الأخبار اللبنانية

جنبلاط: آن الأوان للقذافي أن يرحل ويترك الحكم

لاحظ رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط “كم هو مشبوه الصمت الغربي شبه المطلق من أحداث وتطورات ليبيا التي تشهد حمام دم في ظل تشبث النظام وتهديده بالذهاب نحو حرب أهلية، وكأن هذا الارتباك الغربي الذي حصل خلال ثورة مصر يكرر نفسه. فكان الغرب يريد حماية مبارك حتى الرمق الأخير لحماية “كامب ديفيد” وإسرائيل من خلفها، حتى ولو كان على حساب الحريات والديموقراطية وحقوق الشعب المصري”.

وقال “اليوم، يتكرر الأمر نفسه في ليبيا بسبب المصالح النفطية التي تبقى المحرك الأول لمعظم السياسات الغربية التي لا تجد غضاضة في صرف النظر عن شعارات ترفعها وتفتخر بها كحقوق الانسان والديموقراطية والحريات إذا كانت مصالحها معرضة للخطر. فهذه الازدواجية في المعايير هي التي تضرب صدقية الغرب في العالم العربي والاسلامي، وتحطم صورته بسبب إنحيازه الدائم لمصالحه الخاصة وإبتعاده عن الحقوق السياسية للشعوب”.

اضاف جنبلاط، في موقفه الاسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، “إن النظرية الغريبة التي إبتدعها القذافي في ما سماه الكتاب الاخضر والتي أنشأ بموجبها اللجان الشعبية الثورية التي عاثت فسادا على حساب النمو والثروة الليبية وأفقرت الشعب وعممت الفوضى وهي لم تكن سوى غطاء مفضوح للتسلط والهيمنة على الشعب الليبي الذي بات يترحم على مرحلة إدريس السنوسي بفعل الارتكابات الكبرى التي قام ويقوم بها النظام الحالي. لقد آن الأوان للقذافي أن يرحل ويترك الحكم بعد 42 عاما وأن يفسح المجال أمام تغيير حقيقي يسمح للشعب الليبي أن يعبر عن تطلعاته السياسية المشروعة”.

وتابع “لقد كافح الشعب الليبي تحت قيادة عمر المختار لاخراج المحتل الايطالي من بلاده ونيل الاستقلال وهو يستحق أن يستعيد حريته المصادرة منذ عقود وعقود وأن يواكب المتغيرات الكبرى التي حصلت في هذه السنوات الطويلة. إن مكابرة النظام الليبي اليوم ورفضه الاستماع لآراء مواطنيه وإصراره على الذهاب نحو المزيد من العنف لن يؤدي الى تراجع إرادة التغيير التي يتحلى بها الشعب الليبي الذي رأى سقوط الطغاة في تونس ومصر ويريد أن ينال حريته”.

واعتبر جنبلاط ان “التهديدات التي أطلقها نظام القذافي ليست سوى محاولة يائسة للاطباق على الشعب وإخضاعه بالترهيب والتخويف والعنف، وهي لن تعيد عقارب الساعة الى الوراء أو تغير مسار التاريخ وتطور الأحداث بإتجاه التغيير الفعلي، حتى ولو تغاضى ما يسمى المجتمع الدولي عن جرائم النظام وصرف النظر عن إرتكاباته التي تقارب حرب الابادة الجماعية لذلك، لا مناص للقذافي من أن يرحل وهو الذي فقد حتى دعم عشيرته له”.

كما اعتبر ان “من يراهن على الولايات المتحدة والغرب عموما، يكون يسير بعكس المنطق لأن الأحداث دلت أن أميركا منحازة دائما الى مصالحها وإلى إسرائيل وما ممارستها حق النقض على مشروع رفض الاستيطان إلا دليل جديد يضاف الى المئات من الادلة أنها لا تراعي الا حليفتها إسرائيل ومشاريعها التوسعية الاستيطانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى