المقالات

اشتدي أزمة… تنفرجي – كتب: عبدالله خالد

… ويبدأ يوم آخر من الحجر القسري والكوما الحكومية في ظل تنامي أعداد المصابين بكورونا في ظل إعلان المستشفيات عن عدم قدرتها على استيعاب أعداد جديدة وحديث عن بدء وصول عينات من اللقاح الأمريكي إذا استكملت الإجراءات القانونية من قبل الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية وفق تأكيد اعتماد ذلك اللقاح حصرا المشروط بعدم المسؤولية عن مضاعفاته على الذين يتنازلونه؟؟ وهكذا تضاف إلى الحصار والعقوبات الإقتصادية والضغوط المتمادية التي تزداد يوما بعد يوم معطية المواطن اللبناني لمسة ديمقراطية أمريكية من خلال إعطائه انتقاء أسلوب لانهاء حياته إذا لم يرضخ بالكامل لشروطها بين الموت جوعا أو مرضا بكورونا… وبكرم حاتمي تقدم له خيارا آخر وهو إمكانية الموت بواسطة اللقاح بعد إقرار حكومته خطيا بعدم مسؤولية اللقاح عن الآثار السلبية له على من يستخدمه وكل هذه النعم يقابلها المواطن ب”جحود لافت” على الرغم من أنه قدم له أكثر من خيار لإنهاء حياته وهو الذي عاش وما زال يعيش حالة موت سريري بفضل الإقتصاد الريعي الذي ابتكره حكامه كبديل للإقتصاد المنتج الذي يعطيه إمكانية الأمل بحياة أفضل في المستقبل.
أنا لا أنكر أن كورونا هي حالة مستجدة شملت العالم بأسره لتضاف إلى جملة القضايا التي دمرت حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية وجعلتنا تنسول أبسط حقوقنا ولكنني أستغرب أن الشبكة الحاكمة بعد أن استنفدت كل محاولات استعبادنا وإفقارنا بهدف استمرار فسادها ونهبها للمال العام وما زالت مستمرة رغم انتهاء مبررات وجودها منذ زمن طويل وتسترها بالبعد الطائفي المذهبي العنصري كسلاح وحيد تملكه عبر إثارة الغرائز لتغطية البعد الإقتصادي-الإجتماعي بطابعه الوطني القومي المقاوم. وإذا كان البعض قد حرف حراك السابع عشر من تشرين عن أهدافه الحقيقية بعد اندساس بعض أطراف السلطة في صفوفه وسعى بعد تفجير المرفأ للتركيز على دور المقاومة وسلاحها وتحميلهما مسؤولية ما يجري في محاولة لتبرئة دورها إلا أن هذا لم يعد مجديا.
لم يعد لدنيا ما نخسره بعد أن أصبحنا مهددين حتى بحياتنا وهذا ما يفرض علينا أن نتابع معركتنا بأبعادها الحقيقية وصولا إلى تقويم الإعوجاج واستئصال العقبات واستعادة لبنان دوره الطبيعي في إطار محيطه العربي المقاوم كدولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة بين مكوناتها.
عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى