المقالات

بمناسبة ذكرى الشاعر الراحل الأستاذ رجائي بارودي – كتب رامز الفري

في خمسينات القرن الفائت.
وفيما كانت رايات التحرر ترتفع تباعًا في أرجاء المعمورة.
كان العالم أكثر براءة
وأكثر رومانسية
يومها كانت مساحة الحلم الإنساني في السلام والتقدم والحرية
لا تعرف حدودًا
يومها، كان غول رأس المال يدلف أروقة الاجتماعات الدولية،
أنيقًا مبتسمًا رافعًا مقولات الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان، متفحًا بتكتم ورؤية شيطانية
أصناف الضحايا
يربت بيسراه على أكتافها، فيما يمناه تعمل فيها طعنة وتقطيعًا
لنستمع لشاعرنا في نبوءاته حين يقول (35):
غاشم ربهم شديد عقاب من وصاياه سطوة الأقوياء
يلبسون المسوح مكرًا وغدرًا يتقنون التمويه كالحرباء
وعلى مذبح الإله هراقوا مثل الطيبين والشرفاء
مثل الخير والجمال وعدل مثل المصلحين والأنبياء
ما المروءات؟ وما الفضائل طرًا كل هذي الأغلال الأغبياء
أيها السيدات والسادة،
ماذا لو تأملنا شعر رجائي قليلاً ترى من هو القائل أهو رجائي أم المتنبي؟ (56)
تحديت الزمان فرام قهري فالفاني لدى الجلي عصيًا
دفعت بهمتي صرف الليالي وقدت زمام دهري في يدي
أردت فكان لي ما أبتغيه وغيري يرتضي ما قد تهي
وتراه رجائي أم أبي ربيعة حين يغني (67):
ته يا قوام الزنبق الفواح مس يا أهيف
قدقد هذا القد من جيدا الغزال وأتحف
في خطوه متأنق في وحيه متعجرف
والخصر بين الصدر والردفين أفعى تزحف
هذا إلى خلف يشد وصدرها يستشرف
علقته، وهواه في معربد متصوف
أيها السيدات والسادة،
نتساءل اليوم هل المنية التي عاجلت شاعرنا نكبة هي أم أنها نعمة؟:
هي نكبة للشعر والأدب ولبنان
ولكنها والله أعلم نعمة على شاعر لم يعش طويلاً
ليشهد ما نشهد
ويسمع ما نسمع
ويرى ما نرى،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى