الأخبار اللبنانية

ضمن فعاليات “رؤية طرابلس.. من خلال” للمعهد الفرنسي وبالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”:

لوحات مبتكرة لجمعية فنون متقاطعة الثقافية في رسالة سلام من طرابلس مدينة التنوع

لبّت جمعية فنون متقاطعة الثقافية دعوة “المعهد الفرنسي” في طرابلس و”مؤسسة الصفدي”، للمشاركة في الفعالية التي أطلقها المعهد بعنوان “رؤية طرابلس.. من خلال”، والتي سبق أن قدم من خلالها وبالتعاون مع “المؤسسة”، فيلم “قهوة المدينة” لالياس خلاط، ومسابقة التصوير “شخصيات طرابلسية”. فقد قدمت الجمعية على مسرح “مركز الصفدي الثقافي”، باقة من الأفكار الإبداعية التي تحمل رسائل إجتماعية في اتجاهات عدة، فكانت دعوة إلى السلام، وتركيز على إظهار صورة طرابلس الحقيقية والجميلة، من خلال لوحات فنية مبتكرة، كانت ثمرة جهود ورشة عمل صغيرة سبقت العرض.
الحفل الذي افتتحه مدير المعهد الفرنسي في طرابلس اتيان لويس، بكلمة ترحيبية بالحضور الحاشد من مختلف الفئات والأعمار، فاعتبر أن هذا النشاط يندرج ضمن سلسلة أحداث حول مدينة طرابلس، حيث تم الطلب من الفنانين والمبدعين إبداء رأيهم ورؤيتهم عن طرابلس وإحساسهم تجاهها. وقال: لقد وقع الاختيار بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، على جمعية فنون متقاطعة لأنها تضم مجموعة تحمل هموم الشباب الاجتماعية، وواقعهم وحاجاتهم وتطلعاتهم، وتنقلها جميعاً بأسلوب فني راق يحفظ التراث وينتهج الابتكار والتطوير. من جهته، لفت رئيس الجمعية جان حجار إلى أنها تتطلع إلى مجتمع متكامل متماسك، يحمل ثقافة التنوع والمبادرة الدائمة لمدينة حضارية وقادرة على المنافسة.
الحفل
الإفتتاح بدأ بدخول كل النسيج الفني المشارك الى المسرح، في وصلة لا تزيد عن الدقيقتين لكنها روت حكاية العرض بأكمله، وفقاً للمدرب براق صبيح، حيث اعتبر أن الشرق والغرب في جعبة واحدة، ومحاكاة المدينة  التي تحمل التنوع الحقيقي وتتقبل الآخر، ليكمل الحكواتي تقديم ذلك بالعبور على جمالية هذه المدينة مقبلاً من ماض إلى حاضر، فينقل الحضور إلى أجواء فنون متباعدة في كيانها، متقاربة في رسالتها مع التأكيد على عدم ذوبان الشخصية والهوية المدينية والمدنية، حيث تحاكي أجساد الشباب الطرابلسي ثورة هيب هوب على إيقاع طبلة فؤاد غفور الشرقية، لتنسف معها كل القواعد والحواجز الحدودية بين المشرق والمغرب. ولفت صبيح إلى أن كلاً من من إبراهيم رجب وأحمد ناجي على العود من خلال تناغمهما مع فلامنغو غيتار ابراهيم عباس، قد أضفيا نوعاً من الغرابة المحببة ليصل الدور إلى عقر دار تراث طرابلس وحضارتها، حيث صدحت أصوات الشجن من قدود ومواويل وأغاني تراثية لحناجر كل من ملك إسماعيل، جيهان مرعوش، بسام حسين وعامر صيداوي، لتتابع فكرة العرض بدخول عنصر الراب المعرب الملبنن، الذي يثبت التراث المحاكي للشخصية الطرابلسية اللبنانية، دون أي تعارض موضوعي أو نشاز فني، وقد لعب هذا الدور خالد قدور وفريق “لا فاميليا”، عكس إنطباعاً إيجابياً وردود فعل حماسية من الحضور.
وتتابع العرض في الفقرة ما قبل الأخيرة بلوحة تعبيرية لمجموعة شباب “البريك دانس” على إيقاع ونص الإنترو لألبوم (ثورة الهيب هوب في طرابلس) ليكشف النقاب بالأسلوب الفني والعصري مجازاً وتعبيراً عما أراد الشباب البوح به.
ثم جاءت النهاية بعرض الفيديو كليب المختصر لمشروع جمعية فنون متقاطعة الثقافية (ثورة الهيب هوب في طرابلس)، لتكون الرسالة من الجمعية في التأكيد على قدرة المدينة من خلال شبابها على استخراج الإنتاج الحقيقي والواعد، والتأكيد على عدم إستسلام طاقاتهم وطموحاتهم وآمالهم لظروف أمنية دخيلة تريد تشوية صورة المدينة، وبالتالي إظهار براعة استخدام الوسائل الفنية المحلية والمستوردة في كيفية تطويعها لدى مختبر التجربة والعمل من خلال ذلك ليس للتغيير والتأثير فقط، بل للإنطلاق أيضاً الى خارج الحدود بكل المفاهيم والمعاني.
الجدير بالذكر، ان معظم مشاريع جمعية فنون متقاطعة التي تأسست مع بداية عام 2010، تقوم على إستقطاب الفئات المؤثرة في المجتمع من خلال التدخلات التوعوية والتنموية والتربوية. وهي تضم: جان حجار (رئيساً)، كمال عباس (مديراً)، وبراق صبيح(مدرباً للفنون).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى