المقالات

كلمة في الراحل رشيد جمالي كتب: رامز الفري

وقلة هم الخالدون الرواد
لا يمرون بالحياة مرورًا عابرًا
بل يصنعون التغيير
ورشيد جمالي هو واحد من أولئك الرواد

في كنف الذكرى والوفاء، نقف اليوم معًا لنكرم الأخ والصديق الراحل المهندس رشيد جمالي، فنعلي عبر هذا التكريم مكانة قيم النزاهة والكفاءة في مجتمعنا، ونقدر في الغائب الكبير إخلاصه وعطاءه لوطنه وأمته، في مناسبة لا بد وأن تكون في الوقت عينه وقففة أمام واقعنا اللبناني والعربي الذي شكّل همًّا دائمًا للراحل الكبير.
رشيد جمالي كان وجهًا مشرقًا في حياتنا العامة، تميز أداؤه بالمناقبية ونظافة الكف واللسان، واستمر دائمًا خلال كل مراحل حياته متواضعًا هادئًا مرحبًا بالجميع، يتابع قضاياهم ويجهد في حل مشاكلهم بروح المحبة والتفهم إنطلاقًا من وعي عميق بأن السلطة العامة إنما وجدت لتسهيل شؤون المواطنين لا لعرقلتها، ولخدمة المواطن اللبناني لا لابتزازه أو مضايقته، فشكل نهجه قدوة جديرة بالإكبار نأمل أن تحتذى.

كان الرشيد ورغم الضغوط والأعباء، متابعًا دؤوبًا لشؤوننا الوطنية والقومية والعربية عبر موقعه القيادي، وكان يعيش معاناة ولا أكبر وهو يشهد صعوباتنا الوطنية الناجمة عن سوء الأداء، وتثقل ضميره نكساتنا وهزائمنا التي تلاحقت على مدى العقود الماضية.
وبقي حتى النفس الأخير يؤكد على أن نهوض الأمة من واقعها البائس إلى آفاق التقدم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحرية الإنسان العربي فكرًا ومعتقدًا وتعبيرًا، وبحقه في صنع خياراته وقراراته، واستمر رغم الغيوم الداكنة التي تظلل حاضرنا مؤمنًا بأن الغد الأفضل آتٍ لا محالة/.
وإن كنا نحن زملائه لم نع ونحن معه كل رؤاه، إلا أننا في واقعنا العربي اليوم ندرك كم كان الرجل ثاقب الرؤية مستقبلي النظرة.
وكم نفتقد اليوم سعة أفقه ورحابة إدراكه وقبل هذا وذاك إخلاصه وتفانيه.

كانت الرابطة الثقافية بالنسبة له قضية لا تعلوها قضية، قطع مئات الأميال يستعين بكل ما وهبه الله من قدرات ومستندا إلى إيمان عميق بأهمية ما يصنع، حتى أقام للرابطة ركائزها وموقعها.
من منا لا يذكره ساعيًا على دروب حلمه الكبير:
أن يكون لطرابلس رابطة نفخر بها ونباهي، رابطة تقف شامخة بين صروح الثقافة في لبنان وعالمنا العربي. لكننا لا نشك لحظة أنه اليوم في عليائه راضٍ بما قدم.

رشيد جمالي، قيادي، إداري، سياسي عز نظيره، ومناضل مثقف قد أفنى عمره وفيًا لقناعاته ومبادئه عاملاً على هديها، مدافعًا عن فكر نهضوي تغييري التزم به فله منا في عليائه كل الحب والوفاء ولعائلته خالص العزاء ولرفاقه وأصدقائه كل التقدير، ولكم جميعًا من الرابطة الثقافية كل المودة والترحاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى