الأخبار اللبنانية

بهية الحريري في إفطار تكريمي للجيش في حضور قهوجي ممثلا سليمان: قدركم أن تتحملوا الضغوط من كل اللبنانيين لأنكم أملهم الأخير ببقاء دولتهم

أقامت رئيسة لجنة التربية النائب بهية الحريري، لمناسبة عيد الجيش، إفطارا تكريميا، غروب اليوم، في مجمع “البيال”، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي، سجعان القزي ممثلا رئيس “حزب الكتائب” الرئيس أمين الجميل، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، النواب: جمال الجراح، نهاد المشنوق، كاظم الخير، خالد زهرمان، قاسم عبد العزيز، نضال طعمة، عاصم عراجي، هادي حبيش، عاطف مجدلاني، عمار حوري، رياض رحال، وفادي الهبر، وعدد من الوزراء والنواب السابقين.

كما حضر ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأب عبده أبو كسم، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان عضو الهيئة التنفيذية في المجلس الدكتور محمد ياسين، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ غاندي مكارم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، المدير العام لأمن الدولة العميد جورج قرعة، نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين الياس عون، مدير مخابرات الجيش العميد إدمون فاضل، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان، الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري وشفيق الحريري، عدد من الضباط والقضاة، وحشد من الشخصيات الرسمية والقضائية والدينية والحزبية والتربوية والإجتماعية والنقابية والإعلامية، عدد من أعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي في “تيار المستقبل”.

الحريري

وألقت الحريري كلمة بالمناسبة جاء فيها: “عندما يصبح الوطن وجعا وقلقا وخوفا وكرها وظلما، عندما لا يعود العيد عيدا ولا يعود الأبيض ابيضا، ولا يعود الأسود أسودا، عندما تصبح الأخوة عداوة والشراكة قسمة والنهار عتمة، عندما يصبح الحق باطلا، والظلم عدلا والهجرة بطولة، عندها نكون نحن لسنا نحن. عندها يجب ان نبكي جميعا على حالنا وعلى الوطن. لم أكن اقدر ان دعوتي للإحتفال بعيد الجيش الوطني ستجعلني أرى خلال اسبوعين ما لم استطع رؤيته في عشرات السنين، ولكثرة ما سمعت كلاما من هنا وهناك، جعلوني اشعر بأني ارتكب ذنبا كبيرا وليس من جهة واحدة مع الأسف، من كل الجهات والاتجاهات والتنوع الذي كان يفترض ان يكون مصدر غنى، أصبح هو الأزمة والمأساة”.

وقال: “سألت نفسي مرات ومرات كيف يمكن ان يكون الاحتفال بعيد الجيش الوطني جريمة برأي اللبنانيين وتستحق العقاب. فهناك الذي يريد الالتفاف حول الجيش كوننا نحن اقوياء وهو ضعيف، والذي يريد ان يستقوي بالجيش على الضعفاء، والذي يريد ان يستقوي على الجيش نفسه. الجيش ليس حزبا. الجيش وطن”.

أضافت: “اليوم لا ينفع الا الصدق والصدق وحده. ونحن في العشر الأواخر من رمضان المبارك، شهر الرحمة والمودة واحساس الانسان بأخيه الانسان. شهر الترفع والعبادة والصدق. حزنت كثيرا وتأكدت أني افعل الصواب، لأن لا أحد من الذين اعترضوا تحدث عن السياحة المتعثرة والاقتصاد المتعثر والتعليم والصحة ايضا المتعثرين. لا أحد تحدث عن الحكومة، لا الماضية ولا القادمة. لا أحد تحدث عن البرلمان. لا أحد سأل عن الكهرباء والطرقات. لا أحد تحدث عن غد وبعد غد. كان الحديث كله “لماذا سنحتفل بعيد الجيش”.

تابعت: “وأمر ثان أخطر من ذلك، أن معظم الذين رأيتهم في الأيام الماضية كانوا ينصحونني بأن لا أتحرك لأن هناك خطرا على حياتي. وكثير من الشخصيات الوطنية الكريمة، الذين تشرفت بزيارتهم هذا الأسبوع لأدعوهم الى إفطارنا الوطني بعيد الجيش، كانوا يقولون لي: “لا داعي لأن تخاطري وتأتي الينا، نحن نقدر ظروفك”. وايضا كثيرون من الأصدقاء الأمنيين نصحوني بذلك”.

تابعت: “عماذا نحكي؟ واين نحن نعيش؟ أليس غريبا أنه لا يوجد قيادي في البلد لا يخاف على نفسه؟ ماذا يعني ذلك أيها الأخوة؟ اذا كنا خائفين على زعمائنا وخائفين على اقتصادنا وسياحتنا وليرتنا وتعليمنا وصحتنا وزراعتنا واولادنا واحفادنا! هذا كثير كثير، ويكفي خوفا. نعم “بيكفي، بيكفي خوف”. سهل كثيرا أن يكون الواحد رئيسا أو زعيما أو ثريا أو وزيرا أو نائبا أوقائدا. لأن هذا أمر شخصي ويعتمد على القدرة والطموح والموهبة والإجتهاد والظروف. لكن الصعب هو أن تكون مواطنا. وتكون مثلك مثل غيرك. هو يشبهك وأنت تشبهه. تخاف عليه ويخاف عليك. ولنكن مواطنة ومواطنا وككل شعوب العالم، التي صنعت دولا ناجحة ومتقدمة والتي كانت بوابتها للوطن هي مؤسسة الدفاع عن الوطن، أي الدفاع عن الأرض والإنسان. وهذه المدرسة هي جيش الدفاع الوطني”.

وقالت: “لفتني قبل أيام تعيين وزير خارجية جديد في مصر. وهو شخصية معروفة ودبلوماسي ناجح وإبن وزير خارجية سابق. إلا أن صحافيا كتب بأن هذا الوزير تهرب من الخدمة العسكرية. وخلال ساعة تقريبا كان الوزير يقدم بطاقته العسكرية وجدول خدمته. وأنه قام بواجبه وأتم تعلمه في كيف يدافع عن الوطن بالمؤسسة العسكرية. وهذا حال كل الدول المتقدمة الكبيرة. يتباهى ولي عهد بريطانيا بأنه أتم خدمته العسكرية على الجبهات في مكان الخطر كأي جندي إنكليزي. وتلك هي الحال في كل دول العالم وأوروبا وأميركا. لا احد يستطيع أن يشغل موقعا قياديا في الإدارة أو الإقتصاد أو العلم أو السياسة أو المجتمع إذا كان قد تهرب من تأدية خدمته في مدرسة الدفاع عن الوطن”.

أضافت: “نعم الإقتصادي يجب ان يكون مستعدا لأن يموت لأجل وطنه. حتى يكون إقتصاديا وطنيا. ومثله المحامي والطبيب والقاضي والمعلم والمزارع والعامل. لا يجب ان يكون الجيش في مكان والناس في مكان. على كل الناس كي يصبحوا مواطنين، أن يدخلو من بوابة الدفاع الوطني. وليس صدفة أن قانون خدمة العلم كان إسمه قانون الخدمة العسكرية والمدنية والإنمائية. لا يجوز ان نبقى بعيدين عن جيشنا وعن وطننا. ولا يجوز ان نعتبر الجيش موظفا عندنا. ولا يجوز ان يعتبر الجيش اننا ضعفاء وهو قوي. اما ان نكون كلنا ضعفاء او نكون كلنا اقوياء”.

وقالت: “هكذا علمنا رفيق الحريري أنه “ما حدا أكبر من بلدو”. وأن قوتنا بدولتنا. هكذا كان في مؤسساته وحكوماته وهكذا تصرف سنة 1998 يوم قبل بالإقصاء ومحاكمة خيرة شباب لبنان الذين أنجزوا معه من المهندسين والقضاة. يومها كان يقول “نحن تحت القانون”. وهكذا فعل بعد العام 2000. ويوم عزل مرة أخرى في العام 2004 وإستودع الله هذا البلد الحبيب وشعبه الطيب وبقي على إحترامه لوطنه ودولته وكان حزينا لأنه يحاكم على شراء موسم الزيت الكاسد وتوزيعه على المواطنين قبل أيام من استشهاده. وكان هذا إمتحانه الأخير الذي أكد فيه للمرة الألف بأنه “ما حدا أكبر من بلدو”. وان الدفاع عن الوطن يتطلب الصبر والعمل وإحترام العدالة والقانون. وكان في 14 شباط يشارك بوضع قانون الإنتخاب، والذي سبقه فرض قرار قانون إلغاء الخدمة العسكرية في 4 شباط ونشر في 10 شباط 2005″.

أضافت: “بقينا بعد رفيق الحريري على درب رفيق الحريري وقلنا، ولسنا نادمين، لكل اللبنانيين إنهم في قلبنا ووجداننا. ومددنا إيدينا للجميع دون إستثناء وطالبنا الناس بأن تفرح وتغني بجانب الضريح في 13 نيسان، وأعدنا لبيروت الحبيبة الحركة والحياة وكان شعار سعد رفيق الحريري “لبنان أولا” وفاء للدماء الزكية التي سالت من خيرة أبناء الوطن، الذين حزن أنصارهم ورفاقهم كثيرا عليهم، لكن ليس بقدر ما حزنت زوجاتهم وأبناؤهم وأخواتهم وأمهاتهم وآباؤهم. أيها الأخوة، النار لا تحرق إلا موضعها”.

تابعت: “واقول للجيش الوطني ولقائده العماد جان قهوجي وللأركان والقيادة والضباط والرتباء والجنود: لا تستطيعون ان تدافعوا عنا إذا لم نعد جميعا إلى مدرسة الإنصهار الوطني واذا لم نستعد التدريب العسكري للتعليم الثانوي مبدئيا، وأيضا خدمة العلم وإذا لم يتعلم كل بنت وشاب كيف يدافعون عن وطنهم وكل واحد منهم في مجال عمله. لنتعلم كيف ندافع عن اولادنا وأحفادنا وتعليمهم ومستقبلهم وندافع عن الزراعة والسياحة والصناعة والإقتصاد والطبابة الجيدة والمكفولة لكل المواطنين”.

تابعت: “نعم العدو ليس على الحدود فقط. العدو في كل مجال وفي كل إنسان. الجهل عدو والمرض عدو والبطالة عدو والفقر عدو. ولا احد قويا إذا لم نكن جميعا أقوياء. وهذا العيد هو عيد الإنصهار الوطني، عيد الدفاع عن الأرض والإنسان، عيد العيش بأمان، عيد التقدم والإزدهار. هذا العيد حتى يراجع كل واحد نفسه. الفرد والأسرة والطوائف والأحزاب والرؤساء والوزراء والنواب والصناعيون والمبدعون والتجار والأطباء والمحامون والمعلمون. نعم نحن بحاجة إلى إستراتيجيات دفاعية متخصصة في كل مجال لنحدد فيها عناصر قوتنا وضعفنا ونواجه أعداءنا لننهض بوطننا ونحقق تقدمنا واستقرارنا وننعم بسيادتنا وإستقلالنا”.

وقالت: “وفي هذه المناسبة أتوجه من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورمز الوحدة الوطنية وإبن المؤسسة العسكرية، بالتهنئة بهذا العيد الوطني. وأتوجه من قيادة الجيش وعناصره ومن كل القوى الأمنية ومن كل لبنانية ولبناني، من كل قلبي، واقول لهم جميعا: لا تخافوا أن تحبوا وطنكم وتدافعوا عن أمنكم وإستقراركم ومن حقنا جميعا ان نعيش بأمان في وطننا الحبيب لبنان”.

وفي الختام قالت: “والآن اسمحو لي أن أتوجه إلى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي لأقول له: إنتم مؤتمنون الآن على آخر ما تبقى من الدولة الوطنية اللبنانية. وبوطنيتكم وتضحياتكم وحرصكم على كل المواطنين، وبشهدائكم وبصلابتكم، تستطيعون ان تنقذوا حلم كل اللبنانيين في الدولة العادلة والقادرة. وقدركم أنكم تتحملون كل هذه الضغوط من كل اللبنانيين لأنكم أملهم الأخير ببقاء دولتهم. بامكاننا ان لا نكون في الحكومة، وبإمكاننا أن لا نكون في المجلس النيابي، وبإمكاننا أن لا نكون في الوظيفة العامة، لكن لا يمكن لنا ان لا يكون لدينا دولة وجيش وطني وأمن وطني والسيادة والإستقلال وعلم لبنان وهي التي وضعتم أنفسكم في خدمتها بشرف وتضحية ووفاء لجهودكم. يشرفنا ان نقدم لكم درع الطائف التقديري لمؤسسة الإنصهار الوطني بقيادتكم. عاشت المواطنية اللبنانية، عاش الجيش وعاش لبنان”.

درع الطائف

وفي ختام الإفطار، قدمت الحريري لقهوجي “درع الطائف التقديري” ل “مؤسسة الإنصهار الوطني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى