الأخبار اللبنانية

زيارات واستقبالات الرئيس ميقاتي في طرابلس

زيارة دار الفتوى

زار الرئيس نجيب ميقاتي   دار الفتوى في طرابلس حيث كان في إستقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، أعضاء المجلسين الشرعي والاداري، وعدد كبير من العلماء الذين يمثلون المجلس الاستشاري.

بداية رحب المفتي الشعار بالرئيس ميقاتي وقال: يسرنا أن نرحب باسمكم بابن طرابلس والشمال وإبن دار الفتوى، دولة الرئيس ميقاتي. نرحب بكم دولة الرئيس في دارتكم التي هي عرينكم والتي كان لكم فضل كبير في إحياء نشاطاتها، وكان لكم، ولم يزل، الدعم المستمر للكثير من أعمالها الادارية الخاصة. لسنا هنا في صدد ذكر مناقبكم ولكن أنتم بالتاكيد مدماك اساسي في دار الفتوى سواء في طرابلس والشمال أو في بيروت.

دولة الرئيس إنني أكبر فيكم رجولتكم يوم دخلتم الى دار الفتوى في بيروت وسددتم باباً كبيراً للفتنة السنية – السنية، وأعرف أنكم كنتم تتمنون أن يكون بعض ما جاء في البيان على غير ما ذكر، ولكنكم ترفعتم عن بعض التعابير من أجل وحدة الطائفة وإقفال باب الفتنة التي كان البعض يراهن عليها كثيرون ممن يتناولون الجزئيات في العمل السياسي. دخلت كبيراً الى دار الفتوى وخرجت كبيراً ومعك تأييد سائر أركان طائفتك. كما أحيي يا دولة الرئيس تبنيكم ما جاء في وثيقة وبيان دار الفتوى، وأقول بكل صراحة، نحن قوم لا نخاف منك ولا عليك، فلقد أوتيت من الحكمة والحنكة ما يجعلك تلين الكثير من الصعاب وكلنا ندرك أن المرحلة حرجة وشرسة.

وختم “طرابلس معك وطائفتك معك والاحرار في كل لبنان معك، والمؤمل عليك كثير يا دولة الرئيس، واعظم ما نتطلع إليه في حكومتكم المقبلة، التي نرى أن تأخيرها  ليس عيباً بل ربما ميزة اساسية حتى تمتص الاحتقان القائم، ما نتطلع إليه هو ان تكون حكومة إنقاذ وطني، وهذا شان الكبار والحكماء.

أملي أن يسدد الله خطاكم، والا تشغلكم بيروت والحكومة عن طرابلس التي تزداد علاقتها بكم رسوخاً يوما بعد يوم.

الرئيس ميقاتي

بدوره شكر الرئيس ميقاتي المفتي الشعار على كلمته وشرح للحضور ظروف ترشحه لرئاسة الحكومة وقال: إن الوضع الصعب في لبنان والمنطقة هو الذي أعطاني حافزاً لحمل كرة النار والترشح لرئاسة الحكومة وقد خطوت هذه الخطوة بعزم وإصرار على العمل مع الجميع في سبيل إنقاذ وطننا.

اضاف رداً على سؤال: إنني متمسك بالصلاحيات الدستورية النصوص عنها في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف ولن أتنازل عنها. أما في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية فقد أخذت على عاتقي عدم الدخول في اي جدال من أي نوع كان، ولكنني أقول فقط هل هناك أحد لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟ هل يعقل لرئيس وزراء موجود في السلطة ان يقبل الا يتابع قضية إغتيال رئيس وزراء سابق.

اضاف: إننا نعرف حجم التحديات والأخطار الكبرى، وأن الوطن في أزمة، ونعرف أن الناس تتحمّل فوق طاقتها، ومن وحي هذه العناوين الكبرى نسعى اليوم لتشكيل الحكومة كي يتمكن لبنان من تجاوز  أخطر أزمة في تاريخه وكلنا أمل أن نتمكّن من تشكيل  حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني بمختلف فئاته ونسيجه وأطيافه، ولو تأخرنا قليلاً.

إنني أدعو كل القوى السياسية من دون استثناء إلى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى كما أدعو الى حل كل المشكلات  بالحوار الذي هو الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين.
تصريح المفتي الشعار

بعد اللقاء أدلى المفتي الشعار بالتصريح الآتي:  صاحب الدولة المكرم وابن الشمال وابن دار الفتوى شرفنا بزيارة، وكانت زيارة مباركة تناولنا فيها ما له علاقة بالاوضاع الحاضرة في لبنان وخاصة على صعيد تشكيل الحكومة والثوابت التي اعلنتها دار الفتوى والتي اعلن دولته انه تحمل وتبنى  كل ما جاء فيها، مؤكداً ان الحكومة لن تكون الا لمصلحة لبنان ولن تكون لفريق على حساب آخر. الغاية الاساسية والهدف الاساسي من هذه الحكومة ان تكون حكومة انقاذ تعيد الامور الى نصابها وتعيد لكل فريق حقه، وتعيد لكل انسان ما له علاقة بحقوقه وبالعدالة التي ينشدها.

كرر دولته في اكثر من موضع واكد اليوم أن ثوابت دار الفتوى هي ثوابت وطنية وان حرصه على السلم الاهلي والوحدة الوطنية لا يقل ابداً عن حرصه على حياته الخاصة في ذاته ونفسه واسرته.

وشكرنا لدولته هذه الاريحية وهذا الوضوح وحرصنا ان يكون في استقباله اركان الجهاز الديني في طرابلس والشمال جميعا مرحبين ،وقد شكرنا لدولته، ونحن على امل ان يحقق الله تعالى الخير وتاليف وتشكيل الحكومة من اجل مصلحة لبنان.

ورداً على سؤال قال المفتي الشعار: اعتبر المجتمعون هنا ان دولة الرئيس ميقاتي هو رجل انقاذ وليس طرفاً وانه على مسافة واحدة من الجميع وهذه من خصائص الرئيس ميقاتي وبارك الحضور هذا المنهج وهذه المسيرة التي نحرص عليها.

وفي الختام قدم المفتي الشعار للرئيس ميقاتي هدية تذكارية

لقاءات شعبية واعضاء مجالس بلدية

عقد الرئيس نجيب ميقاتي سلسلة من اللقاءات الشعبية في طرابلس قبل ظهر اليوم شرح في خلالها الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وظروف ترشيحه لرئاسة الحكومة والاتصالات التي يجريها لتاليف الحكومة العتيدة.

وكان للرئيس ميقاتي لقاء موسع مع رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية في طرابلس، القلمون، الميناء، البداوي، المنية، الضنية والكورة. كما عقد لقاء مع مخاتير طرابلس، المنية، الضنية، عكار والكورة، إضافة الى لقائين مع “شباب العزم” و”موظفي جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”. واجتمع بعد الظهر مع ممثلي الأحزاب في الشمال.

وفي خلال هذه اللقاءات دعا الرئيس ميقاتي  الجميع الى عدم الانجرار الى الاستفزاز. وقال: لا نريد الدخول في اي تناحر سياسي، لدينا مبادؤنا واهدافنا ولكن لا نريد أن تدخل الفتنة الى بيتنا، لذلك علينا تجنب أي إستفزاز، فلنركز على الايجابيات ولنبتعد عن السلبيات. هل هناك أكبر من الكلام الذي قيل في المهرجانات السياسية التي عقدت أخيراً؟ مع ذلك فقد أصدرت بياناً إعتبرت فيه أن بعض الكلام إيجابي، لأنني أعتقد أن الغرائز تولد السلبيات، فيما لغة العقل تظهر  الايجابيات. ليس المهم أن نرد على المهاترات والحملات التي لا طائل منها، بل المطلوب أن نتعاون جميعاً في سبيل بناء هذا الوطن وخير أبنائنا.

أضاف: سمعتم الكثير من الكلام عن الخيانة والغدر فلا تأبهوا لهذا الكلام الذي لا أساس له وأنتم كنتم شهوداً على عملنا في العام 2005 عندما توليت رئاسة الحكومة، وحتى اليوم، وإذا كان مقياس الخيانة والغدر التي يتحدث البعض عنها هو العمل لمصلحة كل  لبنان، فنحن مستعدون للمضي في قناعاتنا ولن نتوقف عند المهاترات.

وقال: كل الجرم الذي يزعمه البعض أنني أسعى لمنع حصول فتنة في البلد والى دفع لبنان نحو الأمام، وأنني أعتمد سياسة اليد الممدودة لتحقيق مشاركة الجميع في  الحكومة. وبدل أن يلاقيني البعض في هذا الموقف، فهو على العكس يمعن في إعتماد السلبية محولاً المسألة الى قضية شخصية. ليس المهم في رأيي من  يكون في الموقع، بل ألأهم أن يكون قادراً على دفع الحل المطلوب، لا توريط البلد في مشكلات إضافية.

أضاف: مددنا يدنا للجميع في سبيل تشكيل حكومة جامعة فقوبلنا من قبل البعض بالسلبية، ومع ذلك نسمع هذا البعض يحذر من حكومة اللون الواحد. نعم أنا مدرك تماماً خطورة حكومة اللون الواحد، لأن لبنان لا يحكم الا بالتنوع وبمشاركة كل أطياف المجتمع، ولذلك أدعو الجميع للانضمام الى الحكومة. ليس هناك أكثرية وأقلية في مجلس الوزراء بل في مجلس النواب، لأن مجلس الوزراء حسب الدستور هو مؤسسة تضم كل الاطياف السياسية بغض النظر عن المعارضة والموالاة.   

وقال: بالأمس قلنا كلاماً أننا مع العدالة والحقيقة لنفاجأ اليوم بكلام منسوب الى مصدر في الفريق الذي يطلق على نفسه إسم  المعارضة الجديدة  يقول إنهم شبعوا من اللغة الخشبية، فهل أصبحت العدالة والحقيقة لغة خشبية؟  

وعن موضوع تشكيل الحكومة قال: نعم تواجهنا اليوم بعض الصعوبات في تشكيل الحكومة، لكن اطمئنكم أنه مهما كانت الصعوبات تأكدوا أن لا أحد سواي سوف يشكل الحكومة، لأن هذا ما ينص عليه الدستور. كما يهمني هنا أن أنوه بالتعاون القائم بيني وبين فخامة رئيس الجمهورية الذي هو رجل وطني بكل ما للكلمة من معنى ويتبع الدستور بحذافيره ويتمتع بالصبر وطول البال وبالحرص على وحدة البلد. الصعوبة عندي أن أقبل ما هو عكس المبادئ التي أومن بها وأنا  لن أقبل الا بالحد الأدنى ضمن الواقع الذي نعيشه، على قاعدة دور فخامة الرئيس ودور رئيس الحكومة المكلف وموقع مؤسسة مجلس الوزراء. هذه أمور يجب أن تكون واضحة منذ البداية لكي تكون الحكومة ناجحة وتنطلق في عملها كما يجب.

لقاء الرئيس ميقاتي والمشايخ

إختتم الرئيس نجيب ميقاتي زيارته الى طرابلس التي إستمرت يومين بلقائين حاشدين في “فندق كواليتي إن” مع المشايخ ورجال الدين ومع هيئات المجتمع المدني والجمعيات والفاعليات في طرابلس والقلمون.

وفي خلال اللقائين ردّ الرئيس ميقاتي على أسئلة  الحضور فسُئل عن موضوع القرار المتوقع من فريق الرابع عشر من آذار بعدم المشاركة في الحكومة فأجاب: موقفي الثابت هو دعوة الجميع الى المشاركة في الحكومة، وهذه المشاركة لا تخصني شخصياً بقدر ما هي ضرورية للنهوض بالوطن ومؤسساته وللتعاون لحل المشكلات الكثيرة التي نعاني منها. احد الخيارات التي أضعها أمامي في عملية تشكيل الحكومة هي مشاركة فريق الرابع عشر من آذار وتشكيل حكومة تضم فريقي الربع عشر والثامن عشر من آذار معاً. أما في حال إتخذ فريق الرابع عشر من آذار قراراً بالمقاطعة فانني سادرس مع فخامة رئيس الجمهورية الخيارات الأخرى المتاحة وإختيار الأنسب من بينها لمصلحة البلد.

ورداً على سؤال قال: رغبتي الأساسية هي تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن هذا الخيار متروك كاحد الحلول الأخيرة، لأن المبدأ الذي إنطلقت منه في عملية الترشيح هو منع الفتنة في البلد، وإذا لم نضمن مسبقاً حصول حكومة تكنوقراط على ثقة المجلس النيابي، نكون قد وقعنا مجدداً في الفتنة.

وعن موضوع القطاع المصرفي اللبناني في ضوء قضية “البنك اللبناني – الكندي” قال: إن القطاع المصرفي اللبناني ليس مستهدفاً بأي شكل من الأشكال وقضية البنك اللبناني – الكندي قيد المعالجة من قبل حاكم مصرف لبنان للوصول الى الحل المناسب، وبإذن الله فان هذه القضية لن تؤثر ابداً على سلامة القطاع المصرفي اللبناني ككل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى