المقالات

تعليق سياسي – الحرب على داعش – عمر عبد القادر غندور – رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

تعهد الرئيس الاميركي بتدمير “الدولة الاسلامية” داعش وقيادة تحالف قد يضم اربعين دولة للقضاء على التنظيم الارهابي!!

ترى الى اي حد يمكن الوثوق بكلام الرئيس الاميركي؟

فالولايات المتحدة التي اعلنت منذ اصطياد اسامة بن لادن الانتصار على القاعدة، فان الحقائق على الارض لا تؤكد ذلك باعتبار ان القاعدة انتجت تنظيمات بمسميات جديدة منها داعش والنصرة وغيرها.

والولايات المتحدة ليست في الاصل بعيدة عن ” اخراج” هذه التنظيمات الارهابية لاغراض تبدأ بالضغوطات على دولة بعينها، وتنتهي بالتفاوض او بالحرب عليها!!

وداعش التي تجاوزت حدود “المسموح” ووصلت الى تخوم اربيل سرعان ما انقضت عليها الطائرات الاميركية و اوقفتها عند حدها، ولم تفعل الولايات المتحدة ذلك عندما اجتاحت داعش ابار النفط العراقية والسورية واحتلت الموصل وهجّرت المسيحيين والاقليات!! وهي اي الولايات المتحدة، اشبه بالفلاح الذي انهكته الفئران والجرذان في جزيرة يملكها، فأحضر مجموعة من القطط ومدها بالغذاء فنمت وكبرت حتى صارت مصدر تهديد وخوف، وهو ما حصل للولايات المتحدة مع داعش.

الرئيس الاميركي اوفد وزير خارجيته الى المنطقة للحث على بناء التحالف الجديد الذي سيشارك ” بضرب الدولة الاسلامية”، وتبين من مراجعة اسماء الدول المرشحة للحملة على داعش ان مجموعة هائلة من التناقضات ستعقد الامور اكثر مما هي معقدة، اذ كيف يعقل لتركيا مثلا ان تساهم في الحرب على داعش وهي التي تشكل بوابة العبور الاولى لقطعان “المجاهدين” الى الداخل العراقي والسوري؟؟ ومنهم من تغلغل في الاراضي التركية تحسبا لمكائد النظام التركي وتحريكه في الوقت المناسب، وربما حان هذا الوقت!!

وماذا عن مصر المدعوة للمشاركة الى جانب اخوان تركيا وقطر التي تقود الحملة الاعلامية على النظام المصري؟!

وماذا عن التناقض بين المحميات الخليجية التي تعاني من الهشاشة ما يجعلها تتوجس خيفة من انخراطها في الحملة.

وماذا عن استبعاد سورية التي تشكل مناطقها الشرقية ساحة الصراع، واقحام ما يسمى بالمعارضة المعتدلة بدلا من النظام؟ وهل تصح الانباء القائلة بموافقة السعودية على انشاء معسكرات على اراضيها لتدريب عناصر المعارضة المعتدلة!!

والاهم من هذا كله، ماذا يكون موقف ايران وهي الدولة التي تجاور تركيا  والعراق وتطل على مياه الخليج حتى المحيط!!

واذا كان الرئيس الاميركي حظي بتأييد الاميركيين الذين شاهدوا ذبح اميركيين كالنعاج، فهم يريدون حقا تدمير التنظيم الارهابي، وابرام التحالفات مع الاطراف المناوئة لهذا التنظيم وخصوصا الاقدر على المساهمة وتوفير سبل النجاخ وهما ايران وسورية، وليس عقد تحالفات معقدة مبهمة تحمل اسباب الفشل اكثر مما تحمل فرص النجاح وتنطوي على  شراك ومكائد مخابراتية لا تظهر في المدى المنظور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى