اللقاء الأهلي المدني في طرابلس يطالب مجلس بلدية طرابلس بالعودة عن القرارين البلديين رقم 328 ورقم 329

من نافل القول الحديث عن أهمية المساحات الخضراء في المدن وأهميتها خاصة للأسر والأطفال وكبار السن.

وكل مسؤول يعلم أهمية هذا الموضوع في الدول التي تحترم حقوق البشر في مساحات خضراء.

وتعلمون أنَ بلدية طرابلس قد مارست عبر مجالس وعقود سابقة ممارسات لا تمت للقانون بصلة، غير آبهة بحقوق المواطن في هذا المجال. وقد أدَى ذلك إلى تحويل طرابلس إلى غابة من الباطون العشوائي. وكلنا يرى كيف تفترش الأسر والأطفال الأرض في منطقة المعرض بحثاً عن متنفس تحت أشعة الشمس، بعد أن أوصلت المجالس المتعاقبة لبلدية طرابلس المدينة إلى ما هي عليه.

لقد تبلغنا ما أصدره مجلسكم الكريم من القرارين البلديين رقم 328 ورقم 329 بوضع عقارات (هي من حصة الحدائق العامة في المدينة) بتصرَف جمعية العزم والسعادة لمدة عشر سنوات دون مقابل لإنشاء ملاعب رياضية عليها تديرها الجمعية، وأخرى في بساتين طرابلس تزيد مساحتها عن السبعة آلاف متر مربع وضعت بتصرَف “نادي المتحد” بعقد BOT على أن يشيَد عليها ملعباً لكرة السلَة وذلك بفترة سماح خمس سنوات وبإيجار سنوي قدره 25 مليون ليرة لمدة خمسة وعشرين عاماً بعد ذلك. ونحن نرى في القرارين المذكوين سابقة خطيرة لا يجوز التساهل معها أو السكوت عليها.
فنحن نعارض بشدة المسّ بالمساحات الخضراء المتبقية والتي هي من حقوق المدينة وحاجاتها الملحَة، وحتى القانون رقم 388 الذي سمح للبلدية عند الحاجة والضرورة بتشييد ملعب رياضي لعامة المواطنين –وليس لنواد خاصة – ضمن حرم حديقة عامة كجزء منها، إشترط تنفيذ الحديقة أولاً ..

وللإسف إتخذ مجلسكم قرارين إقتضيا بمنح مؤسسات خاصة  حق استثمار مساحات خضراء بحيث تقام عليها منشآت رياضية خاصة. وفي هذا مخالفة للقانون رقم 388 المذكور.

ولقد رأينا المجلس السابق يفرَط بأكثر من 45000 متر مربع حدائق تم تشييد الملعب الأولمبي عليها ثمَ تحوَل إلى سد باطوني مهجور…. لا يستفيد منه أحد…
فإذا كنتم جادين في تنشيط الرياضة في طرابلس فلماذا هذا الشلل وغياب أي مبادرة لتفعيل هذا الملعب الذي صادر أهم مساحات طرابلس الخضراء، وكلََف أموال طائلة لبنائه وما زال يكلَف سنوياً مبالغ طائلة لصيانته؟!

إننا باسم طرابلس التي منحتكم ثقتها بناءاً على رفعكم شعارات كبيرة كان أهمها عدم المساس بالمساحات الخضراء، نطالبكم بالعودة دون أي تأخير عن هذين القرارين اللذين يشكَلان مصيبة بحق الحدائق اليوم، ويشكلان تكريساً لمبدأ خطير سيستند إليه كل من يأتي إلى البلدية من مجالس، وبالتالي يتم القضاء – بطريقة منهجية – على ما تبقَى من مساحات خضراء قليلة، والتي إن أهلتها البلدية كلها، لن تستطيع وضع المدينة ضمن أدنى المواصفات السليمة للمدن التي تحترم حقوق مواطنيها بالمساحات الخضراء.

إننا في اللقاء الأهلي المدني لن نتردد باللجوء إلى كل الوسائل القانونية والمدنية التي كفلها الدستور لمطالبتكم بالعودة عن هذه القرارات.

بانتظار ذلك، كلنا أمل بتجاوبكم الذي به تتحقق المصلحة العامة لطرابلس وأبنائها.
طرابلس في 8/ 11/ 2008

عن اللقاء الأهلي المدني

الأستاذ وسيم شيخ العرب                            الدكتور بسام كبارة
الأستاذ حسن هاجر     الدكتور عزام الولي
الأستاذ عبدالغني ضناوي    الدكتور نديم شقص
الأستاذ عشير الحج يوسف    الدكتور منذر حمزة
الأستاذ جودت خوجة     الدكتور أديب زكريَا
الدكتور باسم حموي

المهندس عبد المنعم ضناوي، منسق اللقاء  الدكتور جوزيف فارس، مستشار