الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي في حفل توزيع منح متفوقي الثانوية العامة: أدعو الطلاب إلى إبعاد أنفسهم عن الإنقسامات التي يشاهدون فصولها بين السياسيين

دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الطلاب “إلى إبعاد أنفسهم عن الإنقسامات التي يشاهدون فصولها بين السياسيين وعلى الشاشات والمنابر وإلى المثابرة على تحقيق أحلامهم ببناء مستقبل واعد ونجاح كبير، من دون السماح للإنقسامات السياسية والطائفية والمذهبية والآفات الإجتماعية بأن تلوث طهارة أفكارهم وطموحاتهم”.

وتوجه إليهم بالقول “حافظوا على إيمانكم بلبنان لأنه أمانة في أعناقكم ولا تتركوا حلم الهجرة يرسخ في بالكم، فأينما حللتم فأنتم لبنانيون فاعملوا لتحافظوا على وطنكم”.

وكان رئيس الحكومة يتحدث ظهر اليوم في السرايا في خلال رعايته الحفل السنوي لتوزيع “منح متفوقي الثانوية العامة – الدفعة الثانية عشرة” في حضور وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، ورئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين وعدد من رؤساء الجامعات والأكاديميين وأهالي الطلاب المتفوقين.

النشيد الوطني ثم كلمة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة وأمل فيها “بأن يصبح هؤلاء الطلاب المجلين من الباحثين اللامعين ليقوموا بالأبحاث في لبنان “لافتاً إلى “أن المنح هي إسهام لامع من الدولة اللبنانية في تثبيت أقدام أفضل الطلاب في وطنهم الأم”.

ثم ألقت الطالبة مريم محمد السارجي كلمة الطلاب المتفوقين فشكرت فيها الرئيس ميقاتي والمجلس الوطني والجامعات اللبنانية التي إحتضنت الطلاب في الدراسة الجامعية معاهدة الإستمرار بالعطاء والتفوق.

بعد ذلك ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة كلمة أشار فيها إلى “أن نجاح برنامج دعم المتفوقين مرتبط بجدية إلتزام الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية تأمين أفضل شروط القبول والدراسة والدعم المادي للطلاب”.

وزير التربية

وألقى وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب الكلمة الآتية: لا شك أن شعوراً بالفخر والإعتزاز يغمرنا جميعاً اليوم ونحن نتطلع إلى هذه الوجوه الشابة المستبشرة بما حققته من النجاح في تحصيلها العلمي وما تصبو إليه من تحقيق الآمال في المستقبل. وغني عن القول بأن هذا التفوق الدراسي الذي حققتموه لم يأتِ من فراغ، بل هو محصلة جد وإجتهاد ومثابرة وتنظيم، تطلب شهوراً طوالاً قضيتموها على مقاعد الدراسة وبين دفات الكتب ورفوف المكتبات وشاشات الكمبيوتر لكي تعطوا للتفوق معنى. وها أنتم اليوم يشار إليكم بالبنان. وإن كان إجتماعنا اليوم للإحتفال بهذه الكوكبة من أبنائنا المتفوقين فلا بد لنا أيضاً من تهنئة إدارات المدارس والمسؤولين فيها وكذلك الأساتذة والمعلمين الذين جهدوا وجاهدوا لينهل أبناؤنا من معين العلم الصحيح ولينيروا لهم الطريق مسلحين بالشعور الوطني الذي لم يكن ليترسخ في النفوس إلا من خلال التربية الوطنية الحق.

أضاف: إن مسيرة التعليم والتعلم في القرن الحادي والعشرين في لبنان بل وفي الوطن العربي كافة يجب أن لا تبقى أسيرة التعليم التقليدي أي مجرد ذاكرة تظل مرتهنة ببقاء اللوح والورقة والقلم، بل إن عليها مواكبة التطورات الحديثة والتغيرات المستمرة في أنماط كسب المعرفة والتجدد الدائم في أشكالها وفي الأساليب والوسائل الميسرة لها. ومن هذا المنطلق كان سعينا في وزارة التربية والتعليم العالي من أجل تحديث الشأن التربوي في لبنان عن طريق الإستخدام الإيجابي والمنظم للتكنولوجيات الحديثة في التعليم والتعلم وفي جميع مكونات النظام التعليمي، ومن ثم العمل على إعداد الطلبة وتحفيزهم لأخذ مواقعهم في المستقبل بوصفهم مواطنين يتمتعون بإمكانات وكفايات مميزة ومهارات عالية.

وقال : ولعل هذه الدفعات المتتالية من طلابنا المتفوقين على مدى السنين الماضية هي خير دليل على مدى نجاح وفعالية نظامنا التعليمي المتجدد الذي نقول بتواضع أنه يوازي أرفع مستويات التعليم في البلدان المتقدمة. وهل كان ذلك ليتم لولا هذا الجهد الموصول لدى القيمين على ميدان التعليم الرسمي والخاص في لبنان ومواكبتهم لكل ما يطرأ من المستجدات في حقل تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الأنشطة التربوية الحديثة. لقد دأب المجلس الوطني للبحوث العلمية مشكوراً على تنظيم هذه التظاهرة العلمية التي نحتفل بها اليوم والتي باتت محطة سنوية يترقبها التربويون ويغتبط بها التلامذة المتفوقون لما توفره لهم من منح قيمة تتيح أمامهم الفرص لتحقيق آمالهم وطموحاتهم في متابعة الدراسة الجامعية في أرفع مؤسسات التعليم العالي. وأود هنا أن أنتهز هذه المناسبة لتهنئة المجلس الوطني للبحوث العلمية على جهوده في هذا السبيل وما حققه من الإنجازات في خدمة العلم والتعليم وسهره على دعم البحوث العلمية في لبنان، وهو ما يدفعنا للمطالبة برفع موازنة هذا المجلس لتمكينه من أداء رسالته النبيلة وبخاصة دعم المزيد من أبنائنا الباحثين الشباب كهؤلاء الأبناء المتفوقين الذين نكرم اليوم.

الرئيس ميقاتي

وألقى الرئيس ميقاتي الكلمة الآتية: نلتقي اليوم لكي نكرّم طلاباً متفوقين في الإمتحانات الرسمية، وهو تقليد سنوي لتوجيه التحية إلى هؤلاء الطلاب على تفوقهم، وتوجيه رسالة إلى كل شبابنا وشاباتنا .يشكل العلم مدماكاً أساسياً في بناء لبنان ورسم مستقبل أجياله. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها على كل المستويات فإننا نحمد الله أن التعليم في لبنان لا يزال بخير. ولا بد هنا من توجيه التحية إلى الأهل أولاً الذين يكافحون ويكدون لتأمين العلم لأولادهم، ويعطونه الأولوية في حياتهم، ويضحون لأنهم يعتبرون العلم هو الزاد الحقيقي الذي يقدمونه لأولادهم. التحية أيضاً للمؤسسات التربوية التي تواجه أيضاً الظروف الصعبة وتصر على الحفاظ على المستوى التعليمي الجيد وتشارك الأهل في تحمل الأعباء. كذلك التحية لأفراد الهيئة التعليمية الذين يضحون أيضاً في سبيل تأمين التعليم الجيد ونأمل أن تمكننا الظروف من تحقيق مطالبهم المحقة.

وقال: العام الدراسي بدأ بخير على رغم التحديات الكثيرة التي واجهناها في الفترة الماضية والتي دفعت البعض إلى المطالبة بتأجيل فتح المدارس. ولكننا أصرينا على إنطلاقة العام الدراسي لقناعتنا الراسخة بأنه طالما التعليم بخير فإن الوطن بخير. ولا بد في هذه المناسبة من توجيه التحية أيضاً إلى وزارة التربية وجميع القيمين عليها والعاملين فيها الذين نجحوا في تأمين حسن إنطلاقة العام الدراسي مثلما نجحوا أيضاً في إجراء الإمتحانات الرسمية العام الفائت رغم الظروف الصعبة والتحديات الأمنية الخطيرة.

وتوجه إلى الطلاب الحاضرين بالقول: أتوجه إليكم بشكل خاص ومن خلالكم إلى كل الطلاب لأدعوكم إلى أن تبعدوا أنفسكم عن الإنقسامات التي تشاهدون فصولها بين السياسيين وعلى الشاشات والمنابر. ثابروا على تحقيق أحلامكم ببناء مستقبل واعد ونجاح كبير، من دون أن تسمحوا للإنقسامات السياسية والطائفية والمذهبية والآفات الإجتماعية بأن تلوث طهارة أفكاركم وطموحاتكم. لكم كل الحق في التعبير عن آرائكم بصدق وحرية ولكن لا تدعوا الإختلافات والإنقسامات تأخذ طريقها إلى عقولكم وقلوبكم. نريدكم جيلاً يبني المستقبل لا جيلاً يكمل أخطاءنا وينجرف خلف أهوائنا وأنانياتنا. نريكم جيلاً يتعلم من دروس الماضي والحاضر ليكتب مستقبلاً نفتخر به ويحمي وطننا من المجهول.

وقال : خذوا القرار بأن تكونوا نموذجاً وقدوة للبنان فهذا هو وطنكم، ومهما كان الوضع صعباً لا تفقدوا أملكم بالبنيان الجيد على صورة ما تشتهون. التاريخ لن يرحمنا وإذا إستمرينا على هذا المنوال فسنخسر وطننا ولن يبقى لدينا ما نتخاصم من أجله. لا تيأسوا، ثابروا على العلم وتسلحوا به لأنه وحده يحميكم من غدرات الزمان. حافظوا على إيمانكم بلبنان لأنه أمانة في أعناقكم ولا تتركوا حلم الهجرة يرسخ في بالكم. أينما حللتم فأنتم لبنانيون فاعملوا لتحافظوا على وطنكم. ليكن لبنان القوي حلمكم في كل لحظة ولا تتوقفوا عن الأحلام لأنها الطريق إلى الإنجاز.

وفي الختام وزع الرئيس ميقاتي المنح على المتفوقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى