المقالات

احذروا اهل غزة – بقلم: عماد عيسى

لم يعد هناك شك بأن الاخوة في غزه يتعرضون هذه الايام  لخطر حقيقي هو خطر الموت جوعاً ، والسبب كما تعرفونه رفض العدو الصهيوني وصول المعونات الغذائية عن طريق الحصار الكامل . ولكن هذا الحصار وهذا التجويع وهذه الهمجية لا تقتصر فقط على عدو عهدناه من قبل

ولم نعهده غير ذلك , بل اشترك فيها وبشكل فعلي عن طريق الحصار ايضا كما يفعل العدو الصهيوني النظام العربي المتأمرك  .

 

ولم يقتصر الحظر على تلك المعونات، بل شمل الوقود اللازم لتوليد الطاقة التي تشكل عصب الحياة الاقتصادية والاحتياجات اليومية الضرورية للإنسان، كالتعليم والصحة والصناعة والزراعة.. وغير ذلك الكثير. ونحن نرى كل يوم هذه المأساة من خلال شاشات التلفزة .

وهنا لا بد أن نكون على يقين من أن الأوضاع الإنسانية في غزه، لا بد أنها وصلت حداً من السوء أصبحت معه حياة الفرد معرضة فعلاً (وليس قولا وتهويلاً) لأخطار المرض والجوع، وهي أخطار لا بد أن تنتهي به للموت. كما لا بد أن نعترف- من خلال التجارب السابقة- بأنه لا يُتوقع من العالم العربي أو المجتمع الغربي موقفاً إيجاباً من هذه المأساة، وإنما الصمت المطبق الذي لا يضاهيه إلاّ صمت القبور هو ما نتوقعه منهم.

وهنا لو سأل سائل لماذا مصر الشقيقة العربية تغلق معبر رفح لاجابك النظام المصري بانها لا تستطيع ان تفتح معبر رفح ، إلا وفق اتفاقات وتفاهمات توصلت إليها الأطراف المعنية عام 2005 ، وخلاصتها تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية تشغيل الجانب الفلسطيني من المعبر بوجود مراقبين أوروبيين، وبتركيب كاميرات إسرائيلية لمراقبة حركة المرور فيه ، وهذه اتفاقات دولية لا بد- في نظر مصر- من احترامها والالتزام بها. ولكن نتمنى ان يلتزم النظام المصري بما قاله رب العزة والجلال (إنما المؤمنون إخوة) وعلى ما اعتقد فأن الله اولى ان نلتزم معه اولا بما فرضه علينا ولا ننسى بأننا لن نعمر كثيرآ والحساب عند رب الحساب عما قريب .

ولكن لا بد من الاشارة بأن هذه الاتفاقية اصبحت لاغية منذ اشهر , وهذا حسب رجال القانون ونستشهد برجل ذو مصداقية بهذا الخصوص وهو الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلذي قال أن القانون الدولي يحكم أوضاع دولية ولا علاقة له بالمشكلات الداخلية، ومن حق مصر أن تدخل إلي أرضها من تشاء وتمنع من تشاء، وذلك بعد انتهاء مدة الاتفاق بين مصر والسلطة الفلسطينية، والذي كان الاتحاد الأوربي عضوا مشاركا فيه بصفة مراقب، وكان هذا الاتفاق لمدة سنة ابتداء من 25 نوفمبر 2005، وتم تجديده أو تمديده لمدة سنة انتهت في 25 نوفمبر الماضي، وبالتالي أصبح الاتفاق الدولي بشان معبر رفح مصريا _فلسطينيا خالصا، ولم يعد هناك وجود للاتحاد الأوربي.

اذا ما هو الدافع لأن يقوم الحكم بمصر باغلاق المعبر الوحيد  ( رفح ) فلقد فسر الدكتور الأشعل سر الضغوط الأمريكية والإسرائيلية علي مصر بعد عبور أهالي غزة رغم أن القانون الدولي لا يبيح لهما ذلك فقال: بموجب روح اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتي تم علي أساسها رسم الحدود، فإن كلا من الطرفين ينبغي ألا يتسبب في الإضرار بأمن الآخر من خلال الحدود، وبالتالي فهما يضغطان علي مصر لعدم فتح الحدود حتي لا يجد أهالي غزة متنفسا للهروب من القمع الإسرائيلي وبالتالي البقاء ضمن بقعة الموت والتي على ما يبدو فانهم جميعآ مرتاحوا الضمير بهذا العمل .

ولكن صبر أهالي القطاع ايها الاخوة لا يمكن أن يستمر طويلآ إذا ما شعروا بأن شبح المجاعة حتى الموت بات يهددهم بشكل فعلي . وإذا كان العدو الإسرائيلي ومن يلتف حولهم من الانظمة العربية والغربية يعتقدون بأن أسلوب حرمانهم من الغذاء والمحروقات والكهرباء والغاز كفيل بإجبارهم على الرضوخ لمطالب هذا العدو، وإكراههم على الانضمام لجوقة الداعين لأي تسوية مع إسرائيل على حساب الثوابت الفلسطينية، فهم واهمون تماما.

وهناك بعض الدلائل التي يجهلها هؤلاء، أن أهالي غزه باتوا يقتربون بشكل فعليً من العمل وفق المثل القائل “يا روح ما بعدك روح”، فأصبحوا على استعداد أن يُقْدِموا على فعل أي شيء، قبل أن يروا أنفسهم يساقون لـ “الاستشهاد الجماعي” نتيجة الجوع والمرض والحرمان المادي والمعنوي الذي يتعرضون له، نتيجة البطش العبري الذي يصاحبه صمت عربي وعالمي مريب. وليفهم العالم بأن اهل غزة وفلسطين كل فلسطين لن يكونوا وحيدين في هذا الأتون بل سيطال كل العالم من اقصاه الى اقصاه ولن تبقى الشعوب العربية نائمة بل سيأتي يوم تستفيق هذه الشعوب من سباتها وتتحرك لمحاربة الظلم بدأ من الانظمة العربية والاوروبية والامريكية وانتهاء بمجرمي الكيان الصهيوني الزائل لا محالة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى