الأخبار اللبنانية

قداس رأس السنة في كنيسة مار مارون العقبة زعرتا

احتفل سيادة المطران جوزف معوض النائب البطريركي العام على رعية اهدن- زغرتا بقداس رأس السنة في كنيسة مار مارون العقبة زعرتا . وقد عاونه الاب بول الدويهي والاب ميلاد عبّود وحضره حشد من المؤمنين . وخدم القداس جوقة الرعية .
بعد الانجيل المقدّس القى المطران معوض عظة جاء فيها :”
في اليوم الاول من السنة الكنيسة تصنع  عدّة تذكارات : التذكار الاول ،كما سمعنا في الانجيل، هو في مناسبة ختن المسيح التي تذكرنا بان الختن هو علامة في العهد القديم تدل على انتماء الشخص الى جماعة العهد ، شعب العهد الذي ابرمه الرب بينه وبين الشعب في سينا . كما انه في اليوم الثامن سمّي باسم يسوع ،ونحن في اليوم الثامن بعد الميلاد،والاسم في الكتاب المقدس يدل على هوية الشخص ورسالته ، اسمه يسوع اي الله يخلصنا يعني ان هويته ورسالته ان يخلص البشرية من خطاياها ويجدد ويرمم علاقتها مع الله .”
أضاف:” ايضا في هذا اليوم اليوم الاول من السنة الكنيسة تصنع ذكرى السلام في العالم . فنصلي من اجل ان يحلّ السلام في العالم وفي القلوب وفي المجتمع وفي العالم . وقد درجت هذه العادة من ايام البابا بولس السادس سنة 1968 حين دعا من أجل ان يكون الاول من هذا العام 1-1-1968 يوم السلام وطلب الصلاة من أجل السلام وطلب ان يكون كل اول يوم من السنة هو ايضا يوم للصلاة من أجل السلام .والكنيسة من وقتها كل اول يوم من السنة تصلي من اجل السلام والبابا في هذه المناسبة يصدر رسالة ايضا كل سنة  ، هذه السنة اصدر رسالة بعنوان “طوبى لصانعي السلام فانهم أبناء الله يدعون ” نحن تأملنا نستوحيه من هذه الرسالة التي يوقف فيها البابا أولال عند بعض الاخطار التي تهدد السلام ومنها الصراعات والحروب الدموية ،التي هي ايضا نحن نلمسها وليست بعيدة عنا خاصة في الدول المجاورة ، ومما يهدد السلام أخطار الارهاب والاجرام والاصولية ، الاصولية التي هي تستخدم الدين من أجل أغراضها الخاصة ومن أجل مصالحها والتي تشوه صورة الدين الذي يدعو الى الشركة والمصالحة في حين ان الاصولية تستخدم الدين للتفرقة .”
وتابع :”يذكرنا البابا انه امام هذه المخاطر السلام هو طوق داخلي في قلب كل انسان يرغب في أن يعيش حياة هانئة ، والسلام هو ايضا مطلب ادبي اي الضمير والشريعة الالهية هي التي تدعونا كل واحد من واجبه ان يسعى الى السلام .كيف يتحقق السلام ؟ أن البابا يعرض عدّة متطلبات نذكر البعض منها  المتطلب الاول هو السلم من أجل تحقيقه يتطلب الشركة الشخصية مع الآخرين ، مع كل الاخرين من أي دين انتموا ومهما كان انتماءهم السياسي أو غير السياسي أو الاجتماعي وكون كل البشرية تشكل عائلة واحدة الله خلقها فالجميع من مختلف الاديان والانتماءات مدعوين ان يعيشوا معا وان يبنوا العيش معا . ومن أجل ان نعيش مع بعضنا البعض ونبني الاخوة بين بعضنا البعض فهذا يتطلب مرتكزات أربعة ، يعود ويذكر بهم البابا وقد ذكرهم البابا يوحنا الثاث والعشرون في رسالته “السلام في الارض ” ويذكرنا بهم اليوم البابا بندكتوس السادس عشر هذه المرتكزات الاربة هي : الحقيقة أي كي استطيع الدخول في شركة مع الآخر شركة أخوة صادقة يجب أن يكون لدي صدق وشفافية . الركيزة الثانية هي العدالة : اي لنتمكن من الدخول بشركة مع  بعضنا البعض يجب أن يحترم كل واحد حقوق الآخر وواجبات الآخر . الركيزة الثالثة هي الحرية أي علي احترام حرية الاخر برأيه ودينه كي اتمكن من الدخول معه بشركة أخوية . والركيزة الرابعة هي المحبة التي تجعلني اتضامن مع الاخر باحزانه وافراح واتضامن معه بحاجاته فاقدم له المساعدة واتلقى ايضا هذا التضامن والمساعدة منه.”
تابع معوض:”المتطلب الثاني هو من أجل تحقيق السلام عيش الشركة مع الله وفي هذه الشركة انال نعم الفداء التي تحررني من الخطيئة وهذه الخطيئة هي العدو الاول للسلام فهي تظهر في أشكال متعددة ان من خلال الانانية أو من خلال الجشع والارادة بالسيطرة على الآخرين ومن خلال العنف .
اما المتطلب الثالث للسلام فهو الدفاع عن الحياة من اللحظة الاولى من تكوينها وحتى نهايتها ويركز الباب ويشدد على ان الدفاع عن الحياة يقتضي بشكل خاص احترام الاجنة ، عدم قتل الجنين في بطن الام لان الجنين كائن أعزل وكائن بريء وقتل الجنين يولد ضررا في المجتمع لا يعوّض لان ما من أحد يستطيع اعادة كائن الى الحياة .
والمتطلب الرابع هو احترام الحرية الدينية . وتتضمن احترام حرية اختيار الدين للآخر والشادة له واعلان تعاليمه والقيام بنشاطات خيرية اجتماعية وغيرها من وحي هذا الدين . وهذا لا يعني ان كل الاديان متساوية لان ه وحده المسيح هو الطريق والحق والحياة ولكن هذا يعني احترام حرية الكائن البشري .”
وختم معوض:”ونحن اليوم نصلي ليسوع المسيح كي تكون سنة 2013 سنة مليئة بالسلام وهذه مناسبة لنوكل هذه السنة لله . لان كل يوم جديد  يعطينا اياه الله علينا ان نستفيد منه لنتقدم اكثر في القداسة لان أبديتنا مرتبطة بطريقة حياتنا على الارض وبكيفية عيش الوقت الذي يعطينا اياه الله . كما اننا مع بدء كل عام جديد نسمع بالتنبؤات فبالنسبة للمسيحي وحده الله هو سيد الحياة وسيد المستقبل وسيد الزمن ونحن نؤمن باننا لا نعلم ما سيحصل 2013 وماذا تخبىء لنا الا اننا نؤمن ان عناية ربنا ترافقنا في كل هذه الايام وهويساعدنا في ظروف الحياة وهذا ما يملينا سلام ورجاء.ونطلب من الرب ان نكون نحن ايضا صانعي سلام.”
وبعد القداس تقبل المطران التهنئة بالسنة الجديدة من المؤمنين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى