المقالات

الإيثار عِمادَ الأُسَر..

بِقَلَم المُحامِيَة رنا تانِيا الغُز

أن تكونَّ مُحامِياً فعَليكَ أن تَتَهَيا لِسَيلٍ مِن الأسئلَة يُغرِقُكَ بِهِ جُلساءٌ جمعَك وإياهُم جَلسَة صَفاءٍ او مناسبَة اجتماعيِة التَمَستَ بِها راحةً مِن مهنَةٍ تَتشابَهُ ومِهنة الطب في لصقِها بحَياة المَرء الشَخصِية. هنا, إياك ثُم إياكَ أن تُشهِر بطاقَتُك المِهنِية في وَجهِ سائِلَكَ مُجيباً إياه بعبارَة: ” هذا عنوان مكتبي” ..فهذا في مجتَمَعِنا ” جريمة” تُشابُهُ ” ردَة فِعل طبيبٍ خاطَب مَن يَحتَضِر عِند قارعة الطريق:” راجعني في العيادة”.

اكثر السائلين نساءً يسألنَك في مواضيع حَساسَة كالنفقة والمواريث والمَهر وغير ذلك مِن حُقوق الزوجِيَة اللصيقة بِشَخص المرأة, زَوجَةً كانت أو أم او حتى مشروع ارملة طمعاً بأجوبَة تصُب في خانَة تعزيز مواقِع القُوَة كإجراء استباقي لأي مواجهة مَهما قَلَّ احتمالُها .. فما سِر هذا القَلق؟؟ أهُوَ ضَعفٌ حقيقي أم مُجَرَدَ إحساسٍ بالضَعف؟؟

تُمطِرُنا الروايات والمسلسلات بفيضٍ من القصص,المرأةُ فيها غالباً هي الضَحِيَة. رُبما لأن إسقاط هذه الصورة على الأنثى الضعيفة بُنيوِياً والمُنجَرِفَة عاطِفياً هي الأسهل تقبلاً. لِدَرجَة أن رواية تحكي قصة ” إمرأة قوية” تشُد الإنتباه اكثر بسبب خروجها عن المألوف. فهذا حبيب خذل حبيبته وذاك زوج يضرُبُ زوجَتَه أو يرمي بها خارِج بيت الزَوجِيَة عندَ كُل شارِدَة وواردة… الخ. مشاهِدٌ رغم صِحتِها لكنها لا تَتَعَدى نسبِياً مُجَرَد حالات ضَيِقَة واستثناءاً لا يُقاسُ أو يُبنى عَليه والتعاطي معه عبر سياسة التعميم.

حين تَتَحَوَل الشراكة العائلية الى “شَرِكَةً” يَتَحَرى فيها كل طَرف ما لَهُ وما عَليه, تُصبِحُ الحياة كابوساً أو تعايُشاً حَذِر مُهَدَد بالانفجار عند اي إشكال . فالأصل اتِّحادٌ روحين يُتَرجِمُه إيثار تَحُدُ خِلالَهُ الحقوق وتَضبُط مَوقِع ومَوضِع طرفي العلاقَة كُلٌ تِجاه الآخَر درءاً لِلخَلل.

ومِن مُنطَلَق مِهني أتوَجَه بنصيحة للزوجة على وجه الخصوص, بالابتعاد عن اسئلة واستشارات تفتح بابا للشيطان وتشرع ابواب القلق على مصاريعها. لا تَجَعَلي من زوجِك خَصما مُفتَرَض. فليس الزواج حَرباً بارِدة أو “كما يُقال, ” … علاقة تنامين فيها الى جانب العدو”. وليست الزوجية علاقة تُبنى بين طرفي قَوي وآخر ضَعيف كما يُوهِمُنا الظاهر. كيف لا؟ و ” قُوَة المَرأة في ضَعفها ” ؟؟ نعود ونقول, الإيثار والإحسان ما تقوم عليه البيوت. أولم تُفطَر القلوب على حُبِ مَن أحسَن اليها؟؟ لذا, التمسي سعادتك عبر حسن الظن. وتذكري وَصِيَة إعرابية تناقَلتها الألسن عَبر العصور إذ قالت لابنَتِها يوم الزفاف: : ” كوني لَهُ امَة يَكُن لكِ عَبداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى