
– لا احد يستطيع ان ينكر وجود انقلاب سياسي. وقبل ذلك حاول الفريق الآخر التعدي على صلاحيات رئاسة الحكومة من خلال تحديد جدول اعمال مجلس الوزراء في ما خص مسألة شهود الزور. تلك المحاولة شكلت مؤشرا على استهداف هذه القوى للرئيس الحريري. بالاضافة الى كل المواقف المعطلة التي اتخذتها هذه القوى منذ تشكيل الرئىس الحريري للحكومة. وحتى محاولات تشويه تحركات الغضب في الشارع تصب في الخانة نفسها. ولا اريد ان اتهم احدا، لكنني اعرف تماما، انه كانت توجد محاولات للاساءة الى صورة سعد الحريري في الشارع.
هل تريد ان تقول ان اعمال الشغب قام بها مندسون عن سابق تصور وتصميم؟
– نعم، انا متأكد من ذلك.
تطورات المنطقة
اخيرا، كيف تقرأ ما يجري في المنطقة، وما مدى تأثيره على لبنان؟
– كل المنطقة تتأثر ببعضها، لانها تخضع لثقافة واحدة، وتخضع كذلك لانواع حكومات متشابهة. الواقع المعروف في العالم العربي انه لا توجد حريات ولا توجد ديمقراطية، وهناك قهر وحرمان اجتماعي. لذلك اقول، انه اذا كان ما يجري اليوم من تحركات شعبية هو نتيجة حركة ذاتية نابعة من الناس، فهذا يعتبر ظاهرة صحية. اما اذا كانت التحركات مدفوعة من الخارج، فهذا يعني انها خطرة.