الأخبار اللبنانية

ميقاتي من طرابلس: نحمل كرة النار لنطفئ الفتنة ونحن لسنا بأصحاب سلطة

إحتفلت مدينة طرابلس وسائر مناطق الشمال اليوم بقدوم الرئيس نجيب ميقاتي الى مدينة الفيحاء للمرة الأولى منذ تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

وقد وصل الرئيس ميقاتي الى طرابلس بعد الظهر وكان في إستقباله امام دارته في طرابلس الالاف من المناصرين والمؤيدين وأبناء الشمال الذين رددوا الأناشيد الوطنية والأهازيج هاتفين بحياة الرئيس ميقاتي ومتمنين له التوفيق في مهمته. حمل المستقبلون الاعلام اللبنانية وصور الرئيس ميقاتي ولافتات ترحيب باسم ابناء طرابلس والشمال و”جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” التي أسسها الرئيس ميقاتي وشقيقه طه منذ  بداية الثمانينات من القرن الفائت.  

كذلك رفعت على طول الطريق من مدخل طرابلس الى دارة الرئيس ميقاتي الاعلام اللبنانية ويافطات الترحيب وصور الرئيس ميقاتي، وإحتشد مئات المواطنين في تجمعات عفوية على طول الطريق من البترون، الكورة الى القلمون فطرابلس مرددين عبارات الترحيب والثناء.

وجابت مواكب سيارة شوارع مدينة طرابلس مرددة الأناشيد والاغنيات الوطنية.

وقد صعد الرئيس ميقاتي الى المنصة يحيط به الوزير محمد الصفدي والنائب احمد كرامي. والقى كلمة قوطعت مراًراً بالهتافات والتصفيق.

وهنا نص الكلمة:  

ما أروعك يا طرابلس .. اليوم عدنا إليك بعد غياب  .. لكنك   في القلب .. كما أنت دائماً وكما ستبقين دوماً.
لم أتوقف يوماً عن التفكير بكم .. أنتم أهل العزة والكرامة والعنفوان ..
أنتم أهل الوفاء والشهامة ..
أنتم أبناء مدينة العلم والعلماء ..
أنتم أهل العزم ..
أهلي في طرابلس الوفية.
يا أهل المروءة والفضائل.
اليوم نعود إليكم،
إلى الجذور التي نستمد منها القوة والعزيمة والإصرار،
نستلهم منكم، كما تعودنا دائماً،  قوة الحق.
نتوكّل على الله،
ونعتمد عليكم لننطلق في مسيرة طويلة من أجل أن تستعيد طرابلس موقعها ودورها.
من أجل أن نخدم طرابلس وكل الشمال برموش العين،
من أجل أن نشبك أيدينا لتكون طرابلس عاصمة لبنان الثانية فعلاً لا قولاً ..
من أجل أن تعود طرابلس كما كانت دوماً صمام الأمان للوطن.
من أجل أن تكون كلمة طرابلس مسموعة.
من أجل أن تكون طرابلس فاعلة وقوية بالحق.
طرابلس ليست ملكاً لأحد.
طرابلس ليست لخدمة أحد.
طرابلس مصنع الرجالات والزعامات الوطنية.
طرابلس مدينة الانفتاح والاعتدال والسماحة.
كلنا في خدمة طرابلس،
لأنها الحضن الذي يجمعنا سوياً.
ولأنها العرين الذي نحتمي فيه.
أهلي الأوفياء،
في أي موقع كنا، نحن ثابتون على المبادئ وهاجسنا الأول هو وحدة لبنان وعزته وكرامته.
اليوم نحمل كرة النار لنطفئ الفتنة ولنعمل من أجل الاستقرار،
نحمل الهم الوطني الكبير والخوف على المستقبل.
لسنا هواة مناصب.
ولسنا أصحاب سلطة.
أنتم السلطة الحقيقية.
ونحن معكم لدينا خشية على الوطن.
المسؤولية الوطنية تكليف وليست تشريفاً.
المسؤولية الوطنية أكبر بكثير من أهواء السلطة ونزواتها.
نعرف حجم التحديات، ونعرف الأخطار الكبرى، ونعرف أن الوطن في أزمة، ونعرف أن الناس تتحمّل فوق طاقتها.
لهذه المهمة انتدبنا أنفسنا.
ومن وحي هذه العناوين الكبرى نسعى اليوم لتشكيل الحكومة كي يتمكن لبنان من تجاوز أخطر أزمة في تاريخه، تهدد وجوده ووحدته وكيانه.
كلنا أمل أن نتمكّن من تشكيل  حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني بمختلف فئاته ونسيجه وأطيافه، ولو تأخرنا قليلاٍ.
لذلك أدعو من هنا، من طرابلس الواحدة الأبية،
أدعو كل القوى السياسية من دون استثناء إلى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى.
أدعوهم إلى التكاتف حرصاً على لبنان وعلى شعبه الطيب ومستقبل أبنائنا.
كل المشكلات يمكن أن نجد لها الحلول بالجلوس على الطاولة والحوار، فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين.
على ماذا نختلف؟
مَن منّا لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟
مَن منّا لا يؤمن بالعداء لإسرائيل وتوجيه السلاح فقط في مواجهتها؟
من منا لا يسلم بضرورة تحرير الأرض؟
مَن منّا لا  يؤمن الا بالحوار سبيلا  لحلّ المشكلات؟
مَن منّا أكبر من لبنان؟
هذه ثوابت لا يختلف عليها إثنان من المؤمنين الحريصين على لبنان.
تعالوا إلى الحوار والشراكة الوطنية تحت سقف المؤسسات الدستورية.
تعالوا نطبّق الدستور ونلتزم بموجباته كمرجع وحيد لفض الخلافات.
نحن متمسّكون بدستور الطائف الذي توافق عليه اللبنانيون، ولسنا في وارد القبول بأي تعديل عليه اليوم في ظل هذه الأجواء السياسية والانقسام.
نحن حريصون على وحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله وعروبته وعلاقته مع العالم.
نحن ملتزمون بقضية الأمة، قضية  فلسطين .. وها هو العدو الإسرائيلي يقضم الأرض التي بارك الله حولها.
القدس هي عنوان قضية الأمة، هذا إيماننا وهذه قناعاتنا التي لا نحيد عنها.
يا أهلنا الطيبين،
نحن أمّة وليس لدينا هاجس الخوف ولا عقدة نقص.
ومن يريد تحويلنا إلى مذهب إنما يسيء إلى هويتنا وقناعاتنا وامتدادنا الكبير.
لقد اختار الله سبحانه وتعالى أن نكون أمة وسطاً .. فلا تخالفوا شرع الله.
نحن أهل اعتدال وتسامح وإيمان وتديّن، ولسنا أهل عصبية وانطواء أو انعزال.
أليست هذه ثوابت طرابلس؟ أليست هذه قناعاتكم؟    
يا أهلي في طرابلس.
اليوم ها أنا بينكم كما كنت دائماً،
أشد على أيدي الصديقين الحليفين الوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي وأحيي وقفتهما المشرفة.   
معكم نتشارك  في الأفراح والشدائد،
نتعاون لإعلاء شأن هذه المدينة العظيمة العريقة،
وستبقى طرابلس عصية على الظلم والقهر،
ستبقى الفيحاء صابرة هادئة آمنة،
ستبقى طرابلس مقلع الرجال،
وسنبقى معاً من أجل لبنان الأفضل،
من أجل النهوض بشمالنا العزيز،
من عكار إلى الضنية إلى المنية والكورة والبترون وزغرتا وبشري.
من أجل الوفاء،
من أجل الحق،
من أجل العزة والكرامة.
من أجل وحدة أهل طرابلس والمسلمين ولبنان.
لن أنتهز هذه المناسبة للرد على أحد بل ندائي اليكم أننا بالعزم نبني المستقبل .. لنصنع سعادة أبنائنا.
ندائي اليكم إياكم والفتنة فمهما كانت الخلافات فانها ستبقى ظرفية.
كلنا للوطن، كلنا للعمل، عاشت طرابلس مدينة للأمل، عاش الشمال الغالي، عاش لبنان الوطن لكل أبنائه.
والسلام عليكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى